نوبات الهلع: (Panic-attacks ) الجزء الثاني
علاج نوبات الهلع: (Panic-attacks )
كتبه د.فايزة حلمي
عبارة “لا تقلق”، نسمعها مرات لا تحصى في اليوم الواحد, في محادثة، على شاشة التلفزيون، في الأفلام، ونقول لأنفسنا: لماذا؟ لأنه عندما نشعر بالذعر. نختبر إحساسًا شديدًا بالخوف أو القلق استجابةً لخطر حقيقي، ونفقد السيطرة ونتفاعل مع الأحداث التي قد تكون غير آمنة، لدرجة تهدد الحياة.
الذعر يمنع قدرتنا على التفكير، بشكل واضح أو منطقي, فكر في انفجار الخوف، والهستيريا التي شعرت بها في اليوم الذي فقدت فيه رؤية طفلك البالغ من العمر ست سنوات في المركز التجاري لمجرد لحظات، أو وقت انزلاق سيارتك بعنف على طريق غارقة في المطر، حينها، حتى قبل أن تسجل ما كان يحدث، أطلق جسمك الأدرينالين والكورتيزول والهرمونات الأخرى التي تشير إلى الخطر، هذه الهرمونات تسبب ردود فعل جسدية: قصف القلب، التنفس الضحل، التعرق والرعشة، الهز، وغيرها من الأحاسيس الجسدية غير السارة.
هكذا، في مرحلة ما من حياتنا، سيواجه معظمنا نوبة فزع استجابة لخطر حقيقي أو إجهاد حاد، ولكن عندما تَحدُث نوبات الهلع دون تَوقّع, أو تتكرر دون سبب وفي غياب الخطر الحقيقي، بحيث تتجنب أماكن أو أشخاص معينين، فقد تكون مصابًا باضطراب الهلع.
وعلى الرغم من اختلاف مدة النوبة بين الأفراد، إلا أن نوبات الهلع تصل إلى ذروتها خلال 10 دقائق أو أقل ثم تبدأ الأعراض في التلاشي، ونادراً ما تستمر لأكثر من ساعة، وتستغرق معظمها حوالي 20 إلى 30 دقيقة.
وفقا لدراسة نشرت في الطب النفسي، فإن الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب في وقت لاحق من الحياة، فإذا كنت تعاني من نوبات الهلع، فابحث عن أي أعراض لألم في الصدر من أجل استبعاد أي مشاكل في صحة القلب، ورغم تسبب نوبات الهلع بمجموعة متنوعة من المشكلات الجسدية ويشعر الأشخاص بأنهم على وشك الموت، غير أنه لا يمكن أن تموت من نوبة الهلع.
ما هي أسباب اضطرابات الهلع والذعر؟
إذا كنت عرضة للمشاعر السلبية ولديك حساسية للقلق، فقد تكون عرضة لخطر نوبات واضطراب الهلع، كذلك تجربة الطفولة للإيذاء الجنسي أو البدني، والتدخين، والضغوط الشخصية في الأشهر التي سبقت الذعر الأول هي أيضًا عوامل خطر.
بالإضافة الى ذلك ، يُعتقد أن الوراثة تلعب دورًا في القابلية للإصابة باضطراب الهلع، على الرغم من أن الجينات المتورطة غير معروفة، ويُعتقد أيضًا أن الأفراد الذين لديهم الوالدين مصابون بالقلق أو الاكتئاب أو الاضطراب الثنائي القطب، يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب الهلع.
كيفية علاج نوبات الهلع:
عندما تبدأ الأعراض في الذروة أثناء نوبة الهلع، قد تشعر أن التجربة لن تنتهي أبدًا، فهناك بعض التقنيات التي يمكنك ممارستها لتقليل حِدة الأعراض وتشتيت انتباهك منها:
- احتفظ بخطة لديك:
وجود خطة لديك هو أهم شيء، عندما تشعر بنوبة فزع قادمة، قد تكون إحدى الخطط هي إخراج نفسك من بيئتك الحالية، والجلوس، والاتصال بصديق أو أحد أفراد أسرتك يمكنه المساعدة في صرف انتباهك عن الأعراض ومساعدتك على التهدئة، من خلال التحكم في أفكارك والتركيز على شيء خارج نفسك، ستشعر بالهدوء..
- ممارسة التنفس العميق:
ضيق التنفس هو أحد الأعراض الشائعة لنوبات الذعر التي يمكن أن تجعلك تشعر بالتوتر، فَكر أن هذا مؤقت, ثم ابدأ بالتنفس بعمق لمدة أربع ثوانٍ، استمر في تكرار هذا النمط حتى ينضبط تنفسك، وهذا يمكن أن يساعد في إيقاف الأعراض الأخرى في مساراتها.
- استخدام تقنيات الاسترخاء للعضلات:
خلال نوبة الهلع، من المحتم أن تشعر أنك فقدت السيطرة على جسمك، لكن تقنيات استرخاء العضلات تسمح لك باستعادة بعض التحكم, الاسترخاء التدريجي للعضلات هو تقنية بسيطة ولكنها فعالة لاضطرابات الهلع.
- كرر قَوْل ايجابي:
قد تشعر بالقليل من الغضب عند القيام بذلك في البداية, ولكن تكرار أقوال مُشجعة وإيجابية لنفسك خلال نوبة الهلع يمكن أن تكون بمثابة آلية للتكيف، حاول تكرار شيء بسيط مثل “هذا مؤقت. سأكون بخير “أو” لن أموت. أنا فقط بحاجة للتنفس “.
- عبوات الثلج الصغيرة:
لهجمات الذعر الليلية، احتفظ بحوالي 4 عبوات ثلج جاهزة, عندما تشعر بالذعر، ضع عبوة صغيرة في كل يد, وعبوة كبيرة أسفل الظهر، وإذا كان تنفسك سيئًا ، خذ واحدة على بطنك فوق ملابسك، ومرّرها من منتصف صدرك إلى أسفل بطنك، ببطء، مرارًا وتكرارًا حتى يبدأ معدل ضربات القلب ينتظم .
ما هو علاج نوبات الهلع؟
تم العثور على كل من العلاج النفسي والدواء لتكون فعالة في المساعدة على تقليل وتيرة وشدة نوبات الهلع، يعتمد مسار العلاج الخاص بـ علاج نوبات الهلع على التاريخ الطبي وشدة الهجمات
والعلاج النفسي يُسمَّى العلاج السلوكي المعرفي، ليكون العلاج الأكثر فعالية لهجمات الذعر واضطراب الهلع، خلاله، ستعمل مع أخصائي في التدريب على الاسترخاء ، وإعادة هيكلة أفكارك وسلوكياتك، والحد من التوتر، ويبدأ كثير من الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع في ملاحظة حدوث انخفاض خلال أسابيع، وغالبًا ما تنخفض الأعراض بشكل كبير أو تزول تمامًا خلال عدة أشهر.
وقد يقترح طبيبك أيضًا تجربة بعض الأدوية كجزء من مسار العلاج، هذه الأدوية يمكن أن تكون مفيدة للغاية في إدارة أعراض نوبة الهلع.
نبذة عن د.فايزة حلمي دكتوراه علم نفس تربوي
ومستشار نفسي وعضوة بالعديد من الجمعيات النفسية
وكاتبة كتب/ ومُحررة مقالات بمجلات مصرية وعربية