إدارة حياة

كيف تستغل رمضان في تغيير عاداتك

رمضان فرصة عظيمة لإعادة شحن طاقاتنا الجسدية والروحية بالطاقة الإيجابية، وهو فرصة ذهبية لتغيير الكثير من العادات الخاطئة وترسيخ العادات الصحيحة. ليكون الإنسان قادرًا على اغتنام الفرص بالشكل الأمثل في رمضان، عليه أن يعي جيدًا أنّ التصميم والإرادة والتنظيم من الأشياء التي يمكن أن تُحدث فرقًا هائلًا خلال ثلاثين يومًا. أي أنّ الإنسان الذي يلتزم بعادة ما في رمضان تصبح هذه ملازمة له، وبهذا يكسب تغييرًا إيجابيًا رائعًا يستمرّ به حتى بعد انتهاء رمضان، وسنذكر لكم في هذا المقال بعض العادات التي يجدر بنا التخلص منها، و عادات جديدة في رمضان التي يفضل أن نمارسها ونعتاد عليها.

أهمية تغيير نمط الحياة في رمضان

الهدف من التغيير في رمضان هو اكتساب عادات جديدة مميزة والاستمرار بها، والتخلص من عادات سلبية. واختيار شهر رمضان تحديدا لتحقيق هذه المعادلة يأتي من باب تميزه وكونه فرصة مواتية لتغيير نمط حياتنا، ووضع قائمة بالأهداف المراد تحقيقها. ويأتي هذا بعدّة طرق أهمها:

  • كتابة قائمة بالأهداف المرجو تحقيقها والعادات التي تحتاج إلى تثبيت وتمكين في النفس.
  • التخلص من الفوضى سواء المادية أو المعنوية، أي التي تتعلق بالمكان، أو بيئة العمل، أو الجسد، أو بما يتعلق بفوضى التفكير وتشتت الذهن.
  • العمل على استعادة التوازن النفسي والروحي والجسدي، وترتيب عادات جديدة نطمح لممارستها والتخلص من العادات السيئة وتأثيراتها على حياتها.
  • تنظيم الوقت في رمضان بحيث يمكن تسهيل الواجبات المرجو القيام بها، وسهولة تكرار نفس النمط يوميًا، مما يُساهم في تسهيل الالتزام بعادة ما أو تركها.

العادات الجيدة التي يمكن اكتسابها في رمضان

  • العادات الغذائية والصحية:
  • تناول الطعام الصحي المناسب لوزن الجسم، بحيث يتم الالتزام بنظام غذائي صحي ومدروس. من السهل جدًا اتباع الأنظمة الغذائية في رمضان لأنّ مواعيد الوجبات فيه تقريبًا ثابتة، ومع الاعتياد على النظام الغذائي الصحي نلتزم به حتى بعد رمضان.
  • شرب الماء بكميات كافية، خاصة أنّ كثير منا يغفل عن شرب الماء في الأيام العادية، مما يتسبب بالضرر لأجسامهم. لهذا يمكن تخصيص قارورة شخصية للماء ومراقبة استهلاك الماء منها يوميًا للتأكد من تناول الكمية المطلوبة يوميًا.
  • الالتزام بممارسة الرياضة يوميًا أو على الأقل ثلاثة أيام في الأسبوع، خاصة قبل الإفطار بساعة أو ساعتين، إذ تكون نسبة الجلوكوز منخفضة في الجسم، فيلجأ للحصول على الطاقة بحرق الدهون لا السكريات.
  • التقليل قدر الإمكان من تناول الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة، والاعتماد على الطعام البيتي لأنه صحي أكثر، ومضمون.
  • العادات الاجتماعية:
  • قضاء وقت أكبر مع العائلة، وتحقيق التقارب العائلي بشكل أفضل، خاصة أنّ الكثير من الأشخاص معتادون على قضاء وقتهم الأكبر مع الأصدقاء والزملاء، ويهملون عائلاتهم.
  •  تعزيز عمل الخير ومساعدة الجيران والأقارب وتقديم الصدقات المادية والمعنوية. وذلك بالتخفيف عن الناس بقضاء حوائجهم قدر الإمكان، وهذا يُساعد على اكتساب عادة التعاطف مع الآخرين.
  • تنقية النفس من الضغائن والمشاكل والمبادرة بالصلح والتخلص من الحقد، والتخلص من عادة العصبية والتحلّي بالهدوء والثبات الانفعالي والعاطفي، والسعي إلى الإصلاح دائمًا.
  • العادات السلوكية:
  • القراءة اليومية وتثقيف الذات، إذ يغفل الكثير من الناس عن عادة القراءة، على الرغم من أنّ القراءة غذاء للعقل والروح. واستغلال شهر رمضان في القراءة من الفرص الذهبية لتعويد النفس عليها.
  •  تنظيم الوقت: تنظيم الوقت من العادات الرائعة التي تضمن إنجاز أكبر قدر ممكن من الأعمال؛ ومن يستطيع التمسك بعادة تنظيم الوقت في رمضان سيستمر عليها حتى بعده لأنه سيعي تماما اَن تنظيم الوقت من متطلبات النجاح في الحياة.

العادات السلبية التي يمكن التخلص منها في رمضان

  • العادات الغذائية والصحية:
  • الأكل بطريقة عشوائية سواء من حيث الكم أو النوع، وعدم الالتزام بنمط غذائي صحي خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة.
  • هدر كميات كبيرة من الطعام! من الأفضل تحديد كمية الطعام اللازمة للطهي لتجنب هذا الهدر غير المحسوب، إذ إن من عادة الأشخاص عمل العديد من أنواع الطعام وتقديمها على مائدة الإفطار وعدم إنهائها.
  • التدخين، سواء تدخين السجائر أم الشيشة من العادات التي يمكن التخفيف منها أو التخلص منها في رمضان نظرًا لانقطاع المدخن عن التدخين طوال ساعات الصيام، مما يساعده على تركها نهائيا.
  • العادات الاجتماعية:
  • الانشغال بمتابعة التلفزيون والأفلام والمسلسلات وتضييع الوقت في بعض الممارسات المسليّة والتي لا تشكل فائدة نوعية للإنسان، إذ يمكن الاكتفاء بمتابعة بعض الأعمال الدرامية دون قضاء معظم الوقت في مشاهدة التلفاز.
  • التهافت على الأسواق وشراء الحاجيات بشكل مبالغ فيه؛ وتأجيل الشراء إلى الأيام الأخيرة من رمضان مما يسبب أزمة خانقة في الأسواق والشوارع ويسبب الإزعاج الكبير وضياع الوقت.
  • العادات السلوكية:
  • الانشغال بالهواتف النقالة والألعاب الإلكترونية وضياع وقت كبير عليها، إذ يمارس الكثير من الناس الألعاب الإلكترونية وينشغلون بتصفح هواتفهم على مدار الأيام. لهذا فإنّ رمضان فرصة جميلة للتخلص من إدمان الإنترنت والتطبيقات الهاتفية، ويمكن شطب بعض التطبيقات وتقنين استخدامها في ساعات معينة أثناء اليوم.
  • النعاس والخمول والنوم لساعات طويلة في نهار رمضان، مما يُسبب كسل الجسم وعدم القيام بأية أعمال مفيدة تحت ذريعة الصيام والجوع والعطش.
  • العصبية الزائدة أثناء التعامل مع الآخرين، خاصة بسبب الجوع. الأفضل في هذه الحالة التحلّي بالصبر والهدوء قدر الإمكان وتجنب المواقف المستفزة.
  • شراء كميات كبيرة من الطعام والحاجيات وكأنّ الأسواق سوف تُغلق، وهذه عادة خاطئة جدًا تُسبب غلاء الأسعار واختفاء السلع وتسب ضغطًا على ميزانية العائلة.

لا يوجد شخص معصوم عن الوقوع في الخطأ، فجميعنا نُعاني من عادات اجتماعية وشخصية خاطئة، والخطأ الأكبر هو الاستمرار في القيام بهذه العادات والاستسلام لها دون التفكير بتغييرها أو تبنّي عادات غيرها. شهر رمضان من الأوقات التي تُعيد للإنسان توازنه النفسي والروحي، وهو وقت مناسب جدًا لإعادة ضبط عاداتنا. وما ذكرناه من أمثلة على العادات سواء كانت سلبية أم إيجابية ما هو إلا إشارة لنا جميعَا كي نكون أفضل ونحقق إنجازات مفيدة لنا في رمضان وبعده؛ لهذا فليكن رمضان محطة انطلاق جديدة في حياة كلٍ منا، وفرصة رائعة للبدء من جديد والتخلص من العادات الضارة نفسيًا وجسديًا واجتماعيًا، فمع نهاية الشهر المبارك سنكتشف أننا حققنا انتصارًا كبيرًا سيبقى معنا لشهورنا القادمة، وسنبدأ عادات جديدة صحية تصبح نمطًا يوميًا لحياتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق