ثقافة العلاقات

ما هي أسرار الحفاظ على زواج صحيّ مع التقدّم في العمر

الحياة الزوجية بيئة خصبة لكلّ المشاعر التي من الممكن أن تتبلور خلال العمر. منها ما يختفي ويتلاشى ومنها ما يثبت! وواجب الزوجين أن يثبتوا المشاعر الجميلة بينهما إلى آخر العمر، وأن يحرصوا على تكوين عائلة متحابة ومتماسكة ومترابطة. والمسؤولية الكبرى في هذا تقع على الزوجين، اللذين يحملان على عاتقهما تحقيق الانسجام الدائم في العائلة، خاصة أنّ العلاقات العظيمة لا يمكن أن تتكون في يوم أو يومين، بل تحتاج إلى سنوات طويلة كي ترتكز على أساس سليم مبني على العشرة الطويلة والتفاهم، وكي نعرف ما يمكن فعله للحصول على علاقة زوجية مثالية بعد سنوات زواج طويلة لا بدّ من التركيز على نقاط كثيرة سيتم ذكرها في هذا المقال.

طرق الحفاظ على انسجام الأزواج في الحياة الزوجية بعد تقدم العمر

مع تقدم كلا الزوجين بالعمر، قد تواجه العلاقة بينهما تحديات، ففي الوقت الذي قد يبدو الرضى والانسجام مسيطرًا على العلاقة، قد تأخذ هذه العلاقة منحنى آخر ويصبح الانسجام قليلًا، خاصة بعد أن يصبح البيت خاليًا من وجود الأبناء بسبب انتقالهم للعيش في أماكن مختلفة مثلا أو زواجهم. وحينها يكتشف الزوجان في مرحلة متأخرة أن وجود الأبناء كان يقرّب بينهم ويملأ وقتهم. ولكن بإمكانهما أن يُعيدا اكتشاف أنفسهما وأزواجهما وأن يبدأا برسم الحياة الزوجية بطريقة رائعة من جديد. ويمكن أن يحدث هذا كما يأتي:

  • قضاء وقت ممتع في المنزل: يفضل عمل الأنشطة معًا كالاهتمام بالحديقة المنزلية وطهي الطعام ومشاهدة التلفاز معًا وترتيب رفوف المكتبة مثلًا وممارسة الرياضة والمشي.
  • الحفاظ على الحوار والتواصل: يكون بمحاولة تفهم الآخر قدر الإمكان، حيث تقول المعالجة النفسية بابيتا سبينيلي: “سد أي ثغرات تسبب تباعد في الاتصال بين الزوجين يجعل الزواج أفضل.” لهذا يجب بقاء الحوار بين الزوجين مفتوحًا.
  • اطمئنان كل من الزوجين على بعضهم  باستمرار: بإرسال رسالة نصية أو التحدث بالهاتف في حال كان أحد الزوجين في الخارج. يعزز هذا الألفة بينهما. وتقول هنا المعالجة جيسيكا مارشينا: “ينشغل الجميع، لكن إرسال رسالة نصية إلى زوجتك أو مكالمتها بسرعة لا يستغرق الكثير من الوقت، وهو مهم لصحة زواجك لأنه يظهر اهتمامك وتفكيرك في شريكك.”
  • عدم فصل غرف النوم: يلجأ بعض الأزواج في عمر متأخر إلى فصل أماكن نومهم، خاصة إذا كان الزوج يُعاني من الشخير، أو إذا كان أحد الزوجين يُعاني من السعال الدائم نتيجة المرض. لكن إذا أراد الزوجان علاقة أكثر ثباتًا واستقرارًا فمن الأفضل عدم الانفصال في مكان النوم أبدًا. وتقول المعالجة النفسية مارشينا: “من فضلك اذهب إلى طبيبك واكتشف حلًا لهذه المشاكل لأن النوم معًا في نفس السرير أمر بالغ الأهمية لصحة زواجك.
  • الذهاب إلى الفراش في نفس الوقت: بعض الأزواج كلما تقدم بهم العمر يصبح لديهم مواعيد مختلفة للنوم، وهذا يفوّت عليهما لحظات كثيرة من الاتصال والتواصل العاطفي. وبحسب دراسة أجرتها شركة Warren Evans عام 2015 والتي غطتها صحيفة The Daily Mail، تقول إنّ 75% من الأزواج يذهبون للنوم في مواعيد مختلفة!
  • تقبل كلا الزوجين الآخر: يقول عالم النفس الإكلينيكي ستيفن إم سلطانوف: “فقط لأنك تريد شيئًا لا يعني أن زوجتك مسؤولة عن توفيره” أحيانًا يطلب بعض الأزواج من بعضهم البعض طلبات كثيرة ويتوقع أن تكون هذه الطلبات جاهزة في كلّ وقت، وهذا خطأ، ومن الضروري التغاضي عن بعض الطلبات.
  • الاهتمام بلغة الجسد: حتى لو امتنع بعض الأزواج عن قول أشياء لبعضهم، فلغة الجسد تخبر الكثير. فالرجل المتململ الذي يشيح النظر عن زوجته لا يستطيع أن يُخفي هذا التململ، والمرأة التي تكبت قلقها حول أمرٍ ما لا تستطيع أن تخفيه حتى لو قالت لزوجها “أنا بخير”، لهذا من الضروري الاهتمام بنبرة الصوت وتعبيرات الوجه أثناء الجلوس مع الشريك.
  • تذكرّ اللحظات الجميلة باستمرار: من المهم أن يُعيد الزوجان بعد سنوات الزواج الطويلة تذكر لحظاتهم الحلوة معًا، وذكرياتهم في سنوات زواجهم الأولى وفي تربية أبنائهم.
  • الحضور العاطفي أثناء التواجد الجسدي: التواجد الجسدي في نفس المكان لا يعني أن تكون حاضرًا عاطفياً، هذا خطأ كبير. ولبناء زواج ناجح والحفاظ عليه، تأكد من أنك تولي اهتمامًا حقيقيًا لشريكك ولا تجلس في نفس الغرفة مع شريكك دون أن يكون تركيزك معه.
  • تبادل الهدايا: مهما كانت الميزانية قليلة، من الجيّد مفاجأة الأزواج بعضهم بالهدايا بين وقت وآخر وإضفاء جو من المرح على العلاقة. تقول أخصائية علم النفس الإكلينيكي كاريسا كولستون: “حافظ على الأمور جديدة من خلال مفاجأة شريكك بالرسائل والهدايا والإيماءات ليس لسبب سوى رغبتك في ذلك”.
  • منح الأشياء دون انتظار مقابل: مع التقدم بالعمر يكف الزوجان عن مقايضة العطاء والمشاعر، مع أنه من المفترض أن يُبادر كلٌ منهما بإر ضاء الآخر وتقديم الأشياء التي يحبها له دون انتظار مقابل، وهذا بحدّ ذاته يعمق التقدير والاحترام والحب بينهما.
  • الاستمرار بالمغازلة: قد ينظر البعض إلى المغازلة بعد فترة طويلة من الزواج بعين السخرية، لكن في الحقيقة من الضروري الاستمرار في قول كلمات الحب للشريك مهما تقدم العمر، لما لهذه الكلمات من أثر إيجابي في الصحة النفسية وحتى الجسدية.

الدعم الاجتماعي المتأصل في الزواج له العديد من المزايا الصحية والجسدية والنفسية، ويقلل من الاضطرابات المزاجية والقلق، وهذا ما يفسر شعور الأزواج غير المتوافقين بالقلق والتوتر والاكتئاب. وينعكس هذا أيضًا على الصحة الجسدية، كما ينعكس على سلوكياتهم، إذ يميلون للوحدة والتدخين وتناول الطعام غير الصحي. كما أشارت العديد من الدراسات أنّ حتى وجود الأحفاد والأبناء حول الزوجين لا يمكن أن يعوّض أحدهما عن الآخر، ووجود التوافق مهم جدًا لصحة نفسية وجسدية أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق