تربية واعية

ما هي التربية الإيجابية

الإيجابية… كلمه نقرأها ونسمعها حاليا في وسائل السوشيال ميديا والفضائيات حتى أصبح أشخاص بعينهم يقترن عملهم بتلك الكلمة ولكن سنركز هنا على جزء يتعلق فقط بالأسرة.

العديد من الأسر تسعي لتعلم وفهم أنماط ووسائل التربية الإيجابية منذ بداية ولادة الطفل إلي مراحل المراهقة والشباب من أجل علاقة أسرية تعتمد على الشراكة بين الوالدين والأبناء يقاربون بها وجهات النظر ويتشاركون في أنماط حياة تبنى على الثقة المتبادلة والحب والهدوء.

الإيجابية والتحديات

فالإيجابية ببساطة هي أن تتعلم وتبحث عن كل الوسائل والأدوات التي تساعدك في تحدياتك اليومية مثل تربية طفلك في كل مراحل نموه لتنعموا بحياة سعيدة واثقين ومتفائلين.

وذلك بأن تحب طفلك حب غير مشروط وتوفر له الأمن والدفء العاطفي، وتظهر تعاطفك نحوه وتحتوي مشاعره،  وتدرك احتياجاته، وتضع العنف جانبا، وتحترم قراراته في مراحل نموه المختلفه، وتكافئ وتتدعم إنجازاته وأن يكون أساس توطيد العلاقة بينكم هي احترام الذات.

حينها يبدأ الآباء والأمهات التركيز على التوازن فيصبحوا قادرين على معرفة متى يتم وضع الحدود ومتى يكون التعاملات لينة ومتى ينبغي الشد. وكذا يصبح كل شخص قادر على مواجهة العالم بأسره بل والإسهام فيه ولكن فقط بالتوجيه والدعم الصحيح.

الأمر يتطلب الكثير من الجهد والكثير من التحديات التي لا نهاية لها في جميع مراحل النمو.

ولكن ما يدعو للتفاؤل هو أن العديد من الأدوات أصبحت موجودة ومتوفرة وبدأت الآباء تبحث عن سبل تطوير أنفسهم بالبحث والدراسة في الكثير من المشكلات التي تواجههم مثل مشكلات (النوم، والأكل، وبدء الدراسة، والتعامل مع نوبات الغضب، والغيرة، وتكوين الصدقات، واتخاذ القرارات).

ما الأسباب التي تجعلك تتبع التربية الإيجابية

التربية الإيجابية تساعد على ضبط النفس لدى الآباء وأبنائهم في مواجهة كافة المشكلات، كما تساعد على التركيز وتحديد الأهداف، ومساعدة الطفل على تطوير أدواته وطريقة تفكيره فيصبح قادرا على اتخاذ قرارته.

في 2019 وجدت العديد من الدراسات والأبحاث حول الطفل وتكيفه ونتيجه رد فعله للتربية الإيجابية وتأثيرها عليه وعلى الآباء. فهي تؤثر على مزاجية الأطفال من خلال تعزيز وتنظيم المشاعر وخلق علاقة وثيقة بينهم والآباء والأمهات وتحميهم من المؤثرات والعوامل الخارجية التي تؤثر على سلوكيات الطفل في مراحل نموه المختلفة.

العلاقة الأسرية التي يسودها الهدوء والتعامل بحكمة والتشارك بين أعضائها جميعا تكون أكثر قوة في تقبل الصدمات الخارجية والقدرة على حل المشكلات بشكل إيجابي.

ما تعطيه لابنك يعود إليك فابنك نسخة من كل أفعالك

الحياة معركة مستمرة وأفعالنا هي أساس التربية. فما يستقبله أبناؤنا في جميع مراحل عمرهم المختلفة يشكل سلوكهم وتعاملاتهم وتفكيرهم ونتيجة أفكارهم وقرارتهم المستقبلية.

هل هذا نتيجة أفعلانا؟

نعم بل أكثر بكثير فلابد من التركيز على كل ما نقوله لابنائنا أو نفعله. إذ يؤثر مختلف مواقف الحياة وكل ما يتعرض إليه طفلك منذ مولده إلى سن المراهقة وكل مرحلة عمرية ذات أسلوب خاص مختلف.

فاسأل نفسك أولا وجاوب على جميع الأسئلة التي تساعدك في مسعاك تربية أبناءك بإيجابية.

 هل نعامل أطفالنا بأحترام في كل المشكلات التي نواجها بسببهم؟

هل ننظر إليه على أنه طفل يتعلم من خلال أخطائه أم نصدرالأحكام بضرورة العقاب على كل خطأ يفعله من أجل أن يتعلم؟

هل نكون حاضرين ونأخذ من وقتنا للاستماع إلى اطفالنا؟

في حالة النزاعات هل نفرض أفكارنا لأنها أسرع من محاولة فهم رأي أطفالنا؟

بعد أن تطرح تلك الأسئلة عليك وتجاوب عنها وفي كل مرة تتحدى الظروف من أجل تربية أطفالك تربية إيجابية لابد أن تتحدى نفسك في المقام الأول وتغير من سلوكك وأسلوبك في التعامل.

التمسك بالصبر في محاولاتنا! من الممكن أن تفشل في بادئ الأمر إذ كنت تتبع أسلوب مختلف وقررت أن تتبع أساليب جديدة ومختلفة في التربية ولكن مع الاستمرار والمحاولة يستقبل ابنك أفعالك وينسخها ويبدأ في التقبل ويتأثر بها. وبعدها تبدأ بينكم رابطة جديدة تبنى على أسس صحية تساعده على نمو خال من أي أمراض نفسية أو أي حواجز بينكم.

لذا فإن ادراكك للحاله المزاجية الخاصة بك والتحكم في السلوك الذي تصدره إلى أطفالك هي إحدى الخطوات الأولى في التربية الإيجابية.

إليكم بعض النقاط التي ستساعدكم على اتباع أساليب إيجابية

الدعم والثقة:- عزز الثقة لديهم بهدوء وصبر، وادعم كل مواقفهم وقراراتهم التي يحتاجون فيها الدعم وساعدههم يواجهون كل العثرات التي تنشأ في حياتهم وكيف يتوقعون ما يدور حولهم ولكن بإيجابية.

أبدأ من البيت:- أجعلوا دائما الجو السائد في البيت هادئ وسعيد حيث يشعرون بدفء وجودكم فتتناقشون وتتشاركون أعمال المنزل، وتخلقون مناقشات عامة حول أمورهم وأحوالهم واحرصوا أن تستمعوا إليهم جيدا.

كونوا متقبلين لاختلافاتهم:- اسأل نفسك عندما لا يريد طفلك فعل شيء تريده أنت: “هل فعلا ما توده أن يفعله جزء من معتقداتك؟ هو معتقدات متوارثة فقط؟ هل تسمح بأي نسبة اختلاف لقراراتك؟” مثال: فكر جيدا قبل إجبار طفلك على فعل شيء كرفض طفلك أكل نوعا معينا من الأكل بينما أنت تجبره عليه؛ الموقف الذي يتبعه ذهابه إلى النوم في وقت معين تريده أنت وهو رافضا له. فكر جيدا في النتائج التي ستنتج من مثل هذا التعامل.

ابحثوا وادرسوا عن التربية الإيجابية فلقد أصبح علما واسع المجال. ابحثوا وادرسوا فأولادنا يستحقون منا أن نكافح ونجتهد من أجلهم حتى نشعر بالرضا كلنا عن تربية أبنائنا ويشعر أبنائنا بالرضا عن أنفسهم وعن حياتهم وعنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق