تعرف على الفرق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي

في الوقت الذي تتراكم فيه المشكلات النفسية المعقدة والبسيطة لدى الناس، يجد الشخص نفسه واقعًا في حيرة الاختيار ما بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي. والسبب في هذه الحيرة هو غياب الثقافة الطبية النفسية لدى معظم الناس، وخوفهم من نظرة المجتمع لمن يذهب للطبيب النفسي، وبالتالي قد يفضلون الذهاب إلى المعالج النفسي ظنًا منهم أن هذا يقلل من نظرة المجتمع السلبية. وفي المقابل يقع الكثير من الناس في حيرة من أمرهم فيمن يختارون لحلّ مشاكلهم النفسية. ورغم أنّ لكلٍ منهما طريقة مختلفة نوعًا ما في التشخيص والعلاج إلّا أنه يوجد تداخل كبير في عمل الطبيب النفسي والمعالج النفسي، ولمعرفة الفرق بينهما لا بدّ من التعريف بالمجال المتخصص لكل منهما، وهذا ما سيتم شرحه في المقال.
الفرق بين علم النفس والطب النفسي
المعالج النفسي هو الشخص المتخصص في علم النفس، يدرس علم النفس كتخصص أساسي ويهتم بالمجالات التي تخص القدرة على التعلم والنمو النفسي الطبيعي والتذكر. المعالج النفسي غير مؤهل طبيًا للتعامل مع الأمراض النفسية، وتنحصر اختصاصاته في الصحة العقلية الأولية وعلم النفس المهني والتربوي. ويعرف علم النفس الدقيق بأنه المتخصص في دراسة البشر من حيث:
- طريقة تفكيرهم وتصرفاتهم وتفاعلهم.
- الاهتمام بالجوانب السلوكية للأشخاص.
- الاهتمام بالمشاعر والأفكار والدوافع التي تكمن وراء السلوك.
- عمل جلسات نفسية دون صرف أي أدوية نفسية لأنه غير مؤهل لهذا.
الطبيب النفسي يحصل على درجة البكالوريوس في الطب العام أولًا ومن ثم يتخصص في الطب النفسي فيدرس المشاكل العقلية الصحية وتشخيصها وطرق إدارتها والوقاية منها من ناحية طبية ونفسية معًا وبشكل دقيق، لهذا فإنّ الطبيب النفسي مؤهل طبيًا لما يأتي:
- العلاج النفسي السريري الذي يتضمن الكشف عن خلل في كيمياء الدماغ الذي قد يُسبب المرض النفسي مثل الاكتئاب المرضي والاضطرابات كاضطراب ثنائي القطب.
- معرفة العلاقة بين الصحة الجسدية والصحة النفسية.
- كتابة الأدوية النفسية للمرضى النفسيين بحسب ما تستدعيه الحالة.
ما هو العلاج النفسي؟
الهدف الأساسي من العلاج النفسي هو التخلص من المشكلة النفسية وتحسين الأعراض المرافقة لها، وتحديد ما إن كانت هذه المشكلة ناتجة عن سبب عضوي أم من البيئة المحيطة أم أنها ناتجة عن التعرض لصدمة نفسية ما. فعندما تبادر بتلقي العلاج النفسي ووجدت نفسك محتارًا بين المعالج النفسي أم الطبيب النفسي؟ فيفضل الذهاب إلى المعالج النفسي في الحالات الآتية:
- علاج حالات القلق والتوتر النفسي والضغط النفسي.
- المساعدة في تخطي المشاكل العاطفية والعلاقات.
- المساعدة في التخلص من العادات المزعجة.
أما الحالات التي تستدعي الذهاب إلى الطبيب النفسي فيها:
- الأمراض النفسية المستعصية مثل: مرض ثنائي القطب والوسواس القهري والاكتئاب بمختلف درجاته وخاصة الاكتئاب الحاد.
- التوحد إذ “يُساهم الطب النفسي في تخفيف حدّة الأعراض المصاحبة له”.
- محاولات الانتحار المتكررة.
- انفصام الشخصية.
أساليب العلاج النفسي من قبل المعالج أو الطبيب النفسي:
- العلاجات السلوكية المعرفية.
- علاجات التحليل النفسي.
- العلاجات الديناميكية النفسية.
- العلاج باللعب والفنون.
- العلاج النفسي النظامي والأسري.
- العلاجات النفسية الإنسانية والتكاملية.
- العلاجات التجريبية البنائية.
أيهم أكثر شمولًا: الطبيب النفسي أم المعالج النفسي؟
- يقوم الأطباء النفسيون بتشخيص المرض النفسي بشكلٍ دقيق بناءُ على دراسة الأعراض وربطها ببعضها البعض، وإدارة العلاج وتقديم مجموعة من العلاجات للأمراض العقلية المعقدة والخطيرة، بينما يركز علماء النفس على تقديم العلاج النفسي (العلاج بالكلام) لمساعدة المرضى.
- يفهم كل من الأطباء النفسيين وعلماء النفس طريقة عمل الدماغ والمشاعر والعواطف والأفكار وكلاهما قادر على (العلاج بالكلام) والتحليل النفسي.
- الأطباء النفسيون يفهمون الروابط بين المشاكل العقلية والجسدية، لهذا يمكنهم أيضًا وصف الأدوية، كما يمكنهم استخدام علاجات تحفيز الدماغ مثل العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) بينما المعالج النفسي لا يمكنه ذلك.
- المعالج النفسي لا يُسمح له بوصف أي دواء أو التوصية بأي دواء للمريض النفسي، كما لا يسمح له بفتح عيادة نفسية دون الحصول على تدريبات مكثفة ودرجة علمية تؤهله لهذا وأيضا السماح بمزاولة المهنة.
- المعالج النفسي يشخص الحالات بناءً على النظريات النفسية التي تعلمها، بين الطبيب النفسي يشخص الحالة بناءً على الربط بين الأعراض الجسدية والنفسية وفحص كيميائية الدماغ.
كيف تعرف أنك بحاجة لمعالج نفسي أم طبيب نفسي؟
غالبًا يعمل الأطباء النفسيون وعلماء النفس معًا في العديد من أماكن الرعاية الصحية النفسية، وقد يقوم الطبيب النفسي بإجراء تقييم وتشخيص أولي للحالة ومن ثم يتم تحويل المريض إلى طبيب نفسي للعلاج النفسي المستمر (العلاج بالكلام). فإذا كنت تشعر بأعراض نفسية معينة ولم تكن متأكدًا مما إذا كان يجب عليك زيارة طبيب نفسي أو معالج نفسي فيمكن أن يُساعد التحدث للطبيب العام في تقديم المشورة وتحديد المناسب.
متى تطلب المساعدة؟
- عند القلق بشكل مبالغ فيه.
- إن تشتت انتباهك بشكل متكرر.
- إن لم تكن تستمتع بالحياة والأنشطة اليومية.
- إن طغت المشاعر السلبية على الحياة اليومية.
- عند التفكير العاطفي بشكل زائد.
ما يجب معرفته أنّ الذهاب إلى الطبيب النفسي والمعالج النفسي هي خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح للحصول على الرعاية الطبية والنفسية اللازمة في حال المرور بأزمة نفسية. الطبيب النفسي أكثر دقة في تشخيص الأعراض والأمراض النفسية من المعالج النفسي لأنه درس جميع الحالات من ناحية طبية أكاديمية وجسدية ولديه خبرة أعمق في التعامل مع الحالات المستعصية، كما أنه الشخص الوحيد المخوّل بوصف الأدوية النفسية المناسبة للمرضى، وبالتالي متابعة العلاج دوائيًا، بينما يقتصر عمل المعالج النفسي على تقديم الاستشارات والحلول النفسية دون السماح له بوصف الأدوية، لهذا فإنّ الكثير من الحالات قد لا تستجيب للعلاج عند المعالج النفسي وتحتاج إلى الطبيب النفسي والأدوية التي يصفها.