تربية واعية

6 أشكال للتعليم المنزلي للأطفال

التعليم المنزلي للأطفال هو تعليمهم في البيت على يد آبائهم أو مدرسين مأجورين أو عبر الإنترنت كما هو الحال هذه الأيام! التعليم المنزلي، في الحقيقة، ليس جديدا أبدا. الواقع هو أن التعليم في المدارس بدأ في القرن التاسع عشر أما ما قبله، فكانت الأولاد تتلقى دروسها في بيوتها وذلك في معظم الحضارات. في هذا المقال سنتعرف إلى طرق التعليم المنزلي المختلفة وإيجابيات وسلبيات التعليم المنزلي وتأثيره النفسي على الأطفال.

الطرق المختلفة للـ التعليم المنزلي للأطفال

  • التعليم غير الرسمي

وهو التعليم بدون منهج. أي جعل الحياة هي التي تختار لأبنائنا درس اليوم. ويكون الهدف من التعليم هو الاستكشاف والتعرض والتفاعل مع البيئة والبحث الدؤوب عن المعلومات وذلك كله دون الحاجة للتقييم في النهاية.

  • التعليم الممنهج وغير الممنهج

يختار الآباء هنا اتباع منهجا محددا أم لا، كاتباعهم المناهج المحلية أو الخارجية أو الدمج بين عدة منهم.

  • التعليم الوحدوي

وهو اختيار منهجا تصب كافة مواضيع المواد فيه في فكرة أو موضع واحد لفترة ما، حتى يهضم الطفل الموضوع من جوانب عدة.

  • التعليم المستقل

وهو النمط التعليمي الذي لا ينبغي أن يبدأ في سن مبكرة ويكون تحت إشراف قوي من الآباء بالطبع. التعليم المستقل هو الذي يسمح للطفل عند وصوله لمرحلة نضج معينة أن يختار لنفسه ما يريد دراسته من دورات أو كتب. وهو بالطبع ينمي لديه حس المسؤولية والاعتماد على النفس وقوة الشخصية وحق التقرير. ولكنه بالفعل مليئ بالمخاطر إن لم يكن بعد دراسة جيدة.

  • التعليم المنزلي المتداخل

وهو بأن يذهب الأطفال للمدارس عددا معينا من الأيام، ليس كلها، واستكمال الدراسة من البيت.

  • تعليم التعاونيات

وهو ذلك النمط التعليمي الذي تجتمع فيه عائلات أو مجتمعات معينة يتشاركون في عامل ما فيجمعون أولادهم في حلقات دراسة واحدة أشبه بالصف المدرسي. ومنها أمثلة في البلدان الأخرى بين المجتمعات الواحدة.

إيجابيات التعليم المنزلي للأطفال

  1. يمنح التعليم المنزلي للأطفال وقتا كبيرا للاستمتاع بالوقت في مهارات ومواهب كثيرة إلى جانب الدراسة. ففي كثير من الأحيان، وفي سن المراهقة، قد يجد الأولاد عملا إلى جانب الدراسة أيضا. ناهيك أيضا عن ممارسة الحرية!
  2. يوفر على الطفل الكثير من مشكلات المدرسة كالتعامل مع الأقران المتنمرين والملل وضياع الوقت والاضطهاد من بعض المدرسين وغيره.
  3. ينمي لدى الطفل القدرة على البحث عن المعلومات بمفرده. أي ينمي لديه روح الاعتماد على الذات منذ وقت مبكر جدا.
  4. يعلم الطفل مهارات إدارة الوقت في مرحلة مبكرة.
  5. يعلم الطفل مهارات تدريسية إذ قد يقوم بشرح الدروس لمن هم أصغر منه مثلا.
  6. يجد الطفل فرصة مادية أفضل في تربيته، فتتحسن جودة طعامه وملبسه وإلخ.
  7. يتعلم الطفل مهارات إدارة البيت فيساعد أكثر في البيت.
  8. يسهل على الآباء تعليمهم إذ يتعرفون بسرعة على أسلوب بعضهما البعض في الشرح.
  9. رفع مبدأ المقارنة والتعامل مع المتنمرين وأصدقاء المصالح والغش من حياتهم. فهم يتعلمون المهارات الاجتماعية في أجواء رياضية أو مهارية بعيدة عن التحصيل الدراسي.
  10. عدم التقييد الصارم بمواعيد الدراسة.
  11. تعميق علاقتك كأحد الوالدين بأبنائك.
  12. الحد من تشتيت انتباه الأطفال من مجريات اليوم الدراسي وصخبه.
  13. منحهم الفرصة للتعامل أكثر مع الكبار والتعلم منهم.
  14. نسيان ضجر الفروض المنزلية وطول أوقاتها.

سلبيات التعليم المنزلي للأطفال

  1. تحمل مسؤولية كبيرة عن حياة ومستقبل طفلك.
  2. واجبات أكثر للوالدين وتنسيق وإدارة لجداول أبنائهم.
  3. زيادة الضغط النفسي على الآباء وضرورة تطوير مهاراتهم وعلمهم ليقدروا على تعليم أبنائهم كل اللازم.
  4. استغلال وقت أكبر من وقتك لخدمة طفلك.
  5. الوقوع في مشكلة عدم تطوير طفلك مهارات اجتماعية وعدم قدرته على الاندماج.
  6. اعتمادية الأطفال على الآباء بشكل مفرط.
  7. تجاهل المشكلات الدراسية لوقت أطول من الطبيعي.
  8. عدم تعلم مبدأ المساءلة كما هو الحال في المدارس عن طريق الاختبارات الدورية مثلا.
  9. عدم القدرة على المشاركة في الرياضات أو تنمية المهارات إن لم تكن لدى الآباء القدرة المادية لها.
  10. عدم تكوين أصدقاء حقيقيين.
  11. عدم تعلم الانضباط وجدولة الوقت كما في المدارس.
  12. عدم التأقلم مع عدة أساليب تدريس نظرا لتنوع المدرسين.
  13. قلة الموارد التعليمية في البيت، فلا يوجد معمل للكيمياء أو ملعب لكرة السلة أو غرفة موسيقى مثلا.

التأثير النفسي للتعليم المنزلي للأطفال

رغم تخوف الكثيرين من التعليم المنزلي للأطفال إلا أنه أثبت جدارة على كافة الأصعدة. تقول ديبيكا ديفيت، الكاتبة الغزيرة في هذا الصدد عن تشجيع الآباء على التعليم المنزلي وعن خبرتها الشخصية معه، أنها بعد تجربتها التعليم المنزلي أحست بهذه التأثيرات الإيجابية في شخصيتها:

  • الثقة في النفس إذ إنها عاشت في بيئة مساندة ومحبة دوما ولم تتعرض لمشاعر حقد أو حسد أو استحقار وتقليل من الغير.
  • القدرة على توجيه التركيز جيدا لما يدرس أو يقال فما كان التشتت يوما مشكلة وكان ذلك جليا عندما التحقت بالتعليم الجامعي مقارنة بزملائها.
  • تعلم معان سامية كالأمل وحب الهدوء وحب الخير للغير والإيمان  وذلك نظرا لدراستها نفسها من الداخل بشكل كاف. أما أطفال المدارس، ففي معظم الأحيان، لا يجدون الفرصة للتفكير التأملي فهم مشغولون إما بالواجب أو بتدبير الهروب من المشاكل والتوبيخ مثلا!
  • الاستمتاع بالوقت مع الآباء أكثر وفهمهم أكثر. وهذا له العديد من التأثيرات الإيجابية الأسرية والنفسية أيضا.
  • في استطلاع رأي للآباء جاء ضمن دراسة أجريت عام 1999 عن مستويات أبنائهم النفسية من حيث المهارات الاجتماعية التي تناولت التعاون والصورة الذاتية والمسؤولية والتحكم بالنفس وأساليب التعامل مع المشكلات، كانت الأطفال الأكثر نقاط هم أطفال التعليم المنزلي.
  • في دراسة أخرى جاءت عام 1998 حللت فيها شخصيات الأطفال من متعلمي المنازل مقارنة بأطفال التعليم المدرسي معتمدة إلى 5 فئات وهي: الأكاديمية، والإدراكية والاجتماعية والروحانية والحركية. وكانت النتائج دائما لصالح أطفال التعليم المنزلي حتى في الاجتماعية! الفئة الوحيدة التي لم تكن لصالحهم هي… نعم كما خمنتم، الحركية.

التعليم المنزلي اتجاه جديد يتبعه أعداد هائلة من الآباء تتزايد كل سنة. وبالرغم من أن الكثير يتجنبونه بحجة كونه خطيرا على المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، فقد أكدت الدراسات العكس تماما، إذ لم تظهر مشاكل شائعة بين متلقي التعلم المنزلي أبدا. بل بالعكس، فقد كانوا أكثر اتزانا ورسوخا ورزانة عن غيرهم وكانوا ذوي مهارات اجتماعية أكثر تطورا أيضا! لذا ندعوكم إلى القراءة أكثر عنه وربما تجربته لبعض الوقت عن الطريق البدء مثلا بطريقة التعليم المتداخل مثلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق