كيف تختار طبيبك النفسي
الطبيب النفسي هو الشخص الأكثر قدرة على مساعدتك لتجاوز مشاكلك النفسية وتوفير العلاج اللازم لك. لكن رغم هذا، لا زالت النظرة نحو الطبيب النفسي سلبية لدى الكثير من الناس، إذ يعتقد البعض أنّ الطبيب النفسي ربما يُفشي أسرار مرضاه أو يستخدم حالاته التي يُعالجها للظهور الإعلامي أو قد يستغل الشخص ماديًا ويُطيل من عدد الجلسات النفسية للحصول على أجرة الكشف الطبي. في الحقيقة لا يخلو الأمر أحيانًا من التجاوزات، وهنا دور المريض في التمييز طبيب نفسي يعمل بمهنية وأخلاقيات وبين من يظهر التجاوزات!
صعوبة اختيار الطبيب النفسي المناسب
يوجد مشاكل عدّة تبرز قبل أو عند الذهاب إلى الطبيب النفسي، وقد تقف عائقًا أمام أي شخص يرغب في مراجعته ومنها:
- الشعور بالعار أو الخجل من مراجعة طبيب نفسي أو أي طبيب مرتبط بأمراض الصحة العقلية، والخوف من نظرة المجتمع في حال علموا بهذا الأمر.
- وجود الشك في ذهن كل مريض يراجع طبيب نفسي يمنعه من الوثوق بطبيبه ثقة كاملة، خاصة أنّ تقديم الثقة من قبل الشخص المصاب باضطراب عاطفي أمر صعب للغاية.
- الذهاب إلى الطبيب النفسي بعد تفاقم المشكلة النفسية واعتباره الملاذ الأخير بعد اطّلاع الأهل والأصدقاء والأقارب على المشكلة وإعطاء كل منهم حلًا ينبع من تصوره، فيذهب المريض للطبيب وذهنه مشوش بالأفكار.
علامات تدلّ على أنك تراجع الطبيب النفسي الصحيح
عندما تراجع الطبيب النفسي الخاص بك قد تشعر أنّك مع الطبيب غير المناسب، أو تشعر أنه يتم ابتزازك أو استغلالك أو أنّ طبيبك غير مؤتمن على معلوماتك وتشخيص حالتك، ومن الممكن أن يُسرّب وصف حالتك للمحيطين بك. وفي المقابل قد تشعر أنّك فعلًا مع الطبيب النفسي المناسب أيضا. وفيما يأتي بعض العلامات التي تدل على أنك تراجع أفضل طبيب نفسي المناسب لحالتك وذلك إن كان:
- يُعطيك الاهتمام الكامل وينظر إليك باهتمام وأنت تتحدث إليه، فالطبيب النفسي الذي يخرج من خلف مكتبه ويجلس وجهًا لوجه مع المريض ولا يختبئ خلف شاشة الكومبيوتر الخاص به ويحافظ على التواصل البصري هو طبيب مهتم بشكل كامل.
- يمنحك الوقت الكافي لتشرح نفسك ومعاناتك أمامه، ولا يقيدك بوقت معين ومحدود يجعلك تشعر بالاندفاع وأنت تتحدث إليه، فالطبيب الذي يجعل موعدك معه مختصرًا للغاية، ستشعر أن الوقت معه غير كافٍ أبدًا، وكما سيُشعرك بأنك عبء.
- يطرح عليك أسئلة متعددة ويُشاركك معلومات كثيرة. أما الطبيب الذي يطرح أسئلة ومعلومات أقل سيكون لديه قصور معرفي حول حالتك الكاملة، ويجب أن يسألك الطبيب النفسي في نهاية كل لقاء بينكما ما إذا كان لديك شيئًا آخر تودّ التحدث عنه بغض النظر عن المدّة الزمنية التي قضيتها في الحديث.
- يقدّم لك الاحترام ولا يأخذ معلوماتك باستهزاء أو لوم، ويعطيك الخيار الكامل والوكالة الكاملة للتصرّف، فقد تراجع الطبيب النفسي وتشكو له إدمانك على فعل ما، والمفترض ألّا يبدأ بتوجيه اللوم لك، فوظيفته الاستماع والتفهم وتقديم الحل وليس اللوم.
- يقدّم لك التوصيات اللازمة ويتيح أمامك خيارات عديدة يمكنك الاختيار بينها بكل حرية، ويعلمك كيف تثق بنفسك ويُظهر لك إيمانه بقدرتك على تقرير مصيرك، دون توجيه انتقاد مباشر على سبب الانتكاسة النفسية.
- لديه طابع إنساني بعيد عن أسلوب القمع، ويدعم فكرة أنّ الأشخاص الذين لديهم مشاكل نفسية قد مروا على الأغلب بتجارب حياتية حساسة يجب تفهمها.
- يحترم خصوصيتك فلا يسمح لأي شخص أن يكون حاضرًا أثناء جلسات التقييم النفسي إلّا بناءً على رغبتك أنت، بحيث تُحاط جلسات العلاج النفسي بسرية تامة ويُحتفظ بجميع المعلومات على الكومبيوتر الخاص بالطبيب تحت رقم سرّي غير متاح إلّا للطبيب فقط.
- يُساعدك في تقييم وضعك دون تثبيط، ويُشجعك على الانخراط في أنشطة العلاج الخاصة بك كي تكون الجزء الفعال فيها، فلا يقرر عنك.
- يضعك في صورة العلاج الأنسب ويُشجعك عليه، ويظلّ متواصلًا دائمًا معك ومع الأشخاص المقربين منك لمعرفة التطوّرات.
- يعترف بالاختلافات الموجودة في شخصيتك مهما كانت دون أن يعطيك شعورًا بالصدمة، فالبعض قد يراجعون العيادة النفسية لمعاناتهم من مشكلة كبرى كالشذوذ مثلًا ورغبتهم في التخلص من هذه الحالة، فيظهر على الطبيب النفسي صدمة ورد فعل استهجاني كبير.
علامات تحذيرية من طبيبك النفسي!
عليك تغيير طبيبك النفسي فورا إن كان:
- لا يسمعك بشكلٍ كامل ولا يُعيرك كامل الأهمية والانتباه.
- يتصرّف بعشوائية أثناء جلسة العلاج النفسي، ولا يُحافظ على خصوصيتك.
- لا تشعر بالثقة تجاهه.
- يفرض أفكاره عليك ولا يمنحك مساحة للتفريغ.
- يظلّ في عجلة من أمره طوال مدّة الجلسة النفسية.
- لا يشعرك بالاحترام والصدق.
- لا تشعر معه بأي تحسن بعد مرور فترة من العلاج.
- لا يلتزم بالمواعيد المخصصة لك، ويُغيرها أو يعتذر عنها باستمرار.
- لا يستقبل اتصالاتك الطارئة إذا كنت في عجلة من أمرك لسببٍ ما.
لا تتردد بالبحث عن طبيب مختلف، إذا شعرت أن طبيبك النفسي لا يستمع إليك بالشكل المطلوب. الطبيب النفسي يجب أن يكون شخصا موثوقا ومنفتحا على التشخيصات المختلفة والبديلة لحالتك، ويستطيع الربط بين الأعراض النفسية والجسدية وبين التاريخ العائلي بكلّ ذكاء وخبرة كي يُعطيك التشخيص الصحيح والعلاج المناسب. الطبيب النفسي يُقيّم الحالة بناءً على السلوك والأعراض الظاهرة وليس بناءً على الفحص السريري الذي يُعطي النتيجة بشكلٍ قاطع. لذا فالنقطة الأهم التي يجب التنبه إليها هي أنّ اختيار الطبيب النفسي المناسب هو نصف العلاج.