إدارة حياة

٥ مواقف تتطلب منك أن تأخذ استراحة محارب

استراحة محارب

لدى كثير منا تصور خاطئ عن الاجتهاد في العمل، فيرهق نفسه بشكل مبالغ فيه، ليجد أن طاقته تنضب بعد فترة، ولا يتمكن من مواصلة ما اعتاده مكان عمله، ومن ثم يبدأ في الانهيار رويدا رويدا.

٥ مواقف تتطلب منك أن تأخذ استراحة محارب

بدلا من الانتظار حتى تصل لنهايتك تماما، انتبه إلى المواقف التي تحدث معك وتخبرك بضرورة أخذ استراحة محارب، حتى تشحن طاقتك مرة أخرى. لأن الإرهاق المزمن يمكن أن يؤدي إلى مشاكل عاطفية وتراجع كبير في صحتك الجسدية. من تلك المواقف التالي:

  • تستيقظ وفي الوقت نفسه تشعر بالفزع أو بالغثيان

تنصح الطبيبة النفسية الأمريكية ستيفاني سركيس بأن يستمع الإنسان إلى ما يحاول جسمه إخباره به.

ووفقا لموقع psychology today، تقول ستيفاني “إن جسمك جيد حقا في إعطائك التحذير المناسب! ما عليك سوى الاستماع إليه، ثم صدق ما يحاول إخبارك به، وإذا كنت تميل إلى تجاهل مشاعرك، فقد تمر بالأعراض الجسدية كالغثيان والتعب والأوجاع والآلام. وقد يصيبك الصداع في كثير من الأحيان. فللعقل تأثير كبير على الجسم، كما أن الضغط المزمن الناجم عن الإرهاق يمكن أن يكون له تأثير على صحتك البدنية”.

في البداية يبدو أنك تعيش يوما عاديا في العمل، ثم فجأة، تدرك أنك ارتكبت أخطاء عدة في بضع دقائق وذلك معدل أكبر مما كنت قد ترتكبه عادة في يوم عمل كامل.

هل هذا يعني أنك لا تصلح لمهمتك، أو أنك مهمل في وظيفتك؟ ليس بالضرورة! فمن المحتمل أن تكون تاك علامة على أنك مرهق ومتعب.

قد تكون هذه الأخطاء طفيفة في بعض الحالات وتتطلب ببساطة بضع دقائق للإصلاح، كالأخطاء النحوية عند كتابة خطاب عمل ما. ولكن في بعض الأحيان قد يكون لهذه الأخطاء آثار خطيرة، مثل ارتكاب خطأ محاسبي في الإقرارات الضريبية أو إصابة شخص ما إن كنت تقوم بأعمال ثقيلة كتشغيل الآلات الثقيلة.

هل تقضي معظم أيامك في أحلام اليقظة، أو البحث عن رحلات إلى البحر الكاريبي، أو تسجيل زيارتك إلى أماكن مختلفة مع الأصدقاء على Facebook، أو لعب أحدث لعبة على هاتفك الذكي؟ هذه جميعها إشارات حمراء، تنبهك أنك لا تركز في عملك وتحتاج إلى الابتعاد عن مكان العمل قليلا، لأنه إذا لم تفعل ذلك، سيعود عدم التركيز هذا إلى مطاردتك مرة أخرى، وبالتالي سوف يقلل إنتاجيتك في العمل.

على سبيل المثال، إذا كنت مبرمجا مستقلا ولم تركز اهتمامك على احتياجات البرمجة لعملائك، فهل تعتقد أنهم سيحتفظون بخدماتك، أو يثقون بك بعد أن فاتتك مواعيد تسليم العمل في الوقت المناسب وفقا لما اتفقت عليه معهم؟

  • تدهور الصحة

انتبه إلى المخاوف الصحية مثل “الأرق، أو زيادة نبضات قلبك أثناء الراحة، أو الصداع، أو فقدان الوزن أو الزيادة، أو الشعور بأنك مريض دوما”، فقد تكون هذه العلامات غير ذات أهمية في الوقت الحالي، لكنها قد تؤدي إلى حالات صحية أكثر خطورة في المستقبل.

قد تتفاجأ من مدى شعورك بتحسن كبير بعد الحصول على قسط كبير من النوم، والأكل الصحي والاستمتاع بالأشياء التي تجعلك سعيدا. حتى ولو كنت تأخذ يوما واحدا فقط للراحة.

  • لا تشتكي من زملائك أو رؤسائك في العمل دوما

الشخص العادي يقضي حوالي 47 ساعة في الأسبوع في العمل، ويصل إجمالي ساعات العمل إلى حوالي 980 ساعة خلال حياة الشخص، بحسب موقع entrepreneur.

بمعنى آخر، عملك جزء كبير من حياتك، وهذا يعني أيضا أنك ستقضي وقتا طويلا مع زملائك. لكن عندما تفقد طاقتك وتحترق، ستتوقف عن التواصل الاجتماعي مع هذه الشبكة في العمل عن طريق تجاهلك مثلا لتجمعات الغداء، والاجتماعات، والحفلات، وما إلى ذلك. وهذا بالتأكيد ليس جيدا! توصلت الأبحاث إلى أنه عندما يكون لديك أصدقاء في العمل، تكون أكثر سعادة لأن الوظيفة ستكون أكثر متعة وراحة، وذات مناخ إيجابي  يشجع على الإنتاج.

ومن الأشياء الأخرى التي تعطيك تحذيرا بوجوب الحصول على استراحة من عملك هي أن تجد نفسك دائما تشتكي من رئيسك وزملائك، أو تسوِّف المهام.

هذا أمر شائع بالفعل وعنده تفقد طاقتك ويمتد إليك الإرهاق. وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل أكبر مثل الجدال مع زملائك في العمل، وإحباط أحبائك بكل الطرق، وعدم الوفاء بالمواعيد النهائية الهامة.

لذلك خذ إجازة فورا رغم صعوبة الأمر، وسافر ولو ليوم واحد تبتعد فيه عن كل ما يؤثر عليك سلبا، وعند عودتك ستندهش من مدى عدم استيائك من رئيسك أو زملائك أو وظيفتك بشكل عام، نظرا لأنك ستعود إلى العمل بمنظور جديد نتج عن الراحة التي حصلت عليها.

فوائد الاستراحة

والآن بعد ان تحدثنا عن المواقف التي تحتم علينا أخذ استراحة، دعونا نتعرف على فوائد الاستراحة وما تضيفه إلينا.

الإجازات الطويلة وحتى فترات العطلات القصيرة حيث نحصل على مساحة خصوصية، ونبتعد عن الروتين اليومي والإجهاد يكون لها مفعول السحر علينا، فتقلل من توترنا وتشحن طاقتنا، حيث تساعدنا على استعادة إحساسنا بأنفسنا جسديا وعقليا وتجعلنا في مكان أكثر صحة. وبالتالي تجعلنا أفضل في وظائفنا، وأكثر لطفا في علاقاتنا، وأكثر نشاطا مع أسرنا، وأكثر قدرة على التمتع بالحياة لفترة طويلة بعد انتهاء الإجازة.

وختاما تذكر أن المفتاح لقضاء حياة عملية مريحة هو إعطاء الأولوية للراحة والمتعة أينما تذهب. لا تبالغ في مزاولة أنشطتك العملية أو حتى الترقيهية كالسياحية كما لا تزاحم نشاط بآخر كأن تجدول في إجازتك الكثير من العمل فتشعر، عندما تعود، بحاجة إلى عطلة من عطلتك.

والآن، ماذا تنتظر، هيا قم وخذ استراحة محارب وانطلق لتشحن طاقتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق