ثقافة العلاقات

ما هو الانفصال العاطفي؟

الانفصال العاطفي

تتزايد نسب الطلاق بشكل كبير في مجتمعنا. فبحسب العديد من الإحصائيات الصادرة عن أكثر من مركز يختص بالأمر. فنجد أن محكمة الأسرة تنظر في أكثر من قضية خلع في اليوم الواحد. والنتيجة واحدة؛ انفصال الزوجان.

لكن ما لا تذكره الإحصائيات أو تنظره المحكمة يعد أخطر من الطلاق. إنه هو الانفصال العاطفي، أو كما يطلق عليه البعض الطلاق الصامت، حيث يقع الانفصال في المشاعر بين الزوجين.

وخطورة الانفصال العاطفي هو حدوثه دون تنبه الزوجين إليه، وتغلغله داخلهما لدرجة قد تؤدي إلى أضرار كثيرة على الزوجين والأطفال، من الممكن أن تنتهي بالطلاق.

أعراض الانفصال العاطفي

  • الهجران

للهجران أكثر من شكل. منها أن ينام كل زوج في مكان مختلف دون سبب، أو أن يأكل الزوج مثلا دون أن تأكل معه زوجته ولا يجتمعان على المائدة.

  •  غياب الحوار

يعتبر غياب الحوار وانعدام لغته بين الزوجين مشكلة كبيرة. أي أن يكون الحديث بينهما “كلمة ورد غطاها”، لا نقاش أو “دردشة”، ولا وتجاذب لأطراف الحديث، وهنا يشعر الطرفان بعدم الألفة.

  •  غياب الأحضان والقبلات

ونقصد به عدم تقبيل الرجل لزوجته قبل الخروج للعمل أو عند الرجوع إلى المنزل، وكذلك الزوجة، وعدم احتضان بعضهما بعض.  فغياب الأحضان والقبلات خارج إطار العلاقة الحميمة ينذر بالانفصال العاطفي.

  •  التحقير والإهانة

العبارات والنظرات التي تحقر من شأن الطرف الآخر وتهينه تنذر بوجود الطلاق الصامت الذي من الممكن جدا أن يتحول لطلاق قانوني شرعي.

  • الروتين ورفض التغيير

الملل في العلاقة الزوجية يدفع البعض للبحث عن التغيير والتجديد للخروج من الروتين، ورفض الطرف الآخر لهذا التغيير يصيب بالإحباط والملل من تكرار كل شيء، وبالتالي قد تنشأ حالة من الانفصال العاطفي.

  •  كبت المشاعر

عدم التحدث عن المشاعر الداخلية، وخوف الطرفين من البوح بما يجول في نفسيهما له تأثير كبير في الانفصال.

  • غياب الهدايا

ليس المقصود بالهدايا هنا الأشياء باهظة الثمن فقط، فليس هناك زوج أو زوجة يأتيان دوما بأثمن الهدايا لبعضهما، وإنما نقصد الأشياء البسيطة “كشوكولاتة، أو وردة، أو تذكار”. فبمرور أكثر من شهر دون تقديم أي شيء معنوي للطرف الآخر مثل تلك الأشياء قد ينذر بوجود انفصال عاطفي.

  • اللمسة الحانية

وهو عدم لمس الزوجان لبعضهما خارج إطار العلاقة الحميمة، فلا يمسك الزوج يد زوجته، ولا يربت على كتفها بحنان.

  • عدم التعبير العواطف

عدم تعبير الزوجين عن عواطفهما لبعضهما البعض، فمثلا لا يقول الزوج لزوجته “وحشتيني”، كما لا تقول هي له “بحبك” وما إلى ذلك. الاستخفاف بهذا الأمر من المرجح أن ينذر بوجود انفصال عاطفي، ولذا فعليهما سرعة التعامل معه لمعالجته.

  • غياب الإطراء

المرأة تحب أن تُمدَح لذاتها، والرجل يحب أن يُمدح لأفعاله. وعندما لا يطري الرجل على زوجته “لشياكتها” وجمالها، ولا تمتدح هي أفعاله الطيبة، فإن الانفصال العاطفي قد يكون على الأبواب؛ فاحذروه!

  • الخروج معا

عدم خروج الزوجان معا كما كانا في مرحلة ما قبل الزواج عَرَض غير إيجابي، فيجب أن يخرج الزوج والزوجة معا كل فترة دون وجود الأطفال، لتمضية الوقت بمفردهما.

  • الاهتمام

على الزوج تلبية احتياجات زوجته التي تبهجها مثل “الملابس، وأدوات الزينة، وما تحبه من أشياء”. ونقصد الاهتمام بالمرأة نفسها وليس بالمنزل. وعلى الزوجة أيضا أن تأتي بالمثل، فيوطد هذا العلاقة بينهما ولا يفتح الباب للطلاق الصامت أو الانفصال العاطفي.

  • كثرة التهديدات

كثرة التهديدات تحول الحياة الزوجية إلى جحيم، فلا يريد أحد أن يعيش حياته تحت تهديدات تقلقه دوما. من أمثلتها أن يهدد الرجل بالزواج من أخرى أو بتطليقه زوجته؛ ناهيك عن تهديد المرأة ترك البيت أو رفع دعوى خلع.

  • النفور من الآخر

عدم تقبل الطرف الآخر، وعدم الرغبة في الوجود معه؛ فتشعر المرأة بالراحة عند خروج زوجها من المنزل، بينما لا يريد الرجل العودة إلى البيت حتى لا يرى زوجته.

  • الانتقاد

توجيه اللوم والانتقاد دوما، حتى على أقل الأشياء، وتحميل الطرف الآخر المسؤولية دون التغاضي عن الأمر.

  • الاشمئزاز

لا يصبح عدم تقبل بعض تصرفات الطرف الآخر مزعجا فقط، وإنما يصاحبه شعور بالإشمئزاز وعدم القدرة على التحمل، كأن يشمئز أي منهما من “شخير” الآخر أثناء نومه.

ويقول جورج هارتويل، الخبير الكندي المتخصص في تقديم النصائح الزوجية: إن الانفصال العاطفي من أخطر مسببات الطلاق الفعلي، كما أنه يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأطفال، لذا من الأفضل اكتشاف أسبابه وسرعة التعامل معها لتجنب تفاقم الفتور العاطفي بين الزوجين.

أسباب الانفصال العاطفي وكيف نتغلب عليه

  • الاستسلام للأمر الواقع والخوف على نفسية الأطفال من النشأة بعيدا عن أحد الوالدين، رغم أن الانفصال العاطفي قد يؤثر سلبا على الأطفال بشكل أكبر من الطلاق الفعلي.
  • استغلال القدرة على التحمل استغلالا سيئا، فيكتم الطرفان مشاعرهما. والحل هو المصارحة! يجب أن يتصارح الزوجان بما يغضبهما من بعضهما، لكن باختيار طريقة غير توجيه الاتهامات.
  • كثرة مشاهدة الأفلام الإباحية، يجعل الشخص يعقد مقارنات رهيبة تجعله ينفر من الطرف الآخر.
  • الحديث في السلبيات كثيرا. الأفضل أن يكتب كل طرف صفات الطرف الآخر السلبية والإيجابية في ورقة، ثم يركز على الإيجابيات ويشكره عليها لمدة شهر! جرب وستذهل من النتيجة.
  • التعبير عن ما نشعر به بحالة من الحب بالفعل وليس بالقول فقط. اسأل زوجتك عن الأشياء التي تسعدها إن فعلتها أنت وتجعلها تشعر بحبك لها.
  • على الزوجين أن يتفقا على ما يجب أن يفعلاه إذا غضب أحدهما. ويقومان بتنفيذ ذلك من أجل تلافي تفاقم الأمر.
  • على الزوجين أن يتشاركا في بعض الأشياء معا مثل “لعبة ما ، أو مشاهدة فيلم، أو نصائح تخص العمل.” فذلك يقوي علاقتهما بشكل كبير.

خذ دور المبادرة إن احتاج زواجك لبعض التحسينات. وما من مشكلة في ذلك أبدا، فإن لم تقم بها من سيفعل! ليس هناك مشكلة في أن يواجه زواجك مشكلة؛ المشكلة الحقيقية هي عدم التصدي لها. خذ بزمام الأمور وخذ النهج الصحيح المثابر في التعامل مع مشكلات زواجك وثق في نجاح محاولاتك لزواج أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق