ماذا تفعل بعد الانفصال عن شريك حياتك

الانفصال من أصعب التجارب التي قد يتعرض لها الأشخاص، لأنه يترك فراغًا كبيرًا لديهم، ويجعلهم يعيشون حالة من الوحدة والصدمة، وقد يشعرون بأنّ الانفصال نهاية للحياة. عادةً تترافق مرحلة الانفصال عن شريك الحياة بمشاعر من الحزن والغضب والخيبة والإحباط، كما قد يتصرف بعض المنفصلين بطريقة سلبية تؤثر على حياتهم، وقد ينجرفون لفعل أشياء لا ينبغي عليهم فعلها! لذا إليكم بعض الأخطاء التي يقع فيها الأشخاص بعد الانفصال عن شريك الحياة، وكيف نتجنب هذه الأخطاء بأقل خسائر ممكنة.
الأخطاء التي يقع فيها الأشخاص بعد الانفصال عن شريك الحياة
مما لا شك فيه أن المنفصلين يحتاجون إلى وقت لتخطي حالة الحزن التي يعيشونها بعد تفكك العلاقة والانفصال عن شريك الحياة، لكن خلال هذه المدّة ينبغي الحذر من الانجرار وراء التصرفات والأفعال السلبية. وأشهر الأخطاء التي يجب تجنبها بعد الانفصال:
- إهمال النفس من ناحية جسدية ونفسية، وتوجيه اللوم والنقد القاسي لها، وتحميلها الذنب بشكلٍ مبالغ فيه وممارسة جلد الذات باستمرار وتعزيز الشعور بالنقص نتيجة الانفصال.
- العزلة والانطوائية وتجنب العلاقات مع الناس، وفقدان الثقة بالنفس والآخرين.
- فقدان الطاقة والدافعية تجاه الحياة، والتوقف عن ممارسة الأنشطة المحببة، والشعور الدائم بالقلق والتوتر.
- الخجل من مواجهة الناس وكأن الانفصال عن شريك الحياة أمرٌ مثيرٌ للخجل، على الرغم من أنه امرٌ طبيعي قد تمر به أي علاقة.
- فضح تفاصيل علاقتك بشريك حياتك السابق، والحديث عنه بالسوء أمام الناس وفضح الأسرار الشخصية والتحدث عن الانفصال أمام الجميع، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ يلجأ الكثير من الأشخاص إلى نشر منشورات مسيئة للشريك السابق وفتح مجالًا للآخرين للتعليق عليها وإبداء رأيهم فيما لا يعنيهم.
- تغيير حالة العلاقة مباشرة على الإنترنت! إذ أنّ شركاء الحياة عادة يشاركون حالتهم الاجتماعية على موقع فيس بوك “In a Relationship”، والخيار الأفضل بعد الانفصال هو إخفاء الحالة من ملفك الشخصي (أو تعيينها بحيث يمكنك أنت فقط رؤيتها).
- الاحتفاظ بالذكريات وتفقدها طوال الوقت! لكن من الأفضل التخلص منها بكل أنواعها كالصور الفوتوغرافية والهدايا وعدم إبقائها بها في مخبأ بحيث لا يمكن رؤيتها. ولربما كان من الأفضل إعادتها أو التخلص منها نهائيًا.
- الخوض في تفاصيل الانفصال مع الاصدقاء المشتركين، مما يمنحهم فرصة لنقل الكلام والتحدث بالأمر.
- تراجع الثقة بالنفس وتقدير الذات، وهي حالة شائعة عند حدوث الانفصال حتى لو كنت أنت من قرر إنهاء العلاقة، لهذا من الأفضل تعزيز الثقة بالنفس ومحاولة التصادق مع الوضع الجديد دون تقليل الاحترام للذات.
بعض الأشياء لمساعدتك بعد الانفصال عن شريك الحياة
من المفيد معرفة بعض الخطوات التي تساعد المنفصلين على تخطّي الحالة التي يعانون منها، ومن ضمن هذه الأشياء:
- إعطاء حالك المساحة: من المفيد تجنب تتبع أخبار الشريك السابق. افتح المجال للنسيان والتخطي، أما إذا تحتم التواصل لأجل الأطفال مثلًا، فالأفضل أن يتم هذا بعد فترة معينة من الانفصال لا تقل عن شهر. تقول كاثرين باركر أخصائية الزواج والأسرة المرخصة: “الانتظار ما بين شهر و3 أشهر قبل معاودة الاتصال بشريكك السابق”.
- الاستمتاع بالوقت: بعد الانفصال يصبح لديك مزيدًا من الوقت كي تمارس الأنشطة الممتعة الخاصة بك. ويمكنك العثور على أنشطة مفيدة وممارستها بعيدًا عن أي ضغوطات كانت في السابق.
- مواصلة العمل: من الخطأ التخلّي عن العمل والطموح والجلوس في جو من الحزن والاكتئاب، لهذا أفضل ما يمكن أن يقوم به الشخص عند خروجه من علاقة أن يواصل العمل والاجتهاد وألا يستسلم للفراغ.
- الخروج مع الأصدقاء: يُساعد الاقتراب من الأصدقاء والحديث معهم على تخطّي مشاعر الحزن بعد الانفصال، وإبعاد الأفكار المزعجة وعدم التركيز على المشاكل التي سببت الانفصال.
- النوم المنتظم والراحة وممارسة الرياضة: الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم والراحة يساعد في دعمك نفسيًا، ومساعدتك على التفكير المنطقي وتعديل مزاجك.
- التعبير عن المشاعر: لا تكبت ما تشعر به من حزن وألم وغضب وخيبة، بل عبّر للأشخاص المقربين منك وحاول ان تفرغ ما في قلبك من كلمات كي تشعر بالراحة.
نصائح أساسية للتعافي بعد الانفصال
- انتهاء العلاقة والانفصال لا يعني أنّك المخطئ أو أنك لم تكن كافيًا، فأحيانًا يكون الطرف الآخر غير متفهم وغير مقدر.
- ما تشعر به من مشاعر سيئة بعد الانفصال لن يدوم إلى الأبد، إنها مسالة وقت وستدرك أنك ستكون أفضل.
- لا تسمح لمشاعر الحزن والتوتر أن تسيطر عليك بعد الانفصال؛ وحاول قدر الإمكان أن تتخلص من الطاقة السلبية وأن تنظر للأمور من زاوية التفاؤل رغم صعوبة الموقف.
- التعبير عن مشاعرك يُساعدك في أن تشعر بحالة أفضل.
- لا تشعر بالحرج أو القلق بشان ما يفكر به الآخرون عنك. ركز على نفسك فقط وقدّم لها الدعم.
- ركز على حياتك الجديدة وحاول أن تتأقلم وتتعايش مع وضعك الجديد، وتعرف على نفسك من جديد وفكّر فيما تريده في المستقبل لتجنب تكرار نفس أخطاء العلاقة السابقة.
- حافظ على علاقة الاحترام بعد الانفصال، وفكّر دائمًا في إنهاء العلاقة بطريقة راقية ولا تفضح أسرار شريك حياتك السابقة أو تتكلّم عنه بالسوء خاصة إذا كان بينكما أولاد.
- تجنب إنهاء العلاقة عن طريق وسائل التواصل أو الرسائل النصيّة. يجب أن يكون ذلك وجهًا لوجه.
- خذ وقتًا كافيًا قبل أن تبدأ بعلاقة جديدة، وفكر بالشيء الذي تريده من العلاقة التالية، وحاول أن تكون أكثر صدقًا مع شريكك الجديد.
- لا تنغمس في المشاعر السلبية والاكتئاب، وحاول أن تساعد نفسك على التأقلم والبدء من جديد.
متى تطلب المساعدة من المعالج النفسي؟
- إذا كنت تشعر بالاكتئاب.
- لديك أفكار إيذاء للنفس أو للآخرين.
- محاولة التواصل والاتصال بالشريك السابق.
سواء كان الانفصال عن شريك الحياة باختيارك أم لا، من المؤكد أنك ستمر ببعض المشاعر الصعبة، خاصة إذا ارتبط شريكك السابق بعلاقة جديدة بسرعة، إذ ستشعر حينها أنك لم تعد تعني شيئًا له. و لكن يبقى من الأفضل ألّا تفكر في الأمر كثيرًا وألّا تهاجمه أمام الآخرين أو على وسائل التواصل الاجتماعي لأنّ هذا سيجعلك شخصًا مثيرًا للشفقة. التجاهل سيشعرك بالتحسن، لهذا إذا أحسست بالغضب او الغيرة عند الانفصال، تخطّى هذه المشاعر برضى تام وحافظ على تفاؤلك ورباطة جأشك، وإذا لم تفلح كلّ الطرق في مساعدتك فالأفضل هو استشارة المعالج النفسي وطلب المساعدة منه كي لا تكون فريسة للاكتئاب.