إدارة حياة

متى تحتاج لدائرة دعم خاصة بك؟

متى تحتاج لدائرة دعم خاصة بك؟

هل تذكرون فيلم “إكس لارج” للفنان أحمد حلمي؟

كان مجدي مكاوي في أحداث العمل يتعرض للكثير من المواقف الصعبة في حياته، وفي كل مرة كان يلجأ لأصدقائه وخاله الوحيد لطلب النصيحة والمعاونة، وعلى الجانب الآخر كان هو الآخر يفعل الشيء نفسه معهم.

أصدقاء مجدي مكاوي وخاله في “إكس لارج” كانوا دائرة دعم خاصة به، حيث ظلوا بجانبه يقدمون النصح والمساندة، إلى أن تخطى أزمته الكبرى “السمنة”، وتغلب على شهوة الطعام، وحظي بجسم مثالي، بل وفاز بحب عمره أيضا.

فما هي دائرة الدعم؟ وكيف تستطيع بناء دائرة دعم خاصة بك؟ ومتى تحتاج إليها؟

دائرة الدعم

في حياة كل شخص منا دائرة داخلية خاصة به، قد تكون من الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل، وقد يكثر عدد من يشكلونها أو يقل. ومن الممكن أن يدخل ضمن أفراد دائرة الدعم طبيبك النفسي مثلا، أو رجل الدين الذي يتلجأ إليه وقت الأزمة. دائرتك الداخلية هي شبكة الدعم في حياتك، فهي تساعدك في مواجهة الحقائق الصعبة، ويمكن لعناصرها أيضا التعرف على الأنماط المدمرة في سلوكك.

يمكن لأصدقائنا وعائلتنا أن يلعبوا دورا كبيرا في صحتنا العقلية، ومساعدتنا في إدارة مشاكلها مثل الإجهاد والقلق والاكتئاب.

وربما كان المسلسل الأشهر في التسعينات “لن أعيش في جلباب أبي” للراحل نور الشريف، خير مثال لتوضيح دائرة الدعم. حيث بدأت دائرة دعم “عبد الغفور البرعي” بالشيخ “حنفي العنبري”، رجل الدين الذي لجأ إليه عندما جاء إلى القاهرة، وظل ثم توسعت لتضم الحاج “إبراهيم سردينة”، و”سيد كشري”، و”فاطمة” شقيقته، و”فهيم أفندي”، الرجل الذي كان كظله في كل مراحل حياته.

كيف تستطيع بناء دائرة دعم خاصة بك؟

يحدد نوع الأصدقاء والمعارف التي تكونها دائرتك الداخلية وأحد أعمدة نجاحك أو فشلك. فهي تؤثر بشكل كبير على أحلامك وقراراتك والتقدم أو التعثر الذي ينتج عنها. لذا هل صنفت الموجدين في دائرة الدعم الخاصة بك؟ وكيف تحدد من يبقى في دائرتك الداخلية ومن لا يبقى؟

كشخص ولدت للفوز، تحتاج إلى أشخاص يعتقدون أيضا أنهم ولدوا للفوز، وبذلك يمكنكم أن تكافحوا معا لتصبحوا فائزين حقيقيين وتشدوا من أذر بعضكم البعض. ولكي تصبح هذا الشخص الذي تنشده، تحتاج إلى إيجاد أشخاصا في دائرتك الداخلية يؤمنون بك ويلهموك لا يهدمون من طاقتك وأحلامك. فإن كنت مثلا تريد خسارة الوزن، لن تتمكن من الالتزام ببرنامج فقدان الوزن مع صديق يعاني من زيادة الوزن. لذلك عليك أولا معرفة كيف تختار الصديق قبل ملازمته.

1- المبدعون

بدونهم في الأغلب لن تعمل على نقاط قوتك وعلى مواهبك وقدراتك. فبهم ستجد نكهات أخرى للحياة ومسارات ومساع أخرى لها. معهم ستجد عدة معان ومفاهيم لفكرة واحدة وسيحفزونك على زد نفسك للأمام والابتكار.

2- من يتمتعون بالشجاعة

القتال للوصول إلى أحلامك مثل المنافسة في ماراثون للحصول على الميدالية، والأبطال فقط هم من يحصلون على عليها بالطبع. الإحساس بالبطولة شيء معدي، لذا يجب أن يكون لديك عناصر في دائرة الدعم تتمتع بروح البطولة والقتال لتحقيق الهدف، فهم يدافعون عنك وعن معتقداتك، ويثنون عليك أمام أي شخص آخر يعرفونه.

 3- المتعاونون

التعاون هو سر النجاح، وبدونه حقيقة ستكون الحياة أصعب بكثير، فلا يمكننا الاكتفاء بأنفسنا دائما كما يظن البعض معتقدين أن هذا هو قمة النجاح. ستحتاج دائما إلى أشخاص في دائرتك يشاركونك نفس الاهتمام. مع هؤلاء الأصدقاء المتعاونين، يمكنك إنشاء مستقبل مشترك ويمكنك عن طريقهم، على أقل الاحتمالات تعلم التعاون الذي بدورك ستعلمه غيرك وبالتالي تساهم في إنشاء مجتمع أفضل.

4- من يمدونا بالطاقة

كما تحتاج أجهزتنا الكهربائية إلى شحنة مستمرة لتعمل، نحتاج نحن أيضا إلى من يمدنا بالطاقة الإيجابية في حياتنا. وذلك النوع من المعارف في دائرة الدعم ينشطنا ويشجعنا كلما وقعنا في حالة سيئة أو وقعنا في الكسل.

5- أصحاب الضمير

في بعض الأحيان، نحتاج إلى من يساعدنا على اتباع أصوات ضميرنا. لذلك وجود العنصر الذي يلعب ذلك الدور في دائرة الدعم من أهم الأمور، وقد يكون شريك حياتك، أو صديقك، أو رجل الدين الذي ترتاح إليه، أو حتى طبيبك النفسي. يساعدونا هؤلاء الأشخاص على الالتزام بمبادئنا، وعدم الانزلاق في هاوية غير مأمونة العواقب نتيجة الضغوط والأزمات.

6- المستمعون الجيدون

دائرتك الداخلية ضعيفة دون مستمع جيد، وكلنا بحاجة إلى من نتحدث معه براحة شديدة. إنهم أول من نتصل بهم، سواء كنا سعداء أو حزينين. وهم يشعروننا دائما بأنهم موجودون من أجلنا ومن أجل غيرنا. في الحقيقة هم نعمة كبيرة وراحة كبيرة.

متى تحتاج لدائرة دعم خاصة بك؟

ربما تكون منخرطا في بحث جديد عن وظيفة أو في انتظار ترقية أو زيادة، وقد تكون في أزمة نفسية كبيرة، سواء بسبب حياتك الاجتماعية أو العملية. وربما تكون مقبلا على مهنة جديدة، أو تمر بأزمة في حياتك العاطفية، وقد تكون على أعتاب الدخول في علاقة عاطفية جديدة. بغض النظر عن الأمر أو الموقف الذي تمر به، إحاطة نفسك بأولئك الذين يريدون حقا مصلحتك أمر بالغ الأهمية.

وكما ذكرنا سابقا، حاول أن توسع دائرة معارفك بأنواع مختلفة من الشخصيات الداعمة في الأوقات المختلفة. أظهرت دراسات مؤسسة الصحة العقلية البريطانية  أن الشبكات الاجتماعية الجيدة يمكن أن تقلل من احتمالية الشعور بالحزن أو الوحدة، أو الشعور بانخفاض احترام الذات.

ووفقا لموقع MidKent College، يعاني واحد من كل ستة أشخاص من نوع ما من مشاكل الصحة العقلية في مرحلة ما من حياتهم، وأنه عندما تكون وحيدا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإحساس بآلام جسدية حقيقية، كما ينتج عن ذلك الاكتئاب والقلق. الأصدقاء والمعارف نعمة إن استطعت حقا رؤيتهم ومعاملتهم كذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق