إدارة حياة

٨ مهارات يجب أن تكتسبها لتكون متحدثا لبقا

هناك… في صفحات كتب الحكايات الشعبية القابعة في عقول الأجداد منذ قديم الأزل حكاية عن ملك راوده حلم بأن شعر رأسه يقع، وأسنانه تتساقط، وعندما طلب أن يأتوا إليه بمفسر للأحلام، جاء إليه اثنان وأخبراه أن ذلك يعني موت أهله جميعا ودفنه لهم بنفسه، وهنا أمر الملك بقتلهما على الفور.

طلب الملك مفسرا آخرا حتى يعرف ماذا يعني ذاك الحلم المزعج. ووقع الاختيار على شاب صغير كان معروفا بقدرته على تفسير الأحلام، وقبل ذهابه للملك نصحته أمه قائلة “لسانك حصانك.. إن صنته صانك وإن هنته هانك”.

عمل الشاب بنصيحة أمه وفسر الحلم للملك قائلا: “أبشر يا مولاي.. أنت ستكون أطول أهل بيتك عمرا.. ستعيش أياما وسنوات عديدة.. وسيفنى من حولك وتبقى أنت”! فرح الملك ببشرى الشاب وأغدق عليه الهدايا.

 تتساءلون عن المغزى من القصة، أليس كذلك؟

الأمر بسيط. فما فعله الشاب مع الملك هو ما يسمى “اللباقة”.

ما هي اللباقة؟

 اللباقة هي القدرة على قول الحقيقة بطريقة تراعي مشاعر الآخرين وردود أفعالهم، أو كما قال إسحق نيوتن “هي فن قول الحقيقة دون اكتساب العداوة”.

ويفيدك الحديث بلباقة في كل جوانب حياتك، إلا أنه يحتاج عدة خطوات لتحقيقه ونتناولها معا في السطور التالية وفقا لما نشره موقع Mind Tools  المتخصص في مهارات الإدارة والقيادة والفعالية الشخصية.

فكر قبل الحديث

عندما يتحدث إليك شخص ما بشكل يحمل في طياته الانتقاد أو الهجوم، أعط نفسك فرصة للتفكير قبل الرد، لتختار كلماتك بعناية.

فمثلا إن قال مديرك “لا أعتقد أن تقريرك شامل بما فيه الكفاية”، فقد تغريك حماستك بالدفاع عن نفسك، بينما سيكون من الأفضل أن تقول “أحب أن أسمع تعليقاتك عن الأمر وأنا مستعد لتنفيذ الاقتراحات”.

اختر الوقت المناسب

اكتشف زميلك للتو أنه سيتم فصله في نهاية العام، بينما أخبرك رئيسك في نفس اليوم أنه سيقوم بترقيتك. هل الآن هو أفضل وقت للحديث عن أخبارك الجيدة؟ بالطبع لا!

اللباقة تعني قول الشيء الصحيح في الوقت المناسب، فكر في وضعك قبل أن تتكلم وكن حذرا، وتأكد من أنك على وعي بـ”من أنت – وأين أنت” قبل أن تتحدث.

اختر كلماتك بعناية

يمكن لخيارات كلماتك أن تحدث فرقا كبيرا عند الحديث مع الغير، وبالتالي من الأفضل أن تستخدم كلمات إيجابية بدلا من السلبية.

على سبيل المثال، قولك لشخص ما “يجب عليك أن تفعل…” سيجعله يشعر بالهجوم عليه ويتخذ وضعا دفاعيا يجعله لا يتفهم رسالتك جيدا. إذا، بدلا من ذلك فكر في استخدام لغة أكثر نعومة وغير مباشرة مثل “دعنا نجرب…”، أو “هل فكرت.

ارفض بأدب

إذا طلب منك شخص ما أن تفعل شيئا ما أو وجه إليك دعوة لحضور مناسبة ما وكنت لا ترغب في ذلك، فعليك أن تجد طريقة لرفض الأمر بأدب، حتى لو كنت في أعماقك تريد الرفض بشدة.

مثلا في حالة رفض دعوة لتجمع العائلة أو الأصدقاء، يمكنك أن تبدأ بتعليق إيجابي مثل: “شكرا لتفكيرك في هذا الأمر.. أنا متأكد أنه سيكون حدثا رائعا” وبعد ذلك ارفض بلباقة كأن تقول مثلا: “ولكنني آسف فإنني لن أستطيع الحضور”. ومن ثم اختتم بنبرة إيجابية “مع ذلك أتمنى أن يسمح وقتي في المرة المقبلة بالحضور.”

تأكد من أن لغة جسدك تعكس كلماتك

إنه لأمر رائع أن ترسل كلماتك رسالة ودية ومهذبة، ولكن إذا كان جسدك يخبر الناس بشيء مختلف، فسيستقبلون الرسالة بشكل خاطئ.

لذا إذا كنت تخبر شخصا ما بشيء مهم ولكن حساس، فعليك أن تتصل معه بالعين أولا، وأن تواجهه ولا تكثر من التحرك في المكان أو تنظر إلى الأرض. فسيكون من الصعب عليه عندئذ أن يأخذ كلامك بمحمل الجد لا سيما إن كنت تخبره مثلا أنه يقوم بعمل رائع بينما تنظر في الاتجاه الآخر.

ابدأ بتعليق إيجابي

إذا كان عليك تقديم ملاحظات سلبية إلى شخص ما، فيجب عليك صياغتها بطريقة تجعله يتقبلها بشكل أكبر. هذا لا يعني أن تكذب بالطبع، ولكن أن تبدأ بشيء إيجابي حتى يرى الشخص أنك تهتم به.

فمثلا إذا كنت ترغب في تقديم ملاحظات سلبية لأحد موظفيك، يمكنك أن تقول “أنا أقدر حقا مدى صعوبة عملك في المشروع الجديد، ومع ذلك أعتقد أنه يمكنك جعله أفضل ويمكنك، إذا سمحت ورأيته مناسبا، أن تسمح لرامي بمساعدتك قليلا”.

تقبل وجهة النظر الأخرى

جزء آخر من وجود اللباقة هو القدرة على فهم وجهة نظر الآخرين، فمن المهم أن نفهم أنهم قد لا يرون الأشياء بالطريقة التي نراها.

إذا رأي الشخص أنك تفهم وجهة نظره وتتقبلها، سيكون أكثر قابلية للاستماع إليك ويأخذ أفكارك بجدية.

كن حذرا

قد تجد أنك بحاجة إلى تصحيح شيئا قاله أحد زملاء العمل في أثناء اجتماع مهم، أو أن أحد أصدقائك لديه قطعة كبيرة من السبانخ في أسنانه مثلا.

ولكن بدلا من الإشارة إلى ذلك أمام الجميع، يجب أن تحاول سحب الشخص جانبا لإخباره بالموقف دون أن تسبب له حرجا أمام الجميع.

يعد إظهار تقديرك لغيرك جزءا كبيرا من اللباقة، لأنه سيساعدك على معرفة ما يجب قوله تحت أي ظرف، إنها مهارة مهمة يجب أن تكون لديك في العالم المهني والاجتماعي.

على سبيل المثال، إذا حصلت أنت وفريقك في العمل على زيادة في الراتب، ولم يحدث ذلك لأي شخص آخر في الشركة، فمن الأفضل عدم التباهي بالأمر أمام الجميع.

في النهاية يجب أن تعلم أنك لن تصبح متحدثا لبقا دون أن تكون مستمعا جيدا، فعندما تستمتع بهدوء وتركيز في مختلف المواقف التي تمر بها، أنت بذلك تعطي لنفسك فرصة جيدة للتفكير المتأني قبل أن تفتح فمك لتتكلم فتخرج كلماتك منمقة ومرتبة فلا توقعك في المشكلات.

طلب الملك مفسرا آخرا حتى يعرف ماذا يعني ذاك الحلم المزعج. ووقع الاختيار على شاب صغير كان معروفا بقدرته على تفسير الأحلام، وقبل ذهابه للملك نصحته أمه قائلة “لسانك حصانك.. إن صنته صانك وإن هنته هانك”.

عمل الشاب بنصيحة أمه وفسر الحلم للملك قائلا: “أبشر يا مولاي.. أنت ستكون أطول أهل بيتك عمرا.. ستعيش أياما وسنوات عديدة.. وسيفنى من حولك وتبقى أنت”! فرح الملك ببشرى الشاب وأغدق عليه الهدايا.

 تتساءلون عن المغزى من القصة، أليس كذلك؟

الأمر بسيط. فما فعله الشاب مع الملك هو ما يسمى “اللباقة”.

ما هي اللباقة؟

 اللباقة هي القدرة على قول الحقيقة بطريقة تراعي مشاعر الآخرين وردود أفعالهم، أو كما قال إسحق نيوتن “هي فن قول الحقيقة دون اكتساب العداوة”.

ويفيدك الحديث بلباقة في كل جوانب حياتك، إلا أنه يحتاج عدة خطوات لتحقيقه ونتناولها معا في السطور التالية وفقا لما نشره موقع Mind Tools  المتخصص في مهارات الإدارة والقيادة والفعالية الشخصية.

فكر قبل الحديث

عندما يتحدث إليك شخص ما بشكل يحمل في طياته الانتقاد أو الهجوم، اعط نفسك فرصة للتفكير قبل الرد، لتختار كلماتك بعناية.

فمثلا إن قال مديرك “لا أعتقد أن تقريرك شامل بما فيه الكفاية”، فقد تغريك حماستك بالدفاع عن نفسك، بينما سيكون من الأفضل أن تقول “أحب أن أسمع تعليقاتك عن الأمر وأنا مستعد لتنفيذ الاقتراحات”.

اختر الوقت المناسب

اكتشف زميلك للتو أنه سيتم فصله في نهاية العام، بينما أخبرك رئيسك في نفس اليوم أنه سيقوم بترقيتك. هل الآن هو أفضل وقت للحديث عن أخبارك الجيدة؟ بالطبع لا!

اللباقة تعني قول الشيء الصحيح في الوقت المناسب، فكر في وضعك قبل أن تتكلم وكن حذرا، وتأكد من أنك على وعي بـ”من أنت – وأين أنت” قبل أن تتحدث.

اختر كلماتك بعناية

يمكن لخيارات كلماتك أن تحدث فرقا كبيرا عند الحديث مع الغير، وبالتالي من الأفضل أن تستخدم كلمات إيجابية بدلا من السلبية.

على سبيل المثال، قولك لشخص ما “يجب عليك أن تفعل…” سيجعله يشعر بالهجوم عليه ويتخذ وضعا دفاعيا يجعله لا يتفهم رسالتك جيدا. إذا، بدلا من ذلك فكر في استخدام لغة أكثر نعومة وغير مباشرة مثل “دعنا نجرب…”، أو “هل فكرت.

ارفض بأدب

إذا طلب منك شخص ما أن تفعل شيئا ما أو وجه إليك دعوة لحضور مناسبة ما وكنت لا ترغب في ذلك، فعليك أن تجد طريقة لرفض الأمر بأدب، حتى لو كنت في أعماقك تريد الرفض بشدة.

مثلا في حالة رفض دعوة لتجمع العائلة أو الأصدقاء، يمكنك أن تبدأ بتعليق إيجابي مثل: “شكرا لتفكيرك في هذا الأمر.. أنا متأكد أنه سيكون حدثا رائعا” وبعد ذلك ارفض بلباقة كأن تقول مثلا: “ولكنني آسف فإنني لن أستطيع الحضور”. ومن ثم اختتم بنبرة إيجابية “مع ذلك أتمنى أن يسمح وقتي في المرة المقبلة بالحضور.”

تأكد من أن لغة جسدك تعكس كلماتك

إنه لأمر رائع أن ترسل كلماتك رسالة ودية ومهذبة، ولكن إذا كان جسدك يخبر الناس بشيء مختلف، فسيستقبلون الرسالة بشكل خاطئ.

لذا إذا كنت تخبر شخصا ما بشيء مهم ولكن حساس، فعليك أن تتصل معه بالعين أولا، وأن تواجهه ولا تكثر من التحرك في المكان أو تنظر إلى الأرض. فسيكون من الصعب عليه عندئذ أن يأخذ كلامك بمحمل الجد لا سيما إن كنت تخبره مثلا أنه يقوم بعمل رائع بينما تنظر في الاتجاه الآخر.

ابدأ بتعليق إيجابي

إذا كان عليك تقديم ملاحظات سلبية إلى شخص ما، فيجب عليك صياغتها بطريقة تجعله يتقبلها بشكل أكبر. هذا لا يعني أن تكذب بالطبع، ولكن أن تبدأ بشيء إيجابي حتى يرى الشخص أنك تهتم به.

فمثلا إذا كنت ترغب في تقديم ملاحظات سلبية لأحد موظفيك، يمكنك أن تقول “أنا أقدر حقا مدى صعوبة عملك في المشروع الجديد، ومع ذلك أعتقد أنه يمكنك جعله أفضل ويمكنك، إذا سمحت ورأيته مناسبا، أن تسمح لرامي بمساعدتك قليلا”.

تقبل وجهة النظر الأخرى

جزء آخر من وجود اللباقة هو القدرة على فهم وجهة نظر الآخرين، فمن المهم أن نفهم أنهم قد لا يرون الأشياء بالطريقة التي نراها.

إذا رأي الشخص أنك تفهم وجهة نظره وتتقبلها، سيكون أكثر قابلية للاستماع إليك ويأخذ أفكارك بجدية.

كن حذرا

قد تجد أنك بحاجة إلى تصحيح شيئا قاله أحد زملاء العمل في أثناء اجتماع مهم، أو أن أحد أصدقائك لديه قطعة كبيرة من السبانخ في أسنانه مثلا.

ولكن بدلا من الإشارة إلى ذلك أمام الجميع، يجب أن تحاول سحب الشخص جانبا لإخباره بالموقف دون أن تسبب له حرجا أمام الجميع.

يعد إظهار تقديرك لغيرك جزءا كبيرا من اللباقة، لأنه سيساعدك على معرفة ما يجب قوله تحت أي ظرف، إنها مهارة مهمة يجب أن تكون لديك في العالم المهني والاجتماعي.

على سبيل المثال، إذا حصلت أنت وفريقك في العمل على زيادة في الراتب، ولم يحدث ذلك لأي شخص آخر في الشركة، فمن الأفضل عدم التباهي بالأمر أمام الجميع.

في النهاية يجب أن تعلم أنك لن تصبح متحدثا لبقا دون أن تكون مستمعا جيدا، فعندما تستمتع بهدوء وتركيز في مختلف المواقف التي تمر بها، أنت بذلك تعطي لنفسك فرصة جيدة للتفكير المتأني قبل أن تفتح فمك لتتكلم فتخرج كلماتك منمقة ومرتبة فلا توقعك في المشكلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق