تربية واعية

6 نقاط لعودة أفضل للمدرسة

بدء الموسم الدراسي أمر كبير، للآباء والأطفال معا، فهو نقلة نفسية ومادية وحتى جسدية كبيرة بإمكانها إرهاقنا واستنزاف طاقاتنا، ولكن يرجع الأمر لحسن إدارتنا لها. تبدأ إدارتنا الذكية لهذا الموسم منذ تحضيرنا لها. أفكار أبنائنا تتكون في الحقيقة وفقا لأفكارنا وكلماتنا نحن. ولذلك، علينا استغلال كبر تأثيرنا على أطفالنا بتأسيس فكرة إيجابية عن الدراسة وعن المدرسة لتأهيل أطفالنا وتشجيعهم على بدء هذه التجربة لا على الهروب منها. ويمكننا فعل ذلك بغرس الكثير من المبادئ والعمل على محاور عدة وتعزيزها قبل العودة للمدارس وهم ما سنعرض له الآن.

  1. بناء الثقة

بصفتكم الآباء، يقع عليكم دور هائل في بناء مهارات طفلك للتعامل مع المواقف المختلفة وزيادة ثقته بنفسه وعدم الشعور بالحرج أو التخوف غير المبرر. يمكنكم فعل ذلك قبل العودة للمدارس عن طريق:

  • الرد بصدق على أسئلتهم وإظهار مخاوفهم لهم على حقيقتها.
  • تعليم طفلك أن طلب المساعدة أمر طبيعي ومفيد ولا حرج فيه.
  • ابحث عن أفكار لتعزيز الثقة واسأل الأصدقاء.
  • اطلب من مدرسي طفلك الأفكار لكيفية تحضير طفلك للمدرسة
  • التحدث مع طفلك عن سيناريوهات “ماذا لو؟” افهمه أ،ه في الحقيقة لن يحدث شيئا إن تسبب في سكب كوب من العصير مثلا، أو حصوله على درجات متدنية في مواد ما. وأنه ما من د اع أبدا للسخرية من غيره أو لتلقيها، كما أنه ليس من الحكمة الاستسلام للسخرية وتركها تؤذينا.
  1. بناء الاستقلالية

يبدأ البعض ببناء هذا المبدأ قبل الحضانة حتى، ويمكنك فعل ذلك من خلال جعل طفلك يمارس أنشطة يومية بسيطة قبل العودة للمدارس ولكن مهمة مثل:

  • تحضير حقيبته المدرسية بنفسه وحملها بدلا من أن تحملاها أنتم له
  • تعلم ارتداء أحذيته وربطها
  • الاعتماد على نفسه في تناول الأكل والشرب بدون مساعدة
  • الذهاب إلى الحمام بمفرده
  • تعلم العناية بالنظافة الذاتية
  • الحفاظ على متعلقاتهم وتنظيفها باستمرار وترتيبها
  1. ترسيخ مبدأ الروتين اليومي

يمكن للروتين اليومي أن يساعد الأطفال قبل العودة للمدارس على فهم ما يحتاجون إلى القيام به، ومتى يفعلون ذلك كل يوم ولماذا يكررون الأمور بشكل نظامي.

للمساعدة في إعداد روتين طفلك للمدرسة، شجعه على أسلوب يتضمن:

  • مبدأ النوم المبكر
  • الاستيقاظ في وقت معين مناسب يتيح الفرصة للاستعداد دون سرعة
  • تناول فطور صحي للحصول على الطاقة من أجل التركيز
  • تحضير الغداء معا على أن تكون صحية والأخذ برأيه في الطهو
  • تخصيص وقت للأنشطة البدنية

لا تنسي أن مفهوم مهم كالطعام له تأثيرات بطول عمر الأطفال. هذا المفهوم سيشكل نظرتهم للصحة ولاهتمامهم بجسدهم ومن أجل ذلك راعِ هذه الملحوظات:

  • تضمينهم في اختيار أنواع الطعام مع إرشادهم ومساعدتهم وبالتالي إشعارهم بأهميتهم ومدى اعتمادك عليهم ومساعدتهم.
  • توفير طعام صحي ومليء بالفوائد.
  • الاستمتاع معا بالمشروبات المفيدة ودائما ذكر فوائدها.
  • تدريبهم على فتح المغلفات والعبوات بشكل جيد وباتخاذ الاحتياطات وتجهيز الأدوات.
  • التفكير معهم في بدائل ما تعدونه دوما من حيث الفائدة والطعم. فمثلا عند تحضير عصير الليمون، حاولوا ذكر فوائده وأين يمكننا العثور على فيتاميناته في فواكه وخضروات أخرى.
  • شرب زجاجة من الماء كل يوم وتشجيع طفلك على الشرب باتخاذك قدوته
  1. تعرفوا معا على مدرسته

ساعد طفلك قبل العودة للمدارس على التعرف على البيئة المدرسية التي سيلتحق بها وستشكل جزءا كبيرا من حياته. حاول أن تأخذه في رحلات قبل بدء الدراسة إلى المدرسة وتمشوا في أرجاء المدرسة، حتى وإن كان ذلك أثناء الدوام المدرسي، حتى يعتاد طفلك على كونه مع عدد كبير من الأطفال وتحركاتهم داخل المدرسة وذلك طبعا بعد الاستئذان وبصحبة طفلك أثناء الاستئذان.

اسأل المدرسة عن الأدوات والمواد التي يحتاجها طفلك،  وستقدم معظم المدارس قوائم بالمتطلبات.

تأكد من كتابة اسم ابنك على جميع ممتلكاته.

علمه الطريق إلى غرف المدرسة ولا سيمها فصله وأماكن وضع الأغراض كالحقيبة والأدوات

حاول أن تذهب معه أو أن تنتظره في الرجوع لتترك نقطة أمان عنده وذكرى جميلة. ولكن إن قطعت على نفسك وعدا فنفذه!

  1. اندمج مع مدرسة طفلك في أنشطتها

ساعد في تأسيس بداية رائعة لطفلك في رحلة تعليمه. اهتم معه بمدرسته وكن إيجابيًا عنها واجعله يفهم أهمية الذهاب يوميا وحضور الحصص.

إن تسنى لك الأمر قم بمساعدة مدرسي طفلك في التعرف عليه وعلى قدراته من خلال المراسلات مثلا. اخبر المدرسين عن اهتماماته وطرق التعليم الفعالة له وأهدافك له أيضا. يمكنك فعل ذلك في اجتماعات الآباء الدورية أو اتحاد الآباء وحضور الأنشطة والحفلات المدرسية والأيام المفتوحة أو التحدث إلى أباء أصدقاء طفلك أو حتى التطوع في الأعمال والأنشطة التي تتيحها المدارس للآباء. يمكنك مثلا التطوع في ورش تعليم الخياطة أو الطهي أو الرسم أو الرياضة.

  1. الأنشطة العائلية في المنزل
  • القراءة بصوت عالٍ (وهذا يطور التركيز والوعي بأنماط اللغة).
  • الكتابة معهم مثلا بتحضير قوائم التسوق حتى وإن لم يعرفوا كيفية الكتابة بعد.
  • إثارة خيالهم وفضولهم الطبيعي بزيارة أماكن وأناس جديدة.
  • ممارسة الرياضة أو ألعاب الورق أو الألواح لتطوير مهاراتهم الإدراكية والتحليلية والمكانية واللغوية والاجتماعية
  • القيام بأنشطة أو فنون مسلية كالتسوق أو المشي أو الزراعة وأيضا الغناء والرسم وغيره.

القيام بالأنشطة المدرسية يعزز مستويات عدة في نفس طفلك ويؤكد أهمية التعاون والرياضة والحفاظ على المرح في الحياة بشكل عام. لذا حاول الانخراط مع أبنائك في أنشطة جماعية مسلية في البيت وليست بالضرورة دراسية. من تلك الأنشطة مثلا:

استعداد أطفالنا للعودة للمدارس ينبع من داخلهم في الأساس، فإن كان ما بداخلهم كله هو ذكرانا السيئة الحزينة من طفولتنا وتجربتنا في مدارسنا، لا تتفاجئوا أبدا إن لم تكن أطفالكم سعيدة ببداية الدراسة. يقع على الآباء العديد من المسؤوليات غير توفير المسكن والمأكل والملبس، علينا أيضا زرع بذور الثقة والأمان والإيجابية وحب التعلم والتطور في نفوس أبنائنا وتعليمهم كيفية تنميتها فتنميتها مسؤوليتهم. ومن حسن الحظ أنه يمكننا فعل ذلك بسهولة عن طريق تنفيذنا المثال الذي نريد رؤيته فيهم. ولا تتوقع أن التربية بالأوامر وتكرارها فقط!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق