هل يمكن “للكذب المباح” أن ينقذ حياتك الزوجية؟

كيف يكون ” الكذب المباح ” منقذا للحياة الزوجية؟
قد يرى بعض الأشخاص أن كذبة بيضاء صغيرة من أجل تجنب الشعور بالأذى لنفسه أو لشريك حياته أمر جيد. الأكاذيب البيضاء تتسلل إلى الزواج فالكذب دائما ما يتعلق بحماية النفس وفي بعض الأحيان لا يكون الصدق أفضل سياسة بين الزوجين. ولكن علينا أن نسأل أنفسنا هل يمكن لكذبات بيضاء أن تنقذ بعض الأمور دون أن أخدع شريك حياتي أو أشعر بالسوء تجاه نفسي؟ تقول دكتور “جيمي تورندوف” دكتوراه في علم النفس ومعالجة العلاقات “إن الكلمات من السهل أن تضر فهي تقطع مثل السكاكين وأحيانا اللسان الصادق قد يتسبب في الجروح”. يجب أن تفكر أولا فيما تقوله وإذا كان مفيدا للشخص الآخر والعلاقة أم لا، وإذا حدث واعتدنا على تلك الأكاذيب ماذا سيكون نتاجها؟
كيف يكون ” الكذب المباح ” منقذا للحياة الزوجية؟
– إذا كنت تفعل شيئا لا يؤذي شريكك ولا تريد أن يعرفه لأنه قد يزيد من التوتر في علاقتكما فلا بأس من عدم إخباره به. على سبيل المثال “قد لا تحب أحدا من أقارب عائلة شريكك ولا تريد أن تخبره بذلك حتى لا يحدث توتر بينكم، فقول الحقيقة هنا لا يعتبر أفضل ما يقال.
– إذا استهدفت بالكذب ألا تدخل الحزن أو كره الذات على غيرك فلا به كألا تخبر النساء عن شيء غير مناسب في مظهرهن أو أنوثتهن خاصة إن كنت تتحدث إلى زوجتك. تذكر أنه ليس من الضروري البقاء دائما على صواب فيما تقوله. فما من داع لخسارة الود والتجمل.
– إن كان سينقذك الكذب من توجيه النقد أو السخرية من” الأشياء، والأنشطة، والقضايا، والتفضيلات الشخصية” لشريكك قد تؤذيه. لن يكون من الضروري أن تنتقد شريكتك أو شريكك فعلى أشياء لن تضر بالحياة أو ليست مؤثرة كهواياتها وتفضيلاتها وأنشطتها بالطبع. احتفظ بتلك المشاعر والانتقادات لنفسك إلا في حال سألك عنها لأسباب شخصية. وهنا يمكنك استغلالها في دعمه لا تحطيمه.
– إذا كانت لديك تجارب سابقة فلا يجب عليك أن تتحدث عنها، فعلاقتك الحالية هي أكثر أهمية من التفكير أو الحديث عن علاقتك السابقة. شريكك قد يتخيل أنك تقارن. وفي حالة محاولة شريكك التحدث معك حول التجارب السابقة، يمكنك قول ما يشعره بالاطمئنان والامتنان من علاقتكما.
– في بعض الأحيان هناك أوقات يريد فيها شريكك أن يعرف ما الخطأ في أمر ما؟ في مشكلة ما. ولكنه يريد في النهاية أن يطمئن ويسمي الخبراء هذا النوع من الكذب الأبيض “التخزين المؤقت للحماية” وهو يهدف إلى حماية شريكك من إجهاد التفكير الذي لا يمكنه فعل شيء تجاهه.
– في بعض الأحيان قد يساعد الكذب الأبيض في توطيد العلاقات كأن تخبر شريكك أو بأمور تفرحه أو تزيد من ثقته رغم أن أساسها غير صحيح كليا، ولكنه سيكون تشجيعا. يقول عالم النفس ألبرت ماسلو “يكفي التعاطف والقدرة على معرفة توصيل شعورك به وتشاركه مشاعره، هذا هو الجزء الأهم في أي علاقة”.
– إذا كان أي شيء سوف تخبر به شريكك يشعره أو يزيد بداخله شعور عدم الأمان فمن المرجح أن تحتفظ بما ستقوله لك ولا تخبره به. يقول أحد علماء النفس “ليس هناك ما يدعي لتكثيف مشاعر عدم الأمان لشريكك أو شعوره بالضعف حتى إذا سألك عن شيئا يخصه بنفسه”.
في اعتقادنا كل شيء في الحياة يمكن استخدامه في غرض إيجابي جيد يخدم المجتمع ويخدمنا أيضا. فإن كنت من محبي المجاملات أو الكذب الأبيض فاحرص أن تجعل سببه دائما نبيل إيجابي لا يخدم رغبات أنانية سوداوية.
الخطر من استخدام “الأكاذيب البيضاء”
- الكذب رغم نوعه الأبيض يسمى كذبا، وإن اعتدناه قد ندخل في دوامة من الكذب غير المنتهي لنتستر على أكاذيبنا السابقة ومن ثم ننساها فنكذب بروايات أخرى حتى نعتاده ويصبح من سماتنا. ومن تأثيرات الكذب الأخرى أنه يميت فينا الضمير والإحساس بالمسؤولية إن استخدمناه مرارا وتكرارا.
– نحن نقيم الأكاذيب إلى مقاييس دائما لصحالنا. قد نقول لأنفسا عن كذبة ما أنها ليست ضارة ولا تؤذي أحدا فهي تجعلنا لطفاء؛ ولكن سرعان ما يختلط الكذب الأبيض بالكذب الحقيقي والضرر حينها لن يكون فقط إلى شريكك الذي تكذب عليه بل لنفسك في الأساس.
– الكذب يخلق عدم الثقة حتى “الكذب المباح” يخلق شقوقا في أسس الثقة بينكم حتى ينتهي بك الحال كشخص يشعر بالخيانة. فشريكك قد يرى أنك على مقدرة من الكذب أى وقت عندما يتناسب مع مصالحك وبالتالى ظهور مشاعرعدم الأمان على المدى الطويل.
– في حال كشف أمرك في مرة، حاول أن تبرر نفسك بالصدق ولا شيء غيره. فشريكك ليس ساذجا وسيفهم مباشرة ما إن كنت تكذب مرة أخرى أم لا. حاول توضيح كافة الأسباب التي دفعتك لهذا وخذ الخطوات اللازمة لتجنبه مستقلا. وتذكر أن تحاول أن تتفهم وتتعاطف بدلا من أن تكون دفاعيا: هذا هو مفتاح العلاقات الناجحة.
الكذب في الحقيقة مهما كان إيجابيا أو سامي الهدف لن يكون الحل الأمثل للمواقف الحياتية لأنها لن تنتهي وبالتالي لجوؤك له لن ينتهي. حاول ألا تجربه من الأساس لكي لا تعتاده وحاول دائما أن تلتزم الصمت إن لم ترد الحديث في وقت ما. ولكن عليك أن تعلم أنه سيكون ضروريا لك أن تخبر شريكك بما تشعر به دائما وتصارحه بكل ما في قلبك لأنه عاجلا أم آجلا سيعرف.
هل يمكن “للكذب المباح” أن ينقذ حياتك الزوجية؟