سلام نفسى

10 علامات تدل أنك تتعامل مع مريض نفسي

أتعلمون أن هناك من ينتحر كل 40 ثانية حول العالم. يقول رافينشانكار شارما، استشاري طب الأطفال الهندي، أن معظم من ينتحرون في الحقيقة لا يعانون من مشاكل ظاهرية وهم حسنو المظهر، فما الداعي إذا؟ يروي أب أن ابنته أقدمت على الانتحار مع كونها شاطرة وحسنة الخلق والمظهر! ما هو ذلك السم داخل سرائرهم يا ترى الذي يدفعهم لقتل أنفسهم أو على الأقل إيذائها؟ إنه المرض النفسي… ولكن ما هي علامات المرض النفسي

يقول علماء عدة أن المرض النفسي ليس عضويا. لكن على العكس، يدافع الدكتور دانيال جريجوري أمين، الطبيب النفسي الأمريكي المشهور واختصاصي أمراض الدماغ، أنه وبعد فحص قرابة 85 ألف أشعة دماغية استطاع إثبات أن الأمراض النفسية عضوية. يروي أمين قصة جدة رأت حفيدها في ليلة وضحاها قد قتل قطة حرقا وأذى كلبا وأصبح خطرا على زملائه في المدرسة، ولكن لحسن الحظ توجهت لدكتور أمين، وهو من لم يعالجه بشكل تقليدي كالأطباء النفسيين ولكنه أجرى أشعة أولا على دماغه. وللمفاجأة، ظهر ورم حميد ضاغط على الموضع المتحكم في المشاعر مما جعله متبلد الحس يبحث عن العنف ليشعر بشيء. أجرى الطفل العملية وتعافى ولحسن الحظ لم يدخل في دوامة العلاج النفسي غير الموجه بالفحوصات العضوية.

الجدير بالذكر هنا، أن من ينطبق عليهم نفس الوصف الذى مر به هذا الطفل ويسمون بالسايكوباتيين، وهو اضطراب لا يشعر أصحابه بالشفقة والرحمة، بل يحاولون إيجاد الإثارة في العنف والقتل وتعاطي المخدرات. وفي الحقيقة الأمر فعلا خارج عن سيطرتهم فدماغهم حقا معتلة. ومن الغريب أنهم في الأغلب لبقون وفصيحون مما يجعلهم سفاحين من الطراز الأول ومنظمين في جرائهمهم إلى أن يتلقوا العلاج إن حالفهم الحظ!

دكتور جيفري ليبرمان، أستاذ الطب النفسي، يقول أن الاكتئاب وانفصام الشخصية واضطراب الشخصية ثنائي القطب والقلق المرضي بالإضافة إلى اضطرابات سلوكية كالتوحد وإعاقات التعلم وانخفاض التركيز، كلها مشكلات تصيب نفس الجزء من الدماغ وتؤثر على وظائف الإدراك العقلي والحسي وضبط المشاعر بالضبط كالإدمان على الكحوليات! فتجد المرضى النفسيين لا يتحكمون في مشاعرهم وردود أفعالهم!

وفقا لمنظمة الصحة العالمية 20% من سكان العالم يعانون من اضطراب عقلي: أي واحد من كل 5 من معارفنا ولربما نحن أيضا نعاني من اضطراب ما. في الحقيقة يقول سيجموند فرويد أننا “كلنا مرضى نفسيين ولكن بدرجات متفاوتة!” إن كنت لا تصدق هذا، فهذا يعني:

  • عدم وعيك بالمرض النفسي
  • أننا نخاف منه
  • أننا نراه وصما مجتمعيا

أتعلمون أن طب علم النفس هو المجال الطبي الوحيد الذي ليومنا هذا ما زال معارضا! فما بالكم بالنحو الذي يتعامل المجتمع به مع أي مريض نفسي. في الحقيقة المجتمع يزيد من حدة الأمراض النفسية عليهم!

سارة، إحدى المرضى الذين عالجهم دكتور ليبرمان، كانت تعاني من الفزع وهو ما أبقاها محتجزة في منزلها لعشرة أعوام إذ إنها كانت تعاني من الأجرافوبيا (فوبيا الخروج من المنزل). ولكنها تلقت العلاج الصحيح السلوكي المصحوب بكيميائي حتى تعافت وتطورت كثيرا وأخبرته بأنه وكأنها أخرجت من سجن! ومن الجدير بالذكر، أنها تغيرت حتى في طريقة اعتنائها بمظهرها وباتت تذهب لمصفف الشعر وترتدي الألوان الفاتحة وتخرج مع الأصدقاء!

هذا جميل، ولكن ما زال هناك ما لم يجد العلم له علاجات كالزهايمر والتوحد. يقول ليبرمان أن أحد أمراض الطب النفسي الأصعب في العلاج هو اضطراب الشخصية الحدية الذي يؤثر خصيصا على الشباب ويجعل أمزجتهم متقلبة لحد فظيع ويدفعهم لمحاولة تشويه أجسادهم وتخريب علاقاتهم بالناس. هذه الحدة تبعد عنهم الجميع حتى أطباء علم النفس! للأسف، لا ينجح كثير منهم في العلاج. فالعلاج حتى وإن كان ناجحا لا ينجح أبدا إلا إن كانت الحالة مستعدة له.

يقترح الدكتور ليبرمان، أنه كما تطلق الدول مبادرات لدعم صحة القلب أو السكر والضغط وغيرها من الأمراض العضوية، فعليها أيضا إطلاق مبادرات للصحة النفسية للعلاج والتدخل المبكر لكف أذى الأمراض على من يعانونها عن أنفسهم وعن غيرهم وتجنيبهم تعاطي أدوية خاطئة فإدمانها وتجنيبهم تقدم المرض! ومن ثم مساعدة المرضى في منازلهم وإعطائهم التأهيل النفسي اللازم لتجنب إيذائهم أنفسهم أو غيرهم فينتهي أمرهم في السجن أو المستشفيات.

هذه المبادرات ستساعد كل من يعانون من صدمات نفسية كالجنود والمتعاطين ومن يمرون بأمراض عضوية وحتى الحوامل والطلاب في المراحل الدراسية الصعبة بشكل سريع ومباشر قبل تطويرهم أعراض أعمق.

لذا تذكر، عند تعاملك مع من يعاني من اضطراب ما، خذ حذرك وراقب كلماتك وعامله بتفهم ومحبة وساعده حقا. وإليك علامات المرض النفسي تلك العلامات المستمرة كإشارة على من يحتاج المساعدة:

  • الإحساس بالخوف والقلق حتى من أشياء طبيعية
  • الاكتئاب أو الحزن لمدة تتجاوز الأسبوعين وإلى حد التفكير في الانتحار
  • نوبات الغضب البركانية إلى حد إيذاء نفسك أو من أمامك
  • مشاكل النوم
  • زيادة أو انعدام الشهية
  • الانسحاب من الحياة الاجتماعية
  • التعاطي
  • الإحساس بالذنب أو انعدام قيمة الذات
  • ظهور علامات جديدة على سلامته العقلية كالتشتت وصعوبة الانتباه أو التأتأة
  • العيش في مرحلة ماضية معينة من الحياة

والآن بعد أن تعرفت على علامات المرض النفسي عليك أنك تعلم أن المرض النفسي قد لا نراه وقد لا يراه حتى صاحبه وقد نراه وننكره وينكره من يعانيه وأهله وبالتالي لا يعالج ويتفاقم حتى يخرج عن السيطرة ويلجأ للعلاج أيضا في منتهى المطاف. ما نريد إخباركم به هو أن الأمراض النفسية لها علاج وكلما عولجت في بدايتها كلما كان الأمر أسهل. ولكن أهم ما في العلاج، على حد قول كثير من المتعافين لم يكن العلاج نفسه أو مدته وكذا، بل مدى الحب والتفاهم والاهتمام الذي نظهره لهم أثناء معاناتهم. نحن جميعا قادرون على إعطائهم هذا حتى وإن لم نكن أطباء. لذا، عندما ترى أي شخص من دائرة معارفك على غير طبيعته، دائما خذ الخطوة واسأله إن كان بخير أم لا، فلربما اهتمامك وحبك دون الحكم عليه يخفف عنه الكثير ويساعده على تخطي مشاكله إن كبرت أو صغرت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق