ثقافة العلاقات

مفتاح الشعور بالأمان في العلاقات

العلاقات الإنسانية من أساسيات الحياة التي نعيشها، والهدف منها المشاعر الجميلة التي تحدد حياتنا وتكون إضافة رائعة في حياتنا. أهم ما يجب أن يميز العلاقات هو الشعور بالأمان تجاهها، والإحساس بأنّ شريكنا سواء كان في علاقة حب أو صداقة هو سبب من أسباب الشعور بالأمان والطمأنينة، بحيث يتخلل العلاقة الشعور بالراحة والأمان والشك الذي يكون في بعض العلاقات. وكي نشعر بالأمان في أيّ علاقة لا بدّ من توفر بعض المميزات لها، وفي هذا المقال سنتعرف إلى الطريقة المثلى التي تجعلنا نصل إلى الإحساس بالأمان، خاصة أن الكثير من الأشخاص يفتقدون الأمان في علاقاتهم وبالتالي يفتقدون الثقة بأنفسهم.

أسباب تزيد من عدم شعورك بالأمان!

بعض الأشخاص يرون شعورهم بالأمان بمثابة نمط حياة دائم بالنسبة لهم، مما يجعلهم يُعانون من مخاوف عديدة، ولا يستطيعون الاستمرار في أيّة علاقة، ومن أهم أسباب عدم الشعور بالأمان:

  • وجود تجارب قاسية من الماضي، وخاصة في مرحلة الطفولة مثل: الفقد والفشل وعدم توفر البيئة الآمنة لحياة الطفولة.
  • انعدام الاستقرار الأسري والعيش وسط عائلة تكثر فيها المشاحنات أو حتى العيش بين أبوين منفصلين.
  • انعدام الثقة بالنفس والمعاناة من بعض المخاوف النفسية التي تُشكل حاجزًا أمام المضي قُدمًا في الحياة وفي العلاقات مع الناس.
  • المعاناة من العزلة الاجتماعية، وعدم الاختلاط بما يكفي بالناس والجهل بطرق التعامل في المواقف الحياتية المختلفة.
  • التعرض لمعاملة سيئة في الماضي سواء من قبل الأهل أو الأصدقاء أو حتى من قبل المعلمين والزملاء في المدرسة، مما يُولد عقدة من عدم الشعور بالأمان مع أي شخص.
  • ضعف التواصل بين الأهل والأبناء، وتعامل الآباء مع الأبناء بقسوة كبيرة، مما يجعلهم يفتقدون للنموذج الأفضل للأمان بالنسبة لهم وهو الأب أو الأم.
  • القلق والتوتر المبالغ عند الدخول في أي علاقة، وربما يكون هذا القلق يحتاج إلى رعاية واستشارة نفسية وعلاج سلوكي ودوائي، خاصة إذا كان يؤثر على جميع علاقات الشخص ويُسبب فشلها.
  • عدم وضع حدود صحية للعلاقة مع الشريك، بحيث يسمح الشريك لنفسه بتخطي الخطوط الحمراء والتدخل في أشياء لا يحق له التدخل فيها، مما يجعل الشخص يشعر بالتضييق وبأنه تحت الرقابة طوال الوقت.
  • عدم اختيار الشريك المناسب لدخول العلاقة، بحيث يقع الاختيار على أشخاص غير ناضجين عاطفيًا أو أشخاص غير جادّين وغير صادقين في عواطفهم ويرغبون في التسلية لا أكثر.

كيف تتخلص من الشعور بعدم الأمان؟

كي تتخلص من الشعور بعدم الأمان في أية علاقة عليك أولًا أن تُعالج الأسباب التي أوصلتك إلى هذه النقطة، ومن ثم تتخذ بعض الإجراءات التي تقوي إحساس الأمان لديك، وأهم ما يمكن فعله:

  • افصل ماضيك عن حاضرك ولا تجعله يتحكم في مشاعرك وعلاقاتك، ولا تجعل فشل علاقات الماضي يؤثر على علاقاتك الحالية، فاليوم أنت شخص مختلف وأكثر نضجًا ووعيًا وتملك الخبرة الكافية كي تشعر بالأمان والطمأنينة وتتخلص من مخاوفك التي قد لا يحدث أيًا منها في الأصل.
  • سيطر على حالة القلق والتوتر التي تنتابك ولا تسمح للأفكار السلبية أن تهزمك وتؤثر على طبيعة شعورك في علاقاتك الحالية، فالإحساس بالأمان يأتي من التحلّي بالأفكار الإيجابية والتفاؤل.
  • لا تطلب الإحساس بالطمأنينة من الآخرين، بل اجعله نابعًا من أعماقك، وكن أنت مصدر الإحساس به، لأنّ إحساسك بالأمان يعني أن يشعر الآخرون بالأمان معك أيضًا.
  • تعلّم كيف تطمئن نفسك وتعطيها الرسائل التشجيعية ولا تتهرب من مخاوفك، بل تقبلها وحاول أن تتخلص منها بطريقة سلسة وصحيحة.
  • حافظ على كيانك واستقلاليتك حتى مع أقرب الأشخاص إليك ولا تدخل العلاقة بكلّ ما تملك من مشاعر بحيث تعبر عن نفسك دفعة واحدة، بل عليك أن تتريث في تقديم نفسك في أيّ علاقة كي تحتفظ بمفاتيح العودة لنفسك في أيّ وقت.
  • لا تنقل انطباعاتك ومشاعرك التي مررت بها في علاقاتك السابقة إلى علاقاتك الحالية.
  • ضع حدودًا صحية في علاقاتك ولا تتنازل عنها مقابل إرضاء الآخرين، ولا تسمح لأي أحد أن يُقحمك في ما لا تريده كي لا تفتقد استقرارك الداخلي الذي هو مصدر أمانك.
  • اطلب الدعم والمشورة من الطبيب أو المعالج النفسي إذا شعرت أنّ عدم إحساسك بالأمان يتكرر في جميع علاقاتك. فربما تحتاج إلى نصائح تُعيدك إلى المسار الصحيح.
  • كُن انتقائيًا جيدًا في علاقاتك واختر الأشخاص الذين يبدو عليهم النضج العاطفي ولديهم صفات إيجابية ويتمتعون بقدرة كبيرة على احتواء الآخر ومساعدته.

انعدام الأمان يُدمّر العلاقات، ولكنك تستطيع أن تتجاوز معظم مخاوفك وانعدام شعورك بالأمان إذا كان لديك قدرة على التواصل الحقيقي مع الآخر، وعلى التعبير عن شعورك الحقيقي بطريقة مباشرة. قد يكون من المفيد الحديث عن عدم شعورك بالأمان في العلاقة والبحث عن السبب وعلاجه مع الشريك. والأهم من هذا هو الحفاظ على الهدوء والتفكير المنطقي وعدم السماح لعدم الشعور بالأمان بالتضخم في أعماقك مهما حصل، فثقتك بنفسك أمرٌ أساسي كي تتجاوز مخاوفك وتشعر بالأمان الذي ترغب به. ولا تتردد أبدًا في عرض مشكلتك على المعالج النفسي الذي سيعطيك مفتاح الشعور بالأمان حسب السبب الذي جعلك تفتقده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق