لماذا لا أتزوج؟ أسباب فوبيا الارتباط

بالنسبة لكثيرين الدخول في علاقة حب وارتباط أو فكرة الزواج، سيأثر على حياتهم بشكل طبيعي كتناول وجبة مفضلة مثلا؛ بينما يرى آخرين أن العلاقات ليست سهلة. وهنا يمكننا القول أن هذا الشخص يعاني من “قلق العلاقات”، أو “الخوف من العلاقات”، أو “رهاب الالتزام”.
الالتزام – سواء في العلاقات أو القرارات المتعلقة بالحياة كلمة مخيفة بالنسبة لبعض الأشخاص، قد تتسبب لهم في شلل. هؤلاء يواجهون عمومًا مشكلة خطيرة في البقاء في علاقة لفترة طويلة، مع أنهم يشعرون بالحب مثل أي شخص آخر، إلا أن المشاعر قد تكون أكثر حدة وإخافة مما هي عليه بالنسبة لمعظم الناس، فتولد هذه المشاعر القلق المتزايد مع تقدم العلاقة بالاقتراب من التزام أكبر.
في حال الضغط على هؤلاء الأشخاص، سيكون من المرجح تخليهم عن العلاقة أكثر من تحملهم الالتزام بها، أو ربما سيوافقون مبدئيًا على الالتزام، ومن ثم يتراجعون بعد أيام أو أسابيع، بسبب قلقهم ومخاوفهم.
يمكن أن يعاني من “رهاب الارتباط أو فوبيا الالتزام”، الرجال والنساء، على الرغم من أنه من المعتقد تقليديًا أن المشكلة تخص الذكور. إذ يمكن أن تختلف سلوكياتهم خلال العلاقات، فمنهم من يرفض إقامة علاقات جدية أو لفترة طويلة، لمدة تزيد عن أسبوع أو شهر، وذلك بسبب مخاوفهم. هذا ومنهم القادرين على الانخراط مع شخص واحد لبضعة أشهر، ولكن عندما تصبح العلاقة أكثر جدية وأعمق، تأتي مخاوفهم القديمة مرة أخرى في المقدمة، وتدفعهم بعيدًا.
أسباب فوبيا الالتزام:
تتنوع أسباب رهاب الالتزام مثل تنوع الأشخاص الذين يعانون منه. عادةً يشتكي العديد من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات الالتزام، من أنهم عانوا من علاقات عاطفية سيئة، إما مباشرة أو من خلال مراقبة الآخرين (مثل العلاقة الحادة أو الطلاق بين أبويهم).
وأشار موقع “Psych Central” أن هذه “الفوبيا” تتضمن الأسباب الشائعة التالية:
- الخوف من العلاقة، أو وجودها، وانتهائها دون سابق إنذار أو علامات مسبقة.
- الخوف من عدم وجود علاقة “صحيحة”.
- الخوف من علاقة غير صحية مثل: الخيانة الزوجية وسوء المعاملة.
- انعدام الثقة.
- صدمة الطفولة أو سوء المعاملة.
علامات في نفسك:
ليس من السهل دائمًا إدراك أن العلاقات القصيرة العمر هي إشارة عن سوء الحظ في التعارف، أو عن شيء أكثر تعقيدًا كمشكلة الرهاب.
- لا تتحمل مسؤولية الخطوات الأولى من الارتباط:
الرغبة في الارتباط ومع ذلك تجنب العلاقات الجادة تعني أنك تخشى الالتزام العاطفي. قد يكون لديك سبب واحد لهذا، أو قد يكون لديك عدة أسباب، ولكن إن كنت تشعر دائمًا بالحاجة إلى إنهاء الأمور عندما تبدأ العلاقات في تجاوز المرحلة العادية، على الرغم من أنك تحب الشخص الذي تراه، فقد تكون تواجه بعض مخاوف الالتزام التي لم تحلها بعد.
- لا تفكر في مستقبل العلاقة:
في مرحلة ما من العلاقة، يقضي معظم الأشخاص وقتًا قصيرًا على الأقل في التفكير فيما إن كان الشخص الذي سيكوِّن تطابق مع لفترة طويلة جيدًا أم لا. لا حرج في الرغبة بالاستمتاع بالحياة العاطفية، لكن عدم الرغبة في التفكير في المرحلة التالية من العلاقة قد يوحي بوجود خوف من الالتزام.
- تقضي الكثير من الوقت بالتشكيك في العلاقة:
ربما تفكر في مستقبل علاقتك، ولديك مشاعر قوية تجاه شريكك، وتستمتع بقضاء بعض الوقت معه، لكن لا يمكنك التوقف عن سؤال أشياء مثل:
“هل حقا يحبني؟”
“ماذا يحدث بعد ذلك؟”
“هل أنا مستعد لهذا؟”
من الطبيعي أن تطرح على نفسك أسئلة مثل هذه من وقت لآخر، خاصة إذا كنت تهتم حقًا بشخص ما ولا تريد أن تخسره، لكن التشكيك في العلاقة باستمرار سيسبب لك مشكلة عاطفية، وقد يثير مخاوف الالتزام.
علامات “فوبيا الالتزام” في شريك حياتك
عندما تكون مستعدًا لتحول علاقتك العاطفية لشكلها الجدي، لكن شريكك يبدو راضيًا عن بقاء الأشياء كما هي، فقد تبدأ في التساؤل عما إذا كنت تريد نفس الأشياء التي تريدها، قد تشير هذه الدلائل إلى أنك تواعد شخصاً لديه بعض مخاوف الالتزام:
- لا يبدو أنهم يستثمرون في العلاقة.
- لا يريدون التحدث عن مستقبل العلاقة.
- لديهم صعوبة في تبادل الأفكار العميقة.
- يتحدثون عن المستقبل، لكن خططهم لا تتضمن العلاقة أو شريكهم.
- لا يردون على رسائلك أو مكالماتك لعدة أيام.
التغلب على الخوف من الالتزام:
المشكلات المتعلقة بالالتزام في علاقة ما ليست دائمًا مشكلة، يعيش الكثير من الناس حياتهم، سعداء بالبقاء مع شركاء ولكن منفصلين أو غير متزوجين أو مستقرين أبدًا بينما يكون شركاؤهم مستعدين تمامًا للالتزام بعلاقة جدية طويلة. فإن كنت منهم وكنت ترغب في تحسين التزامك، أو تشعر وكأنه يوجد عنصر خوف يعيقك، فكر في هذه الأساليب:
- العلاج النفسي الفردي.
- التواصل مع أخصائي علاقات والذهاب معًا.
- التحدث معًا عن المشكلة والمحاولة للوصول لحل.
من السهل التغلب على الخوف من الالتزام. الخطوة الأولى هي أن تكون قابلا للتغيير، وترغب في إجراء تغييرات في حياتك وتفكيرك الذي يمكن أن يساعدك كي تكون أقل قلقًا في العلاقات المستقبلية فالشخص المصاب بهذة الفوبيا سيجد دوماً العلاج من خلال الطرق التي ذكرناها فيما سبق ومن خلال طلب المساعدة من مختص إذا استلزم الأمر ذلك.