هل تعاني من الخرس الزوجي
![الخرس الزوجي](https://fanoor.com/wp-content/uploads/2021/07/WhatsApp-Image-2021-07-02-at-1.48.02-AM.jpeg)
يوصف الخرس الزوجي بأنه فيروس العصر الحديث، وقد تسبب –بحسب الإحصائيات- بوقوع آلاف من حالات الطلاق. وعلى الرغم من أنّ الصمت محمودٌ في أغلب الأحيان، وحتى في الحياة الزوجية قد يكون الصمت شيئًا ضروريًا، فبعض الأزواج يعيشون حياة يومية رتيبة يسودها الصمت، حيث يرفض فيها الزوج أو الزوجة دخول أي حوار مع الآخر. ويُقصد بالصمت هنا أن يتخذ الزوج والزوجة منه أسلوب حياة يومي بحيث لا يتبادلان أطراف الحديث ولا يأخذان بآراء بعضهما البعض ولا يدور بينهما أي أحاديث حول مشاكل الحياة اليومية ولا يتناقشان في المواضيع العامة والفكرية، وهذه مشكلة كبيرة، وشرخ في الحياة الزوجية يجب محاولة تغييره بأي طريقة، وفي هذا المقال سنتطرق لأسباب الخرس الزوجي وطرق علاجه.
أسباب الخرس الزوجي
قد يكون الخرس بين الأزواج مؤقتًا نتيجة حدوث مشكلة بينهما فيُقاطعان حديثهما لبعضهما لفترة ما، أو بسبب مرور أحدهما بظرف معيّن، وفي هذه الحالة يكون الأمر طبيعيًا. وأحيانًا يكون الخرس نتيجة ترفع أحد الزوجين عن ردّ الإساءة أو تصعيد الموقف، ثم يتم استئناف الأحاديث بعد فترة قصيرة. أما الخرس الزوجي الدائم فله عدّة أسباب منها:
- رغبة أحد الزوجين باستخدام هذا الأسلوب كوسيلة لاكتساب القوة وممارسة السيطرة.
- عدم وجود توافق فكري بين الزوجين، واختلاف الطبقات الاجتماعية والبيئات التي جاؤوا منها.
- تلاشي الحب بين الزوجة وعدم وجود الرغبة الحقيقية بالتواصل والحوار.
- ميل الرجل أو المرأة للصمت بطبيعتهم، بحيث تكون شخصية أحدهما انطوائية تميل للصمت وقلة الكلام وانعدام التعبير.
- حدوث المشاكل المستمرة بين الزوجين، فيلجأ أحدهما إلى هذا الأسلوب كنوع من العقاب المعنوي، وفي هذا تقول إريكا لابوزان لوبيز، أخصائية الزواج والأسرة: “من تجربتي في العمل مع الأزواج، غالبًا ما يتم استخدام الصمت كعقاب، وبالتالي أجد أنه غير فعال في معظم الأوقات” فهو لا يؤدي إلا إلى تفاقم الخلاف.
- انشغال الزوجين بوسائل التكنولوجيا الحديثة وانشغالهم بالحديث مع الأشخاص الافتراضيين على وسائل التواصل الاجتماعي بدلًا من تبادل الأحاديث معًا.
عواقب الخرس الزوجي
يُقصد بالخرس الزوجي رفض التحدث مطلقًا أي بشكل قطعي. الصمت بين الزوجين ليس فقط مجرّد انقطاع للحديث بينهما، بل يصاحبه عادة العبوس ورفض للحديث بكافة أشكاله، وهذا يُسبب ألمًا جسديًا ونفسيًا عند الشريك، إذ تُظهر الأبحاث أن تجاهل أو إقصاء شخص ما ينشط نفس المنطقة من الدماغ التي ينشطها الألم الجسدي، وبالتالي فمن عواقبه:
- شعور الطرف المتلقي بأنّ لا قيمة له وأنه غير محبوب.
- الشعور بالإحباط والارتباك والألم، وكأن الشريك يشعر بأنّ الطرف الآخر لا يعترف بوجوده.
- إصابة الشريك بالانغلاق والصمت كردّة فعل على صمت شريكه، وانخفاض التواصل بينهما إلا للأشياء الروتينية والضرورية.
- الشعور بعدم الرضا والكبت وعدم القدرة على التعبير عن الرأي، وتآكل العلاقة بين الزوجين.
- تراكم المشكلات التي تحتاج إلى حل، وقد يصل الأمر إلى الطلاق.
- المعاناة من ضعف الحميمية والتواصل، ووجود استياء من الحياة اليومية
- التصرف بعدوانية.
علاج الخرس الزوجي
تقول الدكتورة والمعالجة النفسية باتي فيوريزن: “التعبير عن نفسك لشريكك – خاصةً عندما يكون هناك صراع – أمر بالغ الأهمية فالشركاء بحاجة إلى التواصل. وعندما يكون هناك شيء خاطئ، فإنهم يحتاجون إلى المناقشة وعدم الخوف من أن تنتهي المواجهة مع المشكلة إلى انفجار”. ولهذا يوجد بعض الأشياء التي يجب التوقف عندها وفهمها للعودة إلى التواصل اللفظي بين الأزواج، والتخلص من الخرس الزوجي، ويمكن علاجه بعدّة طرق منها:
- لا تفترض أنك تعرف السبب: أسباب الخرس الزوجي كثيرة ومتعددة، لهذا ليس من السهل اكتشاف الزوج أو الزوجة ما يدور في عقل الآخر. لهذا فمن الأفضل سؤاله بشكل مباشر عن سبب الصمت الطويل.
- اشرح للطرف الآخر حاجتك ورغبتك في التواصل: الصمت بين الزوجين يضرّ كثيرًا بعلاقتهما، لهذا من الأفضل المبادرة بشرح الحاجة للتواصل والحديث بكل هدوء وكسر الحاجز.
- كن مستعدًا للاستماع وليس التحدث فقط: التواصل مع الزوج أو الزوجة يجب أن يكون طريق ذو اتجاهين، أي أن يكون مبنيًا على الاستماع والحديث وليس فقط الحديث أو الاستماع.
- لا تسخر من حديث الطرف الآخر: السخرية المبطنة من حديث الطرف الآخر يسبب شعوره بالإحباط وامتناعه عن المبادرة بالحديث مرة أخرى.
- تحدث بلطف وردّ بالحب: انتقاء الكلمات أثناء الحديث مهم جدًا لمنع إثارة المشاعر السلبية لدى الطرف الآخر، وهذا يُساعد في إنجاح الحوار بين الزوجين واستمراره، ويحفز التفاعل بينهما.
- كن مستعدًا للتنازل: ليس من الخطأ أن تأتي المبادرة، كما يجب التغاضي عن أي خلافات موجودة والبدء بحوار بنّاء.
- خصص الوقت المناسب: لكسر حدّة الخرس الزوجي لا بدّ من تخصيص وقت مناسب للبدء بالحديث بحيث يكون هذا الوقت بعيدًا عن أيام العمل المتعبة وإزعاج الأطفال وبعيدًا عن مشاكل الحياة اليومية.
- كن مستعدًا لطلب السماح: أحيانًا يكون الخرس الزوجي ناتجًا عن غضب مبطن وعتاب كبير غير معلن من الطرف الآخر، لذلك كن مستعدًا للاعتذار وطلب السماح منه في حال كان هذا السبب.
- تبادل الرسائل النصية: من الجيّد تبادل الرسائل النصية بين الأزواج عندما يكون كل منهما في مكان مختلف مثل العمل، وهذا قد يُساعد في بناء حوار وتجديد الألفة.
- طلب مشورة معالج نفسي متخصص بالعلاقات الأسرية؛ خاصة أن المعالج النفسي يملك رؤية في إيجاد الحل بطريقة مرنة وسريعة، وهذا يساعد في تجاوز الخرس الزوجي بأقضل طريقة.
الصمت أكثر أنواع التفاعل البشري التي يساء فهمه وتفسيره، خاصة إذا كان بين الأزواج، وهو يؤدي إلى شعور الناس بالأذى أو الرفض. لكن ليس كل الصمت سيئًا، لهذا فالمفتاح في التمييز بين الصمت الصحي وغير الصحي في العلاقة هو التواصل. إن السماح لشريكك بمعرفة أنك بحاجة إلى بعض الوقت الهادئ بمفردك يمكن أن يزيل التوتر والارتباك غير الضروريين اللذين يصاحبان الصمت غالبًا. وعندما تتخلص من تخمين أسباب الصمت، سيسهل عليكما التفهم والقبول، لهذا فإنّ الحل الأمثل لتكون العلاقة في أفضل حالاتها هو التواصل بالحوار وكسر حاجز الصمت والخرس الزوجي.