كيف تدرب طفلك على الصيام
قد يُشكل الصيام بالنسبة للأطفال تحديًا وللأهل أيضا، ويختلف هذا بحسب عمر الطفل وبحسب البيئة التي ينمو فيها والتي تفرض عليه عدد ساعات معينة للصيام. من واجب الأهل أن يجدوا طريقة مناسبة لتدريب الطفل على الصيام دون أن يتسببوا بأية أضرار نفسية له أو نفوره من الصيام، بحيث يُقبل الطفل على الصيام بكل حب وشغف. وفي هذا المقال سنسلط الضوء على أفضل طريقة يمكن اتباعها مع الطفل كي يقبل على الصيام و كيف تدرب طفلك على الصيام.
نقاط مهمة قبل تعويد الطفل على الصيام
قبل تشجيع الطفل على الصيام يجب الأخذ بعين الاعتبار عدّة نقاط مهمة، كي يكون الصيام بالنسبة لأطفالكم تجربة ممتعة خالية من أية مخاطر. والنقاط هي كالتالي:
- عمر الطفل: فالأطفال قد يواجهون صعوبة كبيرة في الصيام، ولا يستطيعون تحمل مشاقّه بسبب العمر لذالك يجب الأنتباه لصحته البدنيه.
- تركيبة جسم الطفل: بعض الأطفال لديهم أجسام ضعيفة وأوزان أقل من الطبيعي، وهؤلاء قد يكون الصيام خطرًا عليهم.
- الحالة الصحية للطفل: يُعاني بعض الأطفال من حالات صحية لا يجوز الصيام معها مثل: سكري الأطفال وفقر الدم وانخفاض مناعة الجسم.
- مقدار وعي الطفل: بعض الأطفال لديهم وعي وإدراك أكثر من غيرهم، ويستطيعون فهم ماهية الصيام، لكن البعض الآخر فلا يفهمون الغرض من الصيام وأهميته وكيفيته.
- تغذية الطفل: إذا قرر الأبوان أن الطفل سيصوم، عليهم أن يهتموا جيدًا بتغذيته والتنويع في مصادر الغذاء، والتركيز على شرب الماء والعصائر الطبيعية والأكل المتوازن كي يضمنوا ألّا يُصاب الطفل بأي نقص غذائي نتيجة الصيام. علمًا أنّ بعض الأطفال تكون تغذيتهم سيئة أو يُعانون من فقدان الشهية، وفي هذه الحالة فإنّ صيامهم غير مناسب.
طرق تشجيع الطفل على الصيام و كيف تدرب طفلك على الصيام
يمكن للأهل تشجيع طفلهم على البدء بالصيام بعد أن يتأكدوا من أنه مهيأ للصيام من الناحتين الجسدية والنفسية باتباع بعض الطرق البسيطة والفعالة، كالتالي:
- الحديث عن رمضان وأهمية الصيام أمام الطفل بشكلٍ ممتع وجذاب بحيث يكون لديه الشعف لتجربة الصيام، والتأكيد على أجر للصائم الكبير، خاصة أنّ الأطفال الصغار يقبلون على أسلوب التشجيع والتحفيز التي تتركز في أذهانهم بسرعة.
- إشراك الطفل في اختيار زينة رمضان وتعليقها، وشراء فانوس رمضان خاص له ووضعه في غرفته كي ترتبط فكرة رمضان والصيام في ذهنه بالمرح والجمال والمتعة.
- البدء بتعليم الطفل عن تعاليم الصيام وطريقة الامتناع عن الطعام. ويمكن تعليمهم تدريجيًا بحيث يصومون بشكلٍ جزئي في البداية لاختبار قدرتهم، ومن ثم تجربة صيام نهار رمضان بشكلٍ كامل.
- الإكثار من عبارات التشجيع والتحفيز للطفل بحيث يشعر أنه يقوم بعملٍ عظيم، ومدحه سواء أمام الكبار وأقرانه كي يشعر بفخر.
- إشغال الطفل بالعديد من الألعاب المسلية أثناء نهار رمضان كتعليمه الألعاب الإلكترونية، أو قراءة القصص، أو اللعب الخفيف، أو الحديث مع الأب والأم. كما يمكن للأب اصطحاب طفله إلى السوق أو الحديقة كي لا يشعر بالوقت أثناء الصيام.
- ترك الحرية للطفل لاختيار الطعام الذي يُحب تناوله سواء على السحور أو على الفطور، ومكافأته بشكلٍ يومي بالهدايا البسيطة سواء كانت هدايا على شكل حلوى يحبها أو هدايا رمزية تشجعه على الصيام أكثر.
- تشجيع الطفل على أخذ قسطٍ كافٍ من النوم كي يتمتع بالنشاط في نهار رمضان، وكي يكون بكامل حيويته أثناء تناوله لوجبة السحور.
نقاط مهمة لا يجب إغفالها بالنسبة للطفل الصائم!
عند صيام الطفل يجب على الأهل الانتباه إلى بعض الأشياء التي تُساعده على صيام بطريقة صحية وملائمة وتمنع حدوث أي عَرَض صحي له وهي كالتالي:
- مراقبة النشاط البدني للطفل، وتنبيهه إلى عدم ممارسة الأنشطة البدنية التي تستدعي الكثير من الجهد والطاقة أثناء الصيام إلا لفترات قليلة.
- مراقبة الطعام الذي يتناوله الطفل ما بين وجبتي الفطور والسحور، ومنعه من الإكثار من الأطعمة المالحة والحارّة والسكريات المصنعة وخاصة: الشيبسي والحلوى والعصائر المصنعة التي تحتوي على السكريات والأصباغ.
- مراقبة الأعراض التي تظهر على الطفل أثناء الصيام مثل: الدوخة والصداع والعطش الشديد، والسماح له بكسر صيامه إذا كانت الأعراض شديدة.
- تجنب إطعام إخوته الأصغر أمامه كي لا يشعر بالضعف أمام الطعام، ويطلب تناوله قبل موعد الأذان.
- تعزيز المنافسة الجميلة بين الأطفال والإخوة لتشجيعهم على الصيام.
صيام الطفل ليس مجرد امتناع عن تناول الطعام، بل هو تدريبٌ له على الصبر والمثابرة والثقة بالنفس، وتعليمه أحكام دينه مبكرًا. إذ إن لهذا تأثير إيجابي رائع على شخصيته. من المهم أن يعي الآباء والأمهات أنهم يلعبون دورًا مهمًا في تشجيع أبنائهم على الصيام. عليهم أن يحرصوا على ذكر فضائل الصيام لهم وذكر القصص المتعلقة به والتي تغذي خيالهم وتجعلهم فخورين بأنفسهم لأنهم يصومون مثل الكبار. ومن الضروري أيضا تشجيع الطفل على ممارسة الطقوس الأخرى والتي تجعل الصيام بالنسبة له مغامرة رائعة، خاصة أنّ ساعات الصيام لا تقل عن أربعة عشرة ساعة في معظم الأماكن، وهذه ساعات طويلة تحتاج فعليًا إلى برنامج تدريبي يأخذ بعين الاعتبار كل ما يتعلق بصحة الطفل وتقبله للصيام وأنشطته.