تربية واعية

نصائح للتعامل مع البنات في سن المراهقة

يمتد سن المراهقة من عمر 10 إلى 19 عامًا وفقا (لمنظمة الصحة العالمية). عادةً ما تكون تلك الفترة مليئة بالمخاوف التي تسكن في خيال المراهق. فالمراهقة مرحلة مليئة بالحماس والشغف والإثارة والتقلبات النفسية والجسدية، مما يجعلها من المراحل العمرية الحساسة التي يرافقها العديد من المشاكل والاضطرابات، لهذا تتطلب رعاية خاصة. لنتحدث في هذا المقال عن مشاكل البنات في سن المراهقة والحلول المناسبة لها لأول مرّة، مما يجعلها مرتبكة. في هذه المرحلة تقع على الوالدين وخاصة الأم مسؤولية تقديم الدعم النفسي للابنة لمواجهة المشاكل السلوكية والنفسية التي قد تتعرض لها.

أشهر مشاكل البنات في سن المراهقة

التأقلم مع التغيرات الهرمونية ومرحلة البلوغ يجعل سن المراهقة بالنسبة للبنات من أكثر المراحل العمرية إرباكًا خاصة في ظلّ القوى الأبوية والاجتماعية وما يرافق هذه الضغوط من ضغوط دراسية، لهذا تشعر البنات بالعديد من المشاعر المختلطة التي قد يُساء فهمها في بعض المرّات، والتي يصعب مواجهتها في بعض الأحيان دون مساعدة من الأبوين. من أبرز هذه المشكلات:

* المظهر: المظهر بالنسبة للبنات في هذه المرحلة مهم جدًا ويأخذ الحيز الأكبر من تفكيرهنّ، خاصة في ظل مقارنة أنفسهنّ بما يعرضه الإنترنت.

* التعليم: تواجه المراهقات ضغوط داخلية وخارجية في المدرسة تجعلها حريصة على الأداء الجيّد في الدراسة، مما يولّد ضغطًا هائلًا عليهنّ خاصة في أوقات الامتحانات.

* المشاعر الجيّاشة: نتيجة التغيّر الهرموني في الجسم تبدأ المراهقات بالانجذاب إلى الجنس الآخر، وقد ينجرفن في حب مبكر، وفي هذه المرحلة تكون المشاعر مؤقتة وغير مستقرة، ومن واجب الأم تحديدًا تنبيه ابنتها من الانجراف في أيّ علاقات حب.

* التنمر: تواجه البنات مشكلة التنمر من قبل بعضهنّ البعض، مما يُشعرهن بالاكتئاب أحيانًا، بالإضافة إلى التأثير على سلوكهنّ وشخصياتهنّ بشكلٍ سلبي.

* الصداقة: تمر البنات في مرحلة المراهقة بالعديد من مشاكل العلاقات الاجتماعية والصداقة التي قد تتعرض للزعزعة، كما قد تنجرف البنت في صداقات سيئة تسبب لها المشاكل.

* تقلبات المزاج: من أبرز مشاكل البنات في سن المراهقة ويحدث بسبب التغيرات الهرمونية المرتبطة بعمر المراهقة تشعر البنات في هذا العمر بتقلبات مزاجية وعدوانية أو انطوائية وانعزال واكتئاب. فوفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية، نحو 3.2 مليون مراهق في الولايات المتحدة تعرضوا لنوبة اكتئاب كبرى واحدة على الأقل في عام 2017. وهذا يعني أن حوالي 13٪ من المراهقين قد يعانون من الاكتئاب قبل بلوغهم سن الرشد، حيث أشار تحليل أجراه مركز بيو للأبحاث أن معدلات الاكتئاب ارتفعت بين المراهقين وخاصة الفتيات.

* عدم تقدير الذات: يكون هذا على شكل عدم الثقة بالنفس ومقارنة البنات المراهقات شكل أجسادهنّ بالفتيات الأخريات في مثل أعمارهنّ.

* ضغط الأقران: تواجه المراهقات ضغطًا من مثيلاتهنّ بالعمر، مما يدفعهنّ لتبني عادات لا يفترض أن يقمن بها.

* التغيرات الجسدية: تمر البنات في مرحلة المراهقة بتغيرات جسدية جديدة مثل بدء دورة الحيض، وهذا قد يشغل بالهنّ بالكثير من الأسئلة والقلق، بالإضافة إلى البدانة التي تبدو شائعة في سن المراهقة. فوفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، حوالي 20٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 19 عامًا يعانون من السمنة.

كيف تتحدثون إلى بناتكم في سن المراهقة؟

قد يشعر الآباء والأمهات بصعوبة في فتح مواضيع مع بناتهم المراهقات لشعورهم بعد الراحة أو التقبل من قبلهنّ، خاصة أنّ جيل اليوم لا يرغب بالاستماع إلى محاضرات مطوّلة حول القضايا التي تخصه لأنه من الصعب أن يغير قناعاته. لكن رغم كل شيء يبقى للأم والأب تأثير واضح في حياة ابنتهم المراهقة، وليس من المستحيل إيجاد حلول لجميع المشاكل المتعلقة. وهذه بعض الحلول:

  • الحوار: تفعيل الحوار البنّاء مع البنات المراهقات مفتاح لحل جميع المشكلات، لما للحوار من تأثير في الأمور المحرجة والتي يجب أن تبدأ بها الأم مع ابنتها المراهقة.
  • الحكمة: عند الاستماع لمشاكل البنت المراهقة عليك أن تكون حكيمًا ومستمعًا جيدًا، فتتجنب الانفعال الزائد وفي الوقت نفسه تفهم ابنتك المراهقة أنّ الأب والأم لا يتغاضون عن سلوكيات معينة، وأنه على البنت أن تعي جيدًا عواقب تخطي أهم قواعد السلوك كي تكون حذرة.
  • الانتباه للإشارات: على الأم بشكل خاص الانتباه جيدًا للإشارات والأعراض التي تظهر على ابنتها المراهقة كي تستطيع مساعدتها مثل: قلّة النوم والأكل أو كثرتهما، والقلق والشرود وتراجع المستوى الدراسي وفقدان الشغف والعدوانية وغيرها من السلوكيات الأخرى التي يجب أن يتم السيطرة عليها قبل أن تصبح عادة.
  • طلب المساعدة: إذا عجزت الأم عن تفهّم ما تمر به ابنتها المراهقة من تغيرات ومشكلات فيجدر بها طلب المساعدة من المعالج النفسي أو أي خبير بشؤون المراهقين. كما يمكن الاستعانة بخبرات المرشد المدرسي لمعرفة أفضل طريقة للتعامل مع المراهقات.
  • تعزيز المراقبة: من الضروري مراقبة أفعال البنات في سن المراهقة دون التضييق عليهنّ كي لا تتزعزع ثقتهنّ بأنفسهنّ، لهذا تكون المراقبة بطريقة غير مباشرة من خلال التعرف على صديقاتهنّ وعلاقتهنّ في المدرسة وخارجها.
  • تقديم الرعاية والاهتمام: الدعم والاهتمام من أكثر ما يُساعد الفتيات على حل مشكلات المراهقات أو شعورهنّ بالاهتمام والرعاية، مما يعطيهنّ الأمان والطمأنينة والراحة.
  • العناية بالنفس: تشعر الفتيات المراهقات بعد التغييرات الكبيرة في أجسادهنّ أنهنّ أصبحن داخل قوقعة غريبة، لهذا على الأم أن تعلم ابنتها المراهقة أن تنظر لجسدها بطريقة إيجابية وأن تعلمها الطريقة المثلى للعناية بنفسها لتكون جميلة ونظيفة ومتألقة في جميع الأوقات.

تواجه البنات في سن المراهقة ضغوطات كثيرة بعضها من المجتمع والعائلة وبعضها تتولد من تلقاء نفسها. وفي هذه المرحلة تحديدًا، تلجأ الكثير من المراهقات للبحث عن قدوة أو وسيلة لسدّ الفراغ العاطفي، وهنا تقع المسؤولية على العائلة التي يجب أن تقدم قدوة حسنة وحبا كبيرا وعما دائما للبنات كي يكتسبن الثقة بأنفسهنّ وعائلاتهنّ ويستطعن عبور مرحلة المراهقة دون خسائر عاطفية ودون انحرافات سلوكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق