5 خطوط حمراء إن تخطيتها، خسرت الاحترام
المعاملة باحترام حق ننشده جميعا وعلينا إعطائه للكل بلا تفرقة. ولكن في كثير من الأحيان قد لا نجد الاحترام! الاحترام، قيمة أخلاقية، تتحكم في تصرفاتنا تجاه كل ما هو حولنا، لا فقط الناس. الاحترام هو التعامل بتقدير وعناية والتزام؛ تقدير للقيم المتعارف عليها وللشخص الذي نتعامل معه وعناية للمشاعر والمظهر العام.
الاحترام لا يقتصر على من نعامله خارجيا فقط بل هناك أيضا احترام “الذات”وهو تقديرك إمكانياتك وأفكارك وقيمك، وقبولك ذاتك بغض النظر عن ما يعتقده الآخرون، وكلما مارست الاحترام تجاه ذاتك، زادت ثقتك بنفسك، واحترام الآخرين لك أيضًا. الاحترام صفة يمكننا عكسها وتفسيرها في معان سامية كثيرة أخرى. فاحترامك للآخرين هو إحدى صور التسامح وممارسة التقبل لغيرك على الرغم من وجود اختلافات جوهرية وثانوية على كافة الأصعدة كطريقة التفكير والملبس والمأكل والتعليم وغيره.
الفرق بين الاحترام والتهذب
لكن عليك التفريق بين الاحترام والتهذيب. فكثير ما يتم الخلط بينهما ويُرى التهذب أو التأدب على أنه الاحترام. ولكن في الحقيقة، التهذب هو سلوك خارجي يظهره الإنسان ويتصرف وفقه، أما الاحترام فهو شعور داخلي واقتناع باطني تمارسه أنت والآخرين. فمن السهل التعامل مع مديرك في العمل أو زملائك أو أهلك وأصدقائك ومعلميك وحتى شريكك بتهذب ولكن ليس من السهل احترامهم وكسب احترامهم وتقديرهم.
إن العلاقات المبنية على الاحترام هي أنجح العلاقات التي تستمر لوقت أطول. وبالتالي فالاحترام غاية مهمة نسعى دون إدراك إليها. ولكسب احترام الآخرين، إليك هذه العادات:
- الالتزام بالوعود
- الاعتراف بالخطأ وتقديم الاعتذار
- تقدير وقت للآخرين
- عدم النميمة
- التواضع
إن فقد الاحترام في أي علاقة، فإن هذه العلاقة على أسرع الطرق للانتهاء. من الصعب جدا العمل مع الزملاء أو الحفاظ على الصداقات أو البقاء في الحب دون احترام. لذا، هناك دوما طرق لاستعادة الاحترام من جديد. يمكن فعل هذا من خلال تجنب فعل 5 أشياء حتى تحافظ على احترام الآخرين. تعتبر هذه الأشياء “خطوط حمراء”، كما وصفتها مجلة فوربس في سعينا للحفاظ على الاحترام أو نيله:
- أنت محور أي موضوع
هنالك اعتقاد خاطئ يقول إنه كلما كان محور الحوار شخص ما، كلمها اكتسب احترام من حوله. هذا ليس صحيح! فأنت لا تبني مصداقيتك بأقوال الآخرين عنك. فالعكس هو الصحيح وهو أن الناس سيرونك شخصا يريد جعل نفسه أهم شيء في العالم، وبالتالي يشككون في ما تقوله وفيك شخصيا.
- إهمالك الحديث عن نفسك
ليس في مقابل النقطة الأولى، ألا تجعل نفسك محور الحديث أو عدم جذب الانتباه إليك أبدا في محاولة لتكون غير ملحوظا. فإذا كنت قد حققت شيئا فريدا في حياتك، سيكون من الجيد إخبار الناس عنه بطريقة مختلفة ولكن غير متكلفة.
- التقليل من أفكارك الخاصة
هناك بعض الأشخاص عند طرق أفكارهم ستجدهم يقولون:”من المحتمل ألا تنجح الفكرة، ولكن…”، أو “لا نريد أن نجرب هذا ولكن..”، وفي كل مرة سينتهي الكلام وكأنه لم يتكلم أبداً. وهنا سيفترض الأشخاص في عقلهم الباطن أنه هو نفسه لا يؤمن بفكرته وبالتالي لن يحترموها.
- تقليلك من أفكار الآخرين
هذا الأسلوب من الحديث، يعد قاتل للاحترام. كان هناك مديرةً تنفيذيةً تدرب بعض الموظفين، وكانت ستهدم سمعتها مع زملائها وموظفيها بتركيزها فقط على أخطائهم. فكلما طرح أحدهم فكرة كانت تشير إلى عدم نفع تلك الفكرة، أو أنها جُربت سابقًا وفشلت. فلم يتبعها أحد ولم يثقوا فيها. ولكن سرعان ما أن غيرت من هذا الأسلوب حتى بدأوا ان يحترموا ذكاءها وحنكتها في العمل يوماً بعد يوم.
- الإشارة إلى أخطائك الخفية
تذكر دائماً، أنك أمام الناس غير معروف. فليس هناك من يعرف عنك إلا ماذا ستقوله أو ما ستقوم به. لذلك، لا تركز على الأخطاء الصغيرة التي ارتكبتها، فقد يشعر هذا من يستمتعون إليك بعدم الراحة، بل أيضًا سيميلون لعدم تقديرك والشك في أمرك وفي جدية عملك وطموحاتك.
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون أمريكيون بجامعة كاليفورنيا، تأكيدًا على أهمية احترام الآخرين لك، أن احترام الأصدقاء وزملاء العمل يشعر الإنسان بالسعادة والرضا أكثر من قضائه عمرا في جنى الأموال وجمع الثروات لأن الشعور بالثراء شعورا وقتيا سرعان ما يتلاشى بمرور الوقت. إذ وجد الباحثون أن الإعجاب والاحترام الذى يحصل عليه الإنسان من أقرانه وأصدقائه له تأثير أكبر على شعوره بالسعادة الشاملة في الحياة من زيادة حجم أرصدة بنوكه وغيرها من الثروات المادية.
كما أكدت العلماء على عدم ارتباط المستوى المادي للإنسان بمستوى سعادته بل بالحالة الاجتماعية المستقرة وذلك من خلال مسحا شاملا لـ80 طالبا جامعيا من 12 جامعة مختلفة مشتركين في نشاطات اجتماعية مختلفة، إذ حددوا الحالة الاجتماعية لكل طالب عن طريق وضع تقييمات ذاتية وتقارير عن أدوارهم داخل تلك النشاطات وعن بعض الأسئلة المتعلقة بالدخل المادي لهم.
احترامك لذاتك هو أولى خطوات حصولك على احترام الجميع. اهتم باللغة الجسدية وقف باستقامة، وتنفس بعمق، وانظر بثقة للآخرين – وليس بتعال – واثبت في وقفتك، وابقٍ يديك على جانبيك، واجعل جسدك يعبر عن ثقتك بنفسك وبما لديك لتقوله. ابتعد عن السلبية وتجنب اختراق المساحات الشخصية سواء عن نفسك أو عن الآخرين. ومن احترامك لذاتك معنويا وظاهريا، لن يتسنى للناس سوى احترامك. طبق نصائحنا لنيل الاحترام ولكن لا تجعل الأمر غاية أمام عينيك. فقط اعمل باجتهاد على تطوير نفسك واحترامها واحترام الناس حتما سيتبع.