فرق السن في الزواج ليس مؤشرا على نجاحه

فرق السن بين الزوجين هل يؤثر على الزواج
وفقا للإحصائيات، عدد الزيجات الأكثر هي تلك التي تكون بين اثنين لا يفرق بينهم إلا عام واحد من العمر، ومن ثم تقل النسبة كلما زاد فارق العمر بين الزوجين حتى تصل نسبة الأزواج الذين بينهم فارق عمري يصل إلى 20 سنة إلى 1% فقط وذلك في بلدان كأمريكا وأستراليا والمملكة المتحدة. في دراسة أجرتها صحيفة الإنديبندنت البريطانية، يظهر العامل الأساسي في إنجاح العلاقة هو رغبة الطرفين في ذلك والعمل عليه، وليس بالضرورة قوة حبهم فقط. تقول الدراسة أيضا أنه مهما كبر الحب بين الأزواج من أعمار مختلفة، فإنهم مع الوقت يميلون للتنافر أكثر من غيرهم نتيجة للتغيرات الجذرية الجسدية والفكرية التي يمرون بها والاختلافات المحورية.
الزواج ممن يكبرنا سنا بسنوات عدة ليس مشكلة أو عيب أو حرام في حد ذاته. فإن نظرنا في تراثنا لوجدنا زيجات عدة ناجحة بين من اتسع بينهم الفارق العمري. إذا، ما هي الظروف التي تؤثر سلبا على هذا النوع من العلاقات، ولماذا إذا كلما زاد الفارق العمري بخمس سنوات زادت فرص الانفصال 18%، وفقا للدكتور جاسيكا رالي الكندية والمتخصصة في العلاقات الإنسانية؟
من المؤثرات سلبا على العلاقات ذات الفارق الزمني الكبير وعيوب فرق السن بين الزوجين هي:
- إن كان أحد الطرفين ما زال في بداية العشرينيات أو حتى أصغر، فهو معرض أكثر للاستغلال أو الإساءة من الطرف الآخر للأسف وفقا لقوانين القوى في العلاقات!
- عدم أخذ الطرفان الوقت الكافي لدراسة أوضاعهم إذ تعميهم قوة حبهم لبعض ويتناسوا دراسة عضهم البعض جيدا. وعند الزواج تتضح الصورة، ويتفاجأ البعض!
- عدم تقبل العائلات للطرف الجديد لصغر أو كبر سنه! وهذا في حد ذاته عامل في غاية الأهمية لما للعائلة من تأثير قوي جدا له القدرة وحده على إحداث الانفصال. ويكبر عدم التقبل بالطبع كلما كان للعائلة ميراث كبير. وهنا يدخل الطرفان العلاقة مدركين من البداية أنهم قد خسروا الدعم العائلي بشكل تلقائي وهو أكثر ما يحتاجه المرء في المواقف الصعبة.
- عدم القدرة على التواصل العميق نظرا لاختلاف الخلفيات والأشياء التي تربوا عليها والمفاهيم والعادات والاهتمامات.
- ترتيب الأولويات الذي قد يكون صادما لأحد الطرفين لا سيما إن كان عن قرارات كبيرة كالإنجاب مثلا أو حتى صغيرة ككثرة الأنشطة أو الخروج وعدم قدرة الطرف الأكبر على المواكبة حتى إن حاول في البداية.
- مواجهة صعوبات التقدم في العمر والأمراض. وإحساس الطرف الأصغر بأنه قد أقحم نفسه في علاقة تمريضية!
- السماع للمتدخلين والتندم أو المقارنات بالأصدقاء الذين يستمتعون بحياتهم أكثر.
كل هذه مشكلات تواجه من توجوا أناس أكبر أو أصغر بكثير ولكن هل هذا هو الوضع فقط، وهل بذلك يكون هذا الزواج فاشلا في كافة السيناريوهات؟
بالطبع لا، فكثير ممن أقدموا على هذ النوع من الزواج يحظون بحياة رائعة ومستقرة ومتناغمة. من هؤلاء أزواج مشاهير كرئيس فرنسا إمانيويل ماكرون وزوجته بريدجيت، ورئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب وزوجته ميلاني الذين لغرابة الحظ يفرق بينهم 24 عاما في كل من العلاقتين!
إذا ما هي مميزات فرق السن بين الزوجين :
- التعامل مع الآخر بحكمة كبيرة نتيجة لتقدم العمر والخبرات الكبيرة والحصول على نصائح عظيمة مجانا.
- التعلم من خبرات الأكبر بشكل مستمر والاستفادة منها في كل مجال.
- الإحساس بالدلال والحنان بشكل أكبر من العادي.
- مقدار التسامح والصبر والتغافل يكون استثنائيا.
- المباشرة في التعامل وتلافي “اللف والدوران”.
- التقدير الأعمق للرومانسية والطرف الآخر عوضا عن المظاهر.
- تقديم الدعم بشكل أكبر وأكثر نضجا.
- شعور الطرف الأكبر بالشباب ومحاولة الرجوع له بالرياضة والاهتمام بالذات فعلا. وفي هذه النقطة قالت الدراسات أن الطرف الأكبر في مثل هذه العلاقات يكون في الأغلب هو الأسعد.
الزواج الناجح اختيار وقرار وليس حظا أو نصيبا فقط، فكثير ممن يتزوجون من نفس فئاتهم العمرية يمرون بمشاكل لا حصر لها ولا يفهمون بعض أو الاقتباسات التي يذكرونها ولا يتشاركون أي وجهات نظر. وعلى النقيض تماما، نجد أيضا من يتمتعون بتناغم عال وود وتفهم ويفرق بينهم سنين طويلة.
يرجع الأمر إلى حسن الاختيار والتفكر الجيد قبل الارتباط. ولذلك، إليكم نصائح عند اتخاذ قرار الزواج ممن هم أكبر أو أصغر بكثير:
- تريث كثيرا، لمدة لا تقل عن عام مثلا قبل عرض المسألة لتكون قد درست وضعك ووضع الطرف الآخر بالكامل ولتكون مستعدا على كافة الأصعدة.
- كن صريحا جدا عن كل ما فيك من مميزات وعيوب فما من مجال كبير لتلافي الأخطاء والأكاذيب! واعط أجوبة كاملة عن نفسك وتاريخك.
- تأكد جيدا، بعد تأكدك من نيتك، من نية ودافع الطرف الآخر في الزواج منك، فالبعض قد يكون مغرما وغير قادرا على هضم الوضع فعلا فيتخذ قرارا خاطئا.
- لا تحاول التأُثير على الطرف الآخر أبدا باستخدامك مميزاتك التي سبقته إليها.
- لا تلتفت لكلام المجتمع أبدا، ففي الأغلب لن يدعمك إلا القلة إن وجدت.
- لا تحاول تغير نفسك، أي نعم التنازلات المعتدلة مطلوبة ولكن التغيير في الأغلب لا يحدث إلى ظاهريا.
تقول أشجان يحيى، خبيرة العلاقات الأسرية والزوجية، أن فرق السن الناجح يتراوح من 3 إلى 15 عاما. ولكن هذه ليست القاعدة بالطبع وإلا لحرمته الأديان مثلا. ولكن يسعنا القول بأن الزواج اختيار، فأحسن اتخاذه وثق فيه واستمتع به ولا تندم عليه. فنحن نتعلم دائما وطالما لم نخطئ في حق أحد فنحن قادرون على فعل كل ما نريده طالما كان موافقا لعقائدنا.