ثقافة العلاقات

هل أنتِ ضحية للعنف الصامت؟ إليك أهم العلامات

هل أنتِ ضحية للعنف الصامت؟ ماهو العنف الصامت؟

تقول المؤلفة عايشا ميرزا عن العنف الصامت: “إنه ليس الكدمات التي توجعنا جسديا ولكنها الجروح في قلوبنا وما تخافه عقولنا.” ينشأ العنف الصامت في العلاقات التي يحاول فيها طرف ما السيطرة بشكل كامل على الآخر فينشئ نظما وأنماط معينة للسلوكيات تضعف من الشخص الآخر عقليا وجسديا إذ إنها تضع له قيودا وحدود

 50% من الرجال والنساء أقروا بأنهم قد مروا بتجارب مماثلة في علاقاتهم ولو لمرة واحدة، ولكن هل الأمر فقط بين الأزواج؟ كلا، يمكن أن يحدث العنف الصامت في أي علاقة وفي الأسر أيضا متمثلا في علاقات الأم والأب بأبنائهم أو ببعضهم البعض.

الأخطر في القضية أن 90% من أولئك الذين يظهرون هذا العنف قد تعرضوا له مسبقا ولكنهم لا يدركون مدى التأثير الذي طرأ عليهم. إن الأمر في غاية الخطورة إذ يشكل سلسلة من التبعات التي ستمارس على ضحايا ممن يشكلون الطرف الأضعف في أي علاقة فيما بعد. ولن يتوقف الأمر عند أحدهم بل ستستمر السلسلة ولا ندري حتى متى.

ومن الغريب في العلاقات العنيفة أن من تعرض للعنف مسبقا ولم يستطع الإفلات منه، تترسخ لديه صورة الضعف في نفسه وبالتالي عند دخوله علاقات جديدة يسلم قيده بنفسه للطرف الجديد ويبقى الاختيار للشخص الجديد في إيذاء شريكه كما هو معتاد عليه بل ويراه عاديا أو في مساعدته على التخلص من مشكلته. يرجع السبب في ذلك إلى كثرة تعرض الضحية للظلم في علاقاتها السابقة، فبدأت تؤمن بأن هذا هو الطبيعي وربما تصدق أنه أيضا نوع من التعبير عن الحب.

ومن أشكال هذا العنف الصامت الآتي:

1) الإحراج: إحراج أحدهم أمام أشخاص آخرين أو حتى أمام نفسه بالنقد اللاذع وعدم تقبله والتقليل منه.

2) العزل: عدم احتواء أحدهم أو تجنبه عمدا أو إشعاره بأنه غير مرغوب فيه.وذلك مثلا فيتجنب محاورته أو تضمينه في أحداث ما.

3) الحرمان: وذلك قد يحدث بطريقة غير مقصودة، كأن تحرم الأم طفلها من الأكل لتحافظ على وزنه مثلا بينما لا تحجب شيئا عن اخوته.

4) إقناع الشخص بقلة قدره: وذلك بتكرار نقده ودون تقديم الحلول الصحيحة أو الممكنة! وقد يحدث ذلك أيضا بعدم استئمانه على أي شيء، أو عدم تقدير أي مما يقدمه أو حتى الاستهزاء بما يفعله أو به هو شخصيا. ومن المؤسف حقا في هذا الوضع، أن يقتنع الشخص بقلة قدره فعلا.

5) الصراخ واستخدام الكلمات السلبية أو البذيئة: التي لا تعطي فرصة للضحية بالرد أو حتى بالتفكير في الرد لما تلاقيه من هول يجعلها تفضل التجنب.

6) العنف المادي: وهو بالإذلال المتكرر عند إعطاء أو إقراض المال حتى ولو كان الطرف الضحية مسؤول من المعنِّف.

7) التحرشات البصرية أو الملاحقات: التي يجد فيها الضحية نفسه غير قادرا على فعل أي شيء سوى الهرب والاستسلام لتلك النظرات البغيضة. ومن ثم يطور الضحية كره دفين لكل من ينتمون لفئة المتحرش؛ وبل وربما كره لذاته أو نوعه أو عرقه.

8) التهديد: بأي شيء يقنع به المعنف ضحيته. وللأسف تقع الضحية في هذا الفخ وتصدق عدم قدرتها على الإفلات منه بسهولة.

وفقا للائتلاف القومي ضد العنف المنزلي في أمريكا، يأتي العنف النفسي لدى النساء أقوى من الجسدي في إصابتهم باضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD) وهو ما يعرفه موقع مايو كلينيك على أنه حالة صحية عقلية يستثيرها حدث مخيف — قد يحدث لك أو قد تشهده. قد تتضمن الأعراض استرجاع الأحداث، والكوابيس والقلق الشديد، بالإضافة للأفكار التي لا يمكن السيطرة عليها بخصوص الحدث. من يتعرض لهذا يبدأ في الشك في نفسه وسبب وجوده على الأرض ويبدأ في الاعتقاد بأن الناس جميعها سيئون حتى نفسه. فيبدأ معارك نفسية يكتمها في نفسه ويتساءل: أي خطأ ارتكبته لأمر بهذا؟ كيف يمكنني التغير؟ ألن يحبني أحد؟ لا بد أنني أستحق هذا!

كتبت وزارة العدل الأمريكية أن 80% من العنف المبلغ عنه لديها من النوع الصامت، أي غير جسدي ولا يمكن إثباته بسهولة رغم تأثيراته الفسيولوجية الناتجة عن النفسية. تقول الدراسة أنه كل 8 ثوان هناك ضحية عنف صامت خاصة من النساء اللاتي لا يمكنهم رد هذا الأذى.

لذا فإذا كنت ضحية هذا العنف، فإليك بعض النصائح:

1) الثقة في أنك لست ضعيفا أو قليل الحيلة وأنه هنالك الكثير من الحلول التي ستخلصك من استضعافك.

2) مواجهة معنفك مهما كلفك الأمر حتى تصل لمستوى من التعامل لا يؤذي فيها أحد الآخر، وإن لم تستطع لذلك سبيلا فخذ راحة من علاقتك حتى تتخذ قرارا بأمرها.

3) حاول إيقاف معنفك عندما يحاول أذيتك في كل مرة وإن لم يتوقف فانسحب ولا تقف أمامه لتتلقى هذه الطاقة السلبية.

4) اللجوء لمن تجد فيه من الحكمة قدرا، ليحاول تقويمه.

5) لا تظهر ضعفك أمام معنفك أو المحيطين بكم أبدا.

6) أظهر ثقتك بنفسك وتقديرك لها ولنجاحك في عملك.

7) املأ حياتك بعادات إيجابية تسعدك.

8) جد المساعدة ولو حتى بالفضفضة.

علينا جميعا أن ندرك أن “الكلمة الطيبة صدقة” وأن كل كلمة أو نظره قاسية لا سيما إن تكررت إنما هي جريمة ويجب أن يعاقب عليها القانون ولكن للأسف من الصعب جدا إثباتها. كن أنت الجمال الذي تود أن تراه في العالم وإن كنت قد قاسيت كثيرا وبذلك تكن أنت بداية لسلسة من الأعمال الطيبة بين البشر.

هل أنتِ ضحية للعنف الصامت؟ إليك أهم العلامات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق