معلومات تهمك عن الصيام المتقطع

هل في مرة أطلت فترة امتناعك عن الطعام وكررت الأمر حتى وجدت أنك لم تعد تشتهي الطعام بسهولة. هذا إحدى خصائص الصيام المتقطع. هل وجدت جسدك في هذا الأمر يخسر من الوزن بشكل أسهل؟ هذا أيضا كم خصائص الصيام المتقطع. أتعلم أن الصيام المتقطع من أشهر أنواع النظم الغذائية الأكثر انتشارا الآن حول العالم! أتدري لماذا؟ سنخبرك…

‌كثيرا ما نسمع أن أجدادنا كانوا أفضل منا حالا وصحة. وإن قارنا أسلوبهم في الأكل وأسلوبنا لوجدنا اختلافات كثيرة ومعظمها في صالحهم. في الماضي اعتادت الناس أن تجتمع على طاولة الطعام في أوقات محددة ومرات ثلاثة فقط! أما نحن فطوال اليوم نسلي أنفسنا بالوجبات الخفيفة السريعة المضرة المليئة بالسكر والنشويات والدهون.

‌نمط الحياة هذا أدى إلى زيادة نسب السمنة حول العالم فتضاعفت الأمراض العضوية والنفسية. ٤,٧ مليون شخص حول العالم فقدوا حياتهم في سن صغير بسبب السمنة في عام ٢٠١٧ كما ذكرت دراسة العبء العالمي للأمراض (Global Burden of Disease) أي ٤ أضعاف وفيات حوادث المرور!!!! أيمكنكم أن تصدقوا!

لهذا السبب نجد كثيرا من الناس في هذه الأيام ينتبهون لوزنهم وصحتهم. والصيام المتقطع أثبت جدارته في ضرب عصفورين بحجر: خسارة الوزن بدون حرمان! فحرمان الصيام المتقطع في حقيقته مجرد نظام لا حرمان كمان أنك بالوقت تتطور وتزيد من وقت الانقطاع عن الطعام وعن الاختيارات غير الصحية!

كلما أكلنا يطلق الجسم الأنسولين لمساعدة الخلايا على تحويل السكريات (وخاصة الجلوكوز) إلى طاقة.  وإذا لم يستخدم الجلوكوز على الفور، يخزن الأنسولين الفائض في الخلايا الدهنية.  وعند امتناعنا عن الطعام لفترات طويلة، لا يفرز الأنسولين.  فيلجأ الجسم إلى تكسير الخلايا الدهنية للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.

من أسباب نجاح الصيام المتقطع في عالمنا اليوم:

١. أنه يلعب على الجانب النفسي ففيه تشعر بالإنجاز كل يوم، لا فقط في نقصان الوزن، ولكن في قوتك وقوة مهارتك في اتخاذ القرارات.

٢. أنه فعلا لا يحرمك من شيء فهو فقط ينظم أوقات طعامك وهو الأمر الضروري والطبيعي.

٣. الراحة الفورية التي تشعر بها.

٤. علاجه لمشاكل صحية بدءا من مستوى الخلية. فبه نعالج مقاومة الأنسولين التي تصعب خسارة الوزن وتجعلنا ندمن السكريات.

٥. يعطي الجسم فرصة لعلاج نفسه بنفسه كما يحد من الالتهابات التي بدورها تساعد على إيجاد مشاكل أكبر كالسكري والضغط وحتى السرطان.

٦. ثبت ان الصيام المتقطع ولو لفترة قصيرة يزيد معدل الحرق بنسبة ما بين ٣ إلى ١٤٪ وفقا لموقع Healthline.

٧. الصيام المتقطع يساعد على خسارة الدهون لا العضلات وذلك يرجع لقلة السكر في الدم أثناءه فيتوجه الجسم لحرق الدهون بدلا من حرقه السكر للطاقة.

٨. الصيام المتقطع يبطء مظاهر التقدم في العمر ويقوي الصحة الدماغية والذاكرة ويحد من قوة التوتر!

متى تبدأ تلك النتائج في الظهور؟

الصيام المتقطع لا يعتبر حلاً من الحلول السريعة لفقدان الوزن. قد يستغرق الأمر ثمانية أسابيع لتلاحظ الخسارة الكبيرة التي تتمناها. وبكن، ستبدأ بالفعل أن ترى النتائج من ثاني أسبوع. ولكن امنح جسمك على الأقل شهرين للتكيف والتحسن الذي تريده. الصيام المتقطع يتطلب تفكير وتخصيص وقت.

تذكر أن تأكل ما يكفي من الطعام الصحية والبروتينات وتشرب المياه الكافية وإلا فلن تكون النتائج كما تتمنى على الصعيد الصحي قبل صعيد خسارة الوزن.

ممارسة الرياضة سيساعدك وتجهيز وجباتك وتناول المكملات أيضا لتحرق الدهون وتحسن صحتك.

هل أصبح الصيام المتقطع ضرورة؟

في الحقيقة ليس من الضروري إلزام نفسك بالامتناع عن الطعام لفترات تبدأ من ١٢ وتزيد. ولكن النظام يبقى أفضل مبادئ الصيام المتقطع. ولقد رأينا تأثير الانتظام في الأكل في أجدادنا. عصرنا الحديث وتنوع الأطعمة ووجودها في كل زاوية يعرضنا لخطر كبير ولذلك قد يكون بالفعل الصيام المتقطع في أدنى مستوياته ضرورة في عصرنا الحالي.

إن كنت لن تتبنى فكرة تنظيم أوقات أكلك، فلا بد ان تعرف هذه الحقيقة. طبيعة أكلنا اليوم تبقي نسبة السكر في الدم مرتفعة باستمرار.  وعندما تكون مستويات الأنسولين لديك مرتفعة باستمرار.  فاحتمالية إصابتك بداء السكري من النوع 2 كبيرة جدا إن لم تكن محتمة.  تسبب هذه السكريات المرتفعة في الدم تلفًا في الشرايين وانسداد الكلى وغيرها من الكوارث الصحية. لذا، ابدأ وأقرأ أكثر فأكثر ولعلنا نستغل رمضان كبداية لتنظيم حياتنا وللحفاظ على صحتنا.