ماذا تفعل إن تعرض طفلك للتنمر؟
التنمر من أكبر المشكلات التي يتعرض لها الأطفال خصيصا في السن الصغيرة، والمراهقة. التنمر سلوك عدواني غير مرغوب فيه. يلجأ إليه البعض مستخدمين سلطاتهم، أو قوتهم البدنية، أو معلوماتهم لإلحاق الأذي بالأخرين. وبالتالي يعاني من يتعرض للتنمر من مشاعرالحزن، والقلق، والإكتئاب.
أنواع التنمر
هناك أنواع عديدة من التنمر بعضها واضح واَخر يحدث بشكل غير مباشر. من المهم أن تعلم أنواع التنمر لمواجهة ما قد يتعرض له طفلك.
التنمر اللفظي:- ويشمل الإهانة، والسخرية، والإغاظة، والتخويف، والتهديد، والتعليقات الجنسية غير اللائقة. ويُستخدم للسيطرة على الضحية والتقليل من شأنها. وقد أثبتت الأبحاث أن التنمراللفظي يمكن أن يسبب عواقب وخيمة ويترك ندبات عاطفية ويقلل من الثقه في النفس لدي الأشخاص الذين تعرضوا له.
التنمر الجسدي:- هو من أكثر أنواع التنمر وضوحا؛ ويخص بها المتنمر إيذاء الأخرين أو ممتلكاتهم مستخدما قواه البدنية لما لديه من قوة وسيطرة. ويشمل (الضرب، والركل، والدفع، والتكسير، وإتلاف الممتلكات الخاصة) وهو يسبب ضررا نفسيا ومعنويا وجسديا كبيراً.
التنمر الاجتماعي:- هذا النوع من التنمر غير واضح ويسمي أيضا (التنمر الخفي) وهو ما يمس بالسمعة الاجتماعية للشخص مثل (الكذب ونشر الشائعات). وهو نوع من التلاعب الاجتماعي حيث يحاول الأصدقاء أو بعض الأقارب وخصوصا في سن المراهقة تخريب العلاقة الاجتماعية، والهدف منه هو زيادة مكانة المتنمر الاجتماعية عن طريق التحكم في شخص اَخر، والتنمر عليه.
التنمر الإلكتروني:- وهو عن طريق استخدام الإنترنت في إيذاء الأخرين أو التهديد مثل (نشر صور مؤذية، أو كتابة تعليق فيه نوع من الإهانة أو العنصرية أو التقليل من شأن الآخر أو استخدام الألفاظ الخارجة، أو محاولة التشهير بالغير). يشعر المتنمر عبر وسائل الإنترنت بأن لديه القوة والقدرة نسبة لعدم معرفة الغير هويته، على استهداف الأشخاص في أي وقت وأي مكان محاولاً تهديدهم وإيذائهم.
التنمر الجنسي:- ويشمل إيذاء الأخرين عن طريق أفعال مهينة ومضرة وتعليقات مثل ربط الأسماء بكلام جنسي مثل (محاولة المتنمر إيذاء شخص من خلال تعليقه مثلا على مظهر فتاة أو شكلها أو وصف أجزاء من جسدها أو محاولة القيام بإيماءات أو حتى اللمس الجسدي) ويفتح هذا بابا للاعتداءات الجنسية وهو من أسوأ أنواع التنمر نظرا لما يتركه من أثر كبير في الضحية، فيلازمها شعورالخوف أينما تذهب.
التنمر العنصري:- وهنا يختص فيه المتنمرون بتصنيف الأخرين حسب شكلهم، أو لونهم، أو جنسيتهم، أو ثقافتهم أو آرائهم. هذا النوع من التنمر قد يخص أصحاب الاحتياجات الخاصة.
كيف تتعرف ان أحد ابنائك تعرض للتنمر؟
بعد التعرف على بعض أنواع التنمر، كن مستمعا جيدا وكن متيقظا لأي علامات مختلفة تظهر في سلوك طفلك نتيجة أي إيذاء يتعرض له. قد يأتي هذا في شكل صورعديدة فإليك بعض منها إذ من الممكن أن تساعدك في معرفة إن كان ابنك قد تعرض للتنمر.
هل يظهر على طفلك أي أعراض قلق أو توتر؟ وكم من الوقت يستمر هذا؟
هل يخاف طفلك الذهاب إلي أماكن معينة مثل النادي أو المدرسة؟
هل بدأ طفلك يقضي وقتا أكثر داخل غرفته وحده؟
هل ابتعد عن قضاء وقت أطول مع الأسرة؟ أو اللعب مع الأصدقاء؟
هل بدأت درجات طفلك واستيعابه داخل المدرسة بالتدني بشكل مفاجئ؟
هل أخبرك طفلك بشكل مباشر أنه لا يريد الذهاب إلي المدرسة؟
قد تظهر أيضا بعض العلامات الفسيولجية ما إن كان طفلك قد تعرض للتخويف كآلام المعدة أو الكوابيس.
إذا شعرت أن ابنك قد تعرض للتنمر أو العنف سيجب عليك التصرف فوراً.
ابق هادئاً وتكلم معه بهدوء. سيشعر بالراحة تجاهك والطمأنينة التي ستجعله يكسر حاجز الخوف من التحدث إليك عما حدث.
اجعله يحكي لك الموقف بالتفصيل عما تعرض له، دون أن تلومه على ما حدث أو على رد فعله.
طمأن طفلك أن التنمر ليس خطأه وأن له الحق في أن يكون آمنا فيعلم أن الحديث يتطلب الشجاعة، وأنه قد فعل الشئ الصحيح عندما تحدث عنه.
كن صبوراً! يجعل التنمر طفلك يشعر بالخوف وعدم الثقة. فكن صبورا وتوقع أن ينكر كل ما تعرض له لأنه غير قادرا علي المواجهة.
شجع طفلك على التحدث مع المسؤولين سواء أكان في المدرسة أو النادي أو أي مكان اَخر.
قدم له الدعم والطمأنينة فهذا هو ما يحتاجه في هذا الوقت.
نبه طفلك إلى عدم اللجوء إلى استخدام العنف في مواجهة المتنمر حتى لا يزيد الوضع سوءا وأن هذه ليست هي السياسية للتعامل مع الموقف.
تحدث مع المسئولين وأبلغ مدير المدرسة عن أي حادثة تنمر أو عنف داخل المدرسة أو النادي أو أي مكان أخر. وتحدث مع أي شخص مسؤول يستطيع أن يساعد طفلك.
راقب سلوك طفلك بعد بضعة أيام وتحدث معه مرة أخرى حول ما إذا تعرض له ذلك الشخص مرة أخرى أم لا.
شجع طفلك علي البقاء مع الأصدقاء الذين يمكن الاعتماد عليهم. فعندما يصبح وسط مجموعة يكون لديه القدرة على الدفاع عن نفسه ويكون أقل عرضة لمحاولات التنمر الفردية.
الأطفال الذين يتعرضون للتنمر يمرون بأزمات عديدة قد تستمر معهم على المدى الطويل، فكن مستعدًا لدعم ومساعدة ابنك وكن أنت الداعم الأساسي له وقف معه ضد التنمر.