تربية واعية

6 أساليب لغرس مفهوم المشاركة في أبنائك

غرفة طفلك “متكدسة” بالألعاب، وهذه المرة حين زارك صديقك ومعه طفلته الصغيرة، فاجاءك طفلك بصراخ وبكاء رافضًا إعطاء دميته إلى طفلة صديقك وغضب وانتهز الفرصة لـ”يعضها”، ففي رأيه ما من أحد غيره جدير بأن يكون مركزا لعالمه الصغير. مفهوم المشاركة

المشاركة، بالتأكيد، مفهوم يتجاوز فهم الأطفال الصغار. يقول “بيتسي مان”، مدرب آباء في مدينة أوتاوا الأمريكية، إن “الأطفال الصغار يهتمون أكثر وأكثر بمعنى قول “هذا خاص بي”، بدلاً من “دعنا نتشارك بعض الأشياء”، لكنهم يتعلمون المشاركة مع زيادة نموهم الاجتماعي والعاطفي والمعرفي”.

من “الأنا” للكرم.. مراحل المشاركة عند طفلك

حب الذات والبقاء محط التركيز أمر فطري يشعر به الرضيع، فاحتياجاته ورغباته هي ما تتحكم في العالم من حوله. فأمه حاضرة في أي وقت: فعندما يجوع ترضعه، وحين يبكي تهدأه. ومع سنته الأولى يشعر الطفل بهذا التغيير، حين يقل الاهتمام. فيبدأ في أن يرغب في كل شيء له وحده، وتكبر لديه فكرة الاستحواذ على كل شيء.

في هذا الوقت، يأتي دور الأم في شرح معنى المشاركة. على سبيل المثال ممكن أن تشرح لطفلها مفهوم الانتظار لدوره في لعبة ما في الحديقة، لآن الطفل الأخر سبقه، وعليه الانتظار.

مع انتهاء السنة الثانية، يبدأ طفلك بالشعور بالفرح عند مشاركة الآخرين، وتبدأ تميل تصرفاته للكرم. التشجيع على المبادرة شيء ضروري، فعلى سبيل المثال تقول الأم لابنها: “إيه رأيك تدي آدم بسكوت من معاك، هيتبسط أوي”، ثم تشكره على هذا التصرف، ليدرك الطفل أن الكرم ومشاركة الآخرين ألعابه وأشياءه من الأمور الطبيعية والحميدة.

لكن يحذرك اختصاصيو التربية من المبالغة في جعله كريماً، وضرورة تعليمه الكرم بشكل تدريجي.

قبل أن يتم سنته الرابعة، يكون طفلك أكثر قدرة على تبادل الأفكار والألعاب، فهو يحب أن يعطي، ويتلقى أيضًا. أما إذا كان طفلك عدوانيا، فمن الضروري طلب المساعدة من الاختصاصين لينصحوا الأم بالطريقة التي تساعدها في تعليم الطفل المشاركة والصداقة.

عليك أن تعرفي أيضًا الأسباب الصحيحة وراء تنمية روح المشاركة والعطاء لدى طفلك. هل هو بسبب إحراجك أمام أصدقائك؟ أو بسبب إزعاجك عندما يصمم ابنك الاحتفاظ بلعبة ما لنفسه فقط؟ هنا تم التوضيح أنه لا يجب على الآباء فرض الأوامر، فالغضب يظهر للأطفال أن المشاركة تتعلق فقط بالصراخ، وذلك وفقا لموقع “Raising Children”.

طرق لتشجيع المشاركة في حياة طفلك اليومية

في البداية، يجب أن تبدأ في تعليم أولادك مفهوم المشاركة منذ الصغر، في اللحظة التي يبدأون فيها بفهم الأشياء من حولهم. لعبة مررها بينكما جيدة للبدء وهي بأن تجعل مع أبنائك شيئا ليتشاركوه وتقول لهم “هذا دورك، والآن دوري” فيمرر كل منهما الشيء للآخر فأخذ الأدوار هو الخطوة الأولى في المشاركة. كما توجد طرق أخرى أيضا مثل:

  • أن تشير إلى أن المشاركة أمر جيد مثل أن تقول: “صديقك شاركك لعبته، كان ذلك لطيفًا جدًا منه”.
  • في أي مرة يحاول طفلك مشاركة لعبة أو طعام مع أطفال أخرين أو مع أشقائه، اثنِ عليه بكلمات الحب والاهتمام.
  • العب مع طفلك ألعابًا تنطوي على المشاركة وتحدث مع طفلك عبر الخطوات.
  • تحدث إلى طفلك عن المشاركة قبل أن يبدأ في اللعب مع أطفال أخرين، مثل: “عندما يأتي زياد، ستحتاج إلى مشاركة بعض ألعابك، من الممكن أن نسأله عما يريد أن يلعب به؟”

 المشاركة تعزز المشاعر الإيجابية لدى الطفل والسعادة أولها مفهوم المشاركة

أظهرت دراسة صينية أمريكية مشتركة أن المشاركة الاجتماعية الإيجابية للأطفال مجزية عاطفياً، لأنها تعزز السعادة. قارنت الدراسة سعادة الأطفال الصينيين بين عمر 3 و5 سنوات، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين، ووجهت لإحدى المجموعتين الأوامر بأن يتشاركوا الألعاب مع بعضهم البعض، خاصة من لم يشعر بالسعادة عند المشاركة.

وأثبتت نتائج هذه الدراسة أن الفوائد العاطفية لدى الأطفال تعتمد على الدافع الكامن وراء سلوكهم الإيجابي وكان جميع الأطفال أكثر سعادة في مرحلة ما بعد المشاركة مقارنة بمرحلة ما قبل المشاركة.

نصائح للأم لتعزيز المشاركة عند طفلها

أشارت ورقة بحثية وضعها العاملون في رعاية الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن تربية الطفل على المشاركة يعزز من قدرته على اتخاذ القرارات في المستقبل، لأن الطفل عندما يشارك فهو يعبر عن رأيه ويفرض شخصيته ويتعاون مع أقرانه.

إليك مجموعة نصائح تساعد الأم في تعزيز المشاركة الصحية لدى أبنائها:

  • شرح السبب وراء رغبة الطفل في المشاركة، على سبيل المثال: “زين عايز يلعب بالعربية بتاعتك علشان عربيتك حلوة، إيه رأيك تسيبهاله يلعب شوية”.
  • احترام معنى الملكية! أشعر الطفل بالأمان تجاه أشيائه، وأكد له أن لن يأخذها منه أحد، حتى عندما يشاركها! لا يجوز إجباره على مشاركة ألعابه؛ ومن الأفضل أن تكون المشاركة بقراره الشخصي.
  • كونك قدوة له تشاركيه من أشيائك الخاصة مثل قطعة شكولاتة خاصة بك.
  • عدم معاقبة الطفل إن لم يشارك ألعابه أو يترك دورًا في لعبة ما لغيره وذلك حتى يتعلم معنى المشاركة الحقيقي لا الإرغام.

تعليم أبنائك المشاركة سيعود عليه شخصيا وعلى أقرانه وعائلته وعليك بالنفع والخير والمشاعر الطيبة التي يجب علينا جميعا التأسيس لها في مجتمعنا. أطفالنا ستتعلم أنهم بالمشاركة دوما ما سيجدون من يشاركهم أيضا وبالتالي يتعلمون عن قيمة اقتسام الخير لإكثاره. ابدأ بتعليم ابناءك المشاركة منذ سن صغيرة لتتبلور في شخصيته أمرا محببا لا أمرا مرغوما عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق