6 أنواع من الناس أكثر عرضة للفومو

ظهر لأول مرة مصطلح الفومو (Fear of Missing out) الخوف من تفويت الفرص في عام 1996، عندما أجرى خبير التسويق الاستراتيجي الدكتور دان هيرمان بحثًا كان أول إسهاماته الأكاديمية حول هذا الموضوع ونشر هذا البحث في عام 2000 في مجلة إدارة العلامات التجارية. الفومو رهاب اجتماعي ينتج لدى من يتم تهميشهم فيشعرون بالقلق والارتباك لأن فرص المرح والاحتفال والاستمتاع بالوقت قد فاتتهم. الفومو ليس الخوف من عدم تقدمنا في مساراتنا بل خوفنا من أن هناك فرصا نفوتها بينما يحظى بها الآخرون؛ فتصبح في النهاية ممن يقارنون حياتهم لا بحياة غيرهم بل بأفضل ما في حياة غيرهم – مقارنة غير عادلة، أليس كذلك؟
هل للفومو أي أهمية؟
بالطبع يمكن للإنسان حسن استخدام أو استغلال أي شيء لأن أي شيء بالطبع ينطوي على الإيجابي والسلبي. ولكن للأسف، يستخدم مبدأ الفومو على اتساع كبير منها مثلا في الوسائل الاجتماعية والتوجهات الصناعية والتسويقية العالمية. فلا تجد منتجا إلا وفيه رسالات عن كم الفرص والإمكانات التي نضيعها بعدم شرائنا لهذا المنتج.
من هم الأكثر عرضة لهذا النوع من الخوف:
للأسف هناك من هم أكثر عرضة للوقوع في مثل هذا التخويف أو الخوف نظرا لما تعرضوا له من تجارب حياتية تأصلت في تكوين شخصيتهم ونظرتهم عنها. من هؤلاء التالي:
- من جرت عليهم المقارنات من إخوة أو أولاد عمومة أو أعضاء مجتمعات باختلافاتها.
- المراهقين ممن يراقبون زملاءهم ويتابعون المشاهير.
- كل من يشعر بقلة ثقة في أي مستوى من حياتهم ويظنون أن غيرهم يسبقوهم في كل شيء.
- المنهمكون في أشغالهم ولا يعطون أنفسهم الفرصة لقليل من المرح.
- غير الراضين عن حياتهم بشكل عام؛ إما لعوامل مادية أو طبقية أو غيرها.
- من يعانون من الفراغ ولا يجدون شيئا يفعلوه سوى مقارنة أنفسهم بما يروه في وسائط الإعلام.
تأثيرات الفومو السلبية
تشير دراسة أجرتها JWT Intelligence إلى أن ظاهرة الخوف من تفويت الفرص يمكن أن تؤثر على تشكيلنا للأهداف طويلة المدى والتصورات الذاتية. وجاء في هذه الدراسة أن ما يقرب من نصف المستجيبين غارقون في التعرض لكمية معلومات يومية تبقيهم على اطلاع دائم بغيرهم وبالتالي لا تفوتهم أي معلومة جديدة عن معارفهم. هذا يخلق حرمانا نسبيا وخوفا وعدم رضا كما يقلل من الرفاهية النفسية. وبالتالي يمرون من يعانون من الفومو بعدة سلبيات إذ إنه وفقًا لدراسة أجريت عام 2013 في مجلةComputer in Human Behavior، فالأشخاص الذين يعانون بدرجة عالية من الفومو يشعرون بأنهم أقل كفاءة وأقل استقلالية وأقل ارتباطًا في حياتهم اليومية من الشخص العادي. أفاد الأشخاص الذين لديهم مشاعر قوية من الفومو أيضًا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في كثير من الأحيان، مما يشير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون عاملاً مهمًا يساهم في قلقهم. ومن العوامل الأخرى التي يعانون منها هي:
- قلة التركيز المجمل والذي قد يؤثر حتى على سلامتهم.
- قلة معدلات الرضا والحسد.
- الانشغال بما لا يفيد.
- زيادة التطفل إلى حد غير طبيعي.
- الشعور بالوحدة والحزن والانعزال.
- الشعور بعدم تحقيق الأهداف وتكاثرها يوما بعد يوم وأنك لا تستطيع المواكبة.
كيف نتصرف مع الفومو
الدراسات بدأت تكثر في هذا المجال لمعرفة حقيقة هذا الاضطراب وكيفية السيطرة عليه نظرا لتزايده خاصة مع تطور التكنولوجيا والجلوس في البيت أوقاتا أطول نظرا لفرص العمل من المنزل. وتقترح الدراسات بعض الخطوات التي ستساعدنا على الحد من الفومو لدينا ومنها:
- الاعتراف بأن الفومو فعلا مشكلة إن كنت تشعر به يوميا.
- إشغال أوقاتنا بأنشطة مفيدة أكثر.
- الاحتفاظ بمذكرة ندون فيها كافة لحظاتنا المميزة حتى نتذكرها دوما إن وقعنا في مقارنات وتذكر كم كبر النعم التي نعيشها حقا.
- التحدث مع الأكثر خبرة وحكمة لكي يفتحوا أعيننا على الحقيقة.
- ممارسة تدريبات التأمل واستشعار الرضا.
- التعرف على أناس أكثر حتى تتعلم من تجاربهم. ليس من الضروري أن تحبهم وتخرج معهم يوميا.
- التوقف نهائيا عن العالم الرقمي فيما يعرف باسم “الديتوكس الرقمي”. أي التخلى عن هاتفك وحاسوبك وأخذ إجازة لتسافر أو تتفرغ للأنشطة الحركية.
الخوف من تفويت الفرص لا يزيد تجاربنا الاجتماعية والعاطفية إلا سلبية ويملأ حياتنا بالملل والوحدة وعدم الرضا كما يقلل من احترام الذات ويؤثر على اليقظة. لذا، لا بد لنا دائما أن نسعى بجد لنجد الطرق التي تمكننا من زيادة الرضا والامتنان في حياتنا لأن ذلك ممكن ولأن أسباب هذا القلق في الحقيقة واهية. وعلى العكس، حاول أن تسمع كلام رجل الأعمال أنيل داش إذ يقول إن الأشخاص الذين يعانون من الفومو قد يكونوا مترددين في اتخاذ خياراتهم ويتساءلون دوما عما إذا كان بإمكانهم الاستمتاع بمزيد من المرح في مكان آخر في الوقت ذاته. لذا خذ أفضل القرارات الممكنة واستمتع بها فهي أفضل ما تقدمه لك الظروف في الوقت هذا. وتذكر، أن هناك ملايين الأحداث المذهلة في العالم في كل لحظة ولكن من المستحيل أن تكون جميعها في وقت واحد ولشخص واحد. فبدلاً من القلق بشأن ما قد تفوته، حاول البحث عن السعادة في ما تفعله، وذكّر نفسك بأسباب اختيارك له في المقام الأول.