هل تعلم أن لنفسك عليك حق

هل تعلم أن لنفسك عليك حق
هل تعلم أنه بالأحرى أنت تهمل حق نفسك عليك إن كنت دخلت هنا بدون تردد؟ الكثير منا ينظر لنفسه على أنها جزء تابع؛ على أنها جزء لا كيان كامل. هذه النفس وُهبناها كأول نعمة حتى من قبل أن نولد، ولكننا لم نُعلم يوما كيف نعاملها حقا. قد تظن أننا نتحدث عن أجسامنا فقط، ولكن لا، نحن نعني النفس، تلك الصور الذاتية عن نفسك التي تحادثها دوما في هيئة الضمير مثلا أو غيره من الأدوار التي صادقتنا خلال مراحل أعمارنا المختلفة.
الجميل في الأمر، أنه إن أدركنا حقا كيف نعامل أنفسنا، سنجد تطورات هائلة وكبيرة ورائعة في عدة مجالات منها الصحة النفسية، والصحة البدنية، والالتزام في العمل أو الريجيم أو العلاقات، وفي الرياضة، والتعلم أيضا.
نعلم أنك والكثير من الناس لا يرحمون أنفسهم فعلا بالحديث اللاذع المستمر وهم من أقسى ناقديها! والحقيقة الغريبة وراء هذا الأمر هي أنه ما من أحد يأبه لأي من تعليقاتنا السيئة تجاه أنفسنا أصلا. إن تصرفنا بطريقة ما أو أطلقنا العنان قليلا أو أبدينا رأينا في أمر ما، عادة ما سنهدر كميات هائلة من طاقتنا وأوقات طائلة نستذكر هذه المواقف وننقدها مرارا وتكرارا، ولكن لماذا كل هذا؟ المضحك أنه إن فاتحنا غيرنا لنناقش تلك المواقف فلن يتذكروا ما قلناه وإن كان مضحكا أو غريبا فربما سيكون أمرا طريفا فقط لهم ولا يعني كل هذا السوء الذي نراه نحن به!
إن نظرنا لمن يتبعون الحميات مثلا، وكيف يكرهون أنفسهم حرفيا لأكلهم 100 سعرة حرارية زيادة مثلا! إذا نظرنا لمن لا يرفض أي طلب لأي شخص مهما أهلكه الأمر! إن نظرنا لمن لا يأخذ راحة أبدا لمزيد من الدخل أو غيره! إن نظرنا لمن يبالغ في الشك بمن حوله! سنسأل نفسنا إن تفكرنا حقا، لماذا كل هذا، ولمصلحة من؟ الحقيقة لا أحد!
علينا جميعا تعلم مبدأ الرحمة بأنفسنا كما نرحم غيرنا. ربما كبرنا في مراحل تعليمنا موجهين الأنظار فقط على طريقة التعامل مع الغير فأهملنا حقوق أنفسنا علينا. ولكن لم يفت الوقت أبدا لأي شيء. فلنبدأ من الآن معاملة أنفسنا برحمة وحب. فكل ما سنفعله تغييرات بسيطة في طرق تفكيرنا. سنعدل فقط من زوايا اتجاهات مناظيرنا لعالمنا الداخلي. لنجعل هذه الخطوات درجتنا الأولى على سلم تأسيس حياة هادئة طيبة إيجابية منتجة:
- اشكر الله في كل موقف على نعمه المختلفة وعلى صحتك النفسية.
- تعلم ألا تقبل ما لا تحب، فأنت لست مجبورا على أي شيء. قل “لا” بكل احترام وبساطة عندما لا تقدر
- لا تهن نفسك أو تذمها أو تنقدها أبدا. فقط دون كل الأهداف الجديدة وكل ما تريد تفاديه فيما بعد. أما ما حدث فهو ما حدث. حدث في الماضي ولن نغيره، بل وسنتعلم منه أن نكون أكثر تطورا، لا “أفضل” لأننا بالفعل أفضل نسخة من أنفسنا.
- تعلم أن تتوقف إن أحسست بالاكتفاء عن الأكل، عن الرياضة، عن العمل وغيره.
- لا تهمل ما تقوله لك نفسك، دع لها الفرصة لتعبر عن ما تشعر به لأنها في الأغلب أصح من المنطق.
- “لا للحرمان”! لا تمنع نفسك من أي شيء تشتهيه. فقط نظمه وفقا لجدولك ودخلك ومعدل سعراتك في اليوم إن كانت طعاما. أي أنه بإمكانك أكل أي شيء أو شراء أي شيء أو حتى أخذ أي قسط من الراحة ولكن في الحدود والأوقات المعقولة.
- إن أهانك شخص لخطأ قمت به، لا تقبل بالإهانة أبدا، فجميعنا يخطئ ليتعلم. فقط استأذن وأكمل النقاش مع الشخص المعني في وقط آخر. نحن خلقنا أحرارا، ومجهزين بأدمغة مهمتها التتطور لا معالجة الإهانات!
- لا تشك في أي أحد أبدا، فمهما حدث، ماذا سيحدث؟ تأكد دوما من وجود الفرص اللامتناهية. لذلك لا تشغل فكرك بشكوك وظنون قد تكون واهية في الأصل.
- واجه! إن أحسست الحاجة لذلك، وإن لم تستطع التخلص من شك ما، واجه لتنه إهدار طاقتك في الشكوك والظنون.
- كافئ نفسك كلما أتيحت الفرصة بأي شيء ولو البسيط.
- دائما أظهر نفسك في أفضل حال وهيئة. هذا لن يكون تكلفا أو رياءا ولكن سيكون تجملا. والجمال نعمة وإحدى الغايات المهمة وليست بأي حال من الأحوال ثانوية أو رفاهية كما نسمع.
- صاحب من يحيطوك بإيجابية وتفاؤل وخطط للتطوير لا من يكثروا الشكوى ويصبغون الحياة بالأسود.
- تقبل الإطراءات فهي حقيقية، ولا تقل شكرا أو لا لا لست كذلك!
- أعط الإطراءات أيضا، فإن أعجبك شيء أعط نفسك المساحة للتعبير عن ذلك الشعور.
- تعلم احترام الذات وكيف تحادث نفسك دائما باحترام وتقدير ولا شيء سواهما.
- أعط نفسك مجالا للمرح والرقص والغناء واللعب والتلوين والتمثيل حتى، ولما لا؟
- إن أردت البكاء أو التعبير عن الغضب أو الإحباط أو الخذلان، فلا تتوقف، لا تكبح نفسك إن أرادت التنفيس عن ما يثقلها لأنها في الأغلب ستكون قد وصلت لقمة تحملها في هذه النقطة.
- افخر بنفسك وبما وهبها الله، وتعلم أكثر عن ثقافة الاختلاف. فكلنا مختلفون واختلافنا ضرورة لبقائنا. وما تملكه لا يملكه غيرك والعكس.
- خصص حيزا مريحا وأنيقا لراحتك فهذا سيحدث فارقا جوهريا في نوعية راحتك.
- غذِ روحك بالغذاء المفيد والصلاة والتأمل والعلم والفن الهادف.
- فقط قل ما تريد قوله، لا ترهق نفسك بأكثر مما تراه حقيقيا وإلا لن تبدوا حقيقيا.
- استتبع شغفك مهما كان، ولا تقل “راحت علي”!
- إن شعرت بإحباط أو غضب أو حتى حقد، فتذكر أن هذا الإحساس من حق نفسك. عالجه ولكن لا تمنعه. تعلم التنفيس بطريقة صحيحة ولكن لا تقل أنك مخطئ بذلك. فبنك المشاعر لا ينضب وليس لك أن تغلقه.
- اقض وقتا مع نفسك فقط. حاورها بصدق واهتمام ورافقها فأنت إما رفيق خير أو سوء لنفسك.
- حاول أن تزيد من عملك التطوعي.
- اللعب من الحيوانات الأليفة أو قضاء وقت مع الأطفال يجعل للحياة ألوانا أخرى، فلا تنس ذلك!
- زد من عطائك على كافة الأصعدة فذلك سيرد إليك مضاعفا وبداية مردوده هو السعادة الفورية التي تشعرها مع كل عطاء.
دائما تذكر أنك خلقت بيد الصانع الأكبر وهو من اختار لك مكانا في الدنيا وأنك ضروري فيها ولا يصح لك أن تسخر أو تكره أو تنقد ما زودت به من نعم بشكل مستمر لأنك لم تتعلم عن تطويرها ولأنك لن تستطيع خلق مثلها. فنحن مزودون بما يفوق كل التكنولوجيا. فنحن حقا نستطيع أن نغير الدنيا. ولكن لنفعل ذلك، علينا أولا أن نغير نظرتنا السلبية لأنفسنا لنتيح لها الفرصة أن تخلق لنا الطاقة والتفاؤل الكافيين لمواجهة التحديات. لنتطور إذا ونزد ثقافتنا عن كيفية التعامل مع النفس.