إدارة حياة

هل أنت فاعل أم مفعول به؟

الحديث هنا ليس عن القواعد النحوية التي تعلمناها في سنوات الدراسة الأولى، وإنما نقصد تصرفاتنا وقراراتنا في الحياة، وهل نحن في خانة “الفاعل” أم “المفعول به”؟

تخيل معي أن الثلاجة في بيتك أصابها عطل ما، هل ستستسلم وتترك طعامك يفسد، أم ستتخذ قرارك بإصلاحها ؟ في الحالة الأولى أنت اخترت أن تجلس في خانة المفعول به، أما في الحالة الثانية رفضت الاستسلام للأمر وأصبحت فاعلا.

وهنا يتضح الفارق بين الفاعل والمفعول به، فمن يستسلم للأمر الواقع ويعتاد الشكوى “مفعول به” بالطبع، أما من يخرج من أزمته بسرعة، ويفكر في سبب مشكلته فهو “الفاعل” الإيجابي الذي يصل إلى ما يريده ويحقق النجاح رغما عن الجميع.

• إدمان الشكوى يحولك إلى مفعول به

كثير من الناس يدمن الشكوى ويعشق دور الضحية دوما، لأن “الإيجو” أو “النفس المزيفة”، تحب دوما أن تشعرنا بكوننا على ما يرام وأننا غير مخطئين، وأنه ما من مشكلات في تصرفاتنا، وأن الآخرين هم الأشرار الذين يفسدون حياتنا دوما.

وهذه الحالة تشير إلى أن الشخص “مفعول به” بالطبع؛ مستسلم لما تصوره له “الإيجو” ولهذا لا يفكر في الفعل الإيجابي ومحاولة تغيير الأمر.

إن كنت من هذا النوع فعليك أن تدرك جيدا أن الشكوى لن تعذب الآخرين، وإنما تضغط عليك أنت وحدك وتزيد من آلامك، وتجعلك في مزاج سيئ دوما، يمنعك من المضي قدما في حياتك.

أما إذا قررت تحدي المشاعر السيئة المسيطرة عليك، وبدأت في تغيير حالتك المزاجية إلى الأفضل، يبدأ عقلك في التفكير جيدا بشكل تلقائي ليرشدك إلى الحلول التي تجعلك ناجحا ومستريحا، وتخرجك من حالة “المفعول به” إلى حالة “الفاعل”.

إذا كنت من معتادي الذهاب إلى العمل متأخر بسبب الزحام، فهذا ليس ذنبك. فلن تقدر على حل أزمة الزحام بالطبع. ولكنك تستطيع أن تخرج من منزلك مبكرا لتفادي التأخر عن العمل. وأيضا إن كنت تعاني من غلاء المعيشة فحاول أن تجد عملا إضافيا أو أن تفكر في مشروع بسيط يساعدك في حياتك.

وإن كان مديرك يعاملك بطريقة سيئة، فيجب أن تفكر في كيفية أدائك عملك وتسأل نفسك عن الأخطاء التي قد تدفعه لهذا الأسلوب معك، شريطة أن تكون صادقا في إجابتك، حتى تدرك سبب الأزمة وتتمكن من حلها بإيجابية.

• ماذا تفعل لتتحول من مفعول به إلى فاعل؟

أنت من تقرر في أي خانة تضع نفسك، وهناك بعض الخطوات التي قد تساعدك للخروج من خندق “المفعول به” إلى البراح الذي ينعم به “الفاعل” وتصبح أنت قائد حياتك.

  • تخلص من إدمان الشكوى

كما قلنا في السطور السابقة، إدمان الشكوى يبعدك عن النجاح دوما، ويؤثر على حياتك النفسية بشكل خطير، فبدلا من الاستسلام لها، عليك أن تفكر في كيفية تخطي تلك الحالة التي تدفعك للشكوى.

  • حدد أهدافك

حدد أهدافا يومية وشهرية وطويلة الأجل مرتبطة بخططك وأحلامك، ولا تخف من الذهاب لشيء كبير، تذكر أنه لا يوجد شيء مستحيل ما دمت تعتقد أن باستطاعتك تحقيقه. وبمجرد تحديد أهدافك، اسأل نفسك يوميا عما تفعله لتصل إليها.

  • لا تخف

الكثير من الناس يعيشون الحياة دون أخذ زمام المبادرة لإيجاد التميز خوفا من الفشل، لذا علّم نفسك أن تكون جريئا وشجاعا، كن على استعداد للسقوط والفشل والنهوض مرة أخرى لجولة أخرى. فأنت لكي تكون فاعلا عليك أن تواجه الأشياء التي تثير خوفك.

  • لا ترفض الأفكار والفرص الجديدة

لا تبتعد عن أي شيء جديد، سواء كانت فرصة أو فكرة أو تجربة، حول كل يوم إلى مغامرة، واعمل على تحويل جميع البرامج والمشاريع والعمليات في حياتك إلى أشياء ممكنة الحدوث، وتذكر أن “كل شيء كان مستحيلا حتى قام به شخص ما”. لذلك عليك أن تعمل دوما لتكون أنت ذلك الشخص الأول. وتذكر… هل كنا سنعرف الطيران إن خاف عباس بن فرناس من خوض تجربته المجنونة التي ألهمت الأخوان رايت بعده بقرون؟

  •  افعل الأمر الصحيح  وليس ما تراه سهلا

عندما يتعلق الأمر بالنزاهة والأمانة والأخلاق، قد يصبح اتخاذ القرار صعبا على البعض. فليس كل الأفعال السهلة صحيحة، والبشر ليسوا مثاليين، لذا حاول دوما أن تتخذ القرار الصائب حتى وإن كان صعبا، ولا تنساق وراء الأمور غير الصحيحة حتى لا تتحول من فاعل إلى مفعول به.

  •  ابحث دوما عن الخير والجمال

من السهل أن نركز على السلبية والقبح في كل من حولنا، والارتكان إليهما في تبرير عدم نجاحاتنا. فكيف سننجح إن كنا محاطون بالأشرار؟

هذا هو الوهم الذي تصوره لنا “الإيجو” فتؤخرنا عن كل شيء. أما إذا قضينا وقتنا في البحث عن الجمال في كل شيء وفي الجميع، وكيف نجعل الحياة أفضل، ستتغير الأمور السيئة إلى أخرى إيجابية جدا من تلقاء نفسها.

  • لا تتكبر على السؤال

لا يمكنك النجاح والاستمرار في التميز عندما تعتقد أنك أذكى شخص في الحياة، كن دائما على استعداد للتعلم من الأشخاص الأكثر ذكاء وخبرة منك.

لا تتكبر على السؤال في عملك حتى وإن كان لمن تديرهم. فهذا لا يقلل من شخصيتك وإنما سيطور من مهاراتك. فإن تركت نفسك للكبر، أصبحت مفعولا به ولن تتقدم بذلك خطوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق