كيف تتعامل مع علاقة سامة
كيف تتعامل مع علاقة سامة
كتبه د.فايزة حلمي
تقول كريستين كارتر :” عندما تسبب لك علاقة؛ التوتر والضغط، اتبع هذه الخطوات للعثور على المزيد من السلام.
الأسبوع الماضي، تناولت الغداء مع صديقة، وأثناء خروجنا، ذكرَت أنها يجب أن ترى شخصية لم تكن دائما لطيفة معها، وهي علاقة تسببت لها في المزيد من التوتر والمعاناة أكثر من أي شيء آخر، كانت تتجنب المواجهة، لكن الآن بدا الأمر لا مفر منه.
قالت وهي تصرعلى أسنانها: “إنها تجعلني قلقة للغاية” لقد كنت هناك بنفسي الكثير من الأوقات، بعض العلاقات السامة الخطيرة؛ تتطلب مِنّا قطع التواصل تماما؛ لكن البعض الآخر، على الرغم من أنه سام أيضًا، يبدو أنه من المُتعذّر تجنبه، ربما لديك حماة تنتقد باستمرار، أو جارة تبدو عالقة عاطفيًا في الطابق الأعلى، ربما يكون رئيسا يستخف بك عندما يكون مرهقا، أو شخصا تحت جلدك، تجري محادثات كاملة معه في رأسك.
إذا كنت، أيضًا، تعاني مع علاقة سامة، آمل أن يساعدك دليل التعليمات الصغير هذا.
كيف تتعامل مع علاقة سامة
- اِقبل أنك في وضع صعب، تتعامل مع علاقة صعبة للغاية:
اختياراتك هنا محدودة إلى حد ما، والغريب أن القبول هو دائمًا الإختيار الأفضل، يمكنك الحُكم على الشخص الآخر وانتقاده، لكن ذلك سيجعلك تشعر بالتوتر والوحدة, وبالتالي، يمكنك أن تثير قلقك ويأسك الذي لن تتمكن أبدًا من مواجهتهما، مما سيجعلك تشعر بالتوتر والحزن، يمكنك بالتأكيد إنكار وجودهم أو التظاهر أنهم لا يزعجونك، يمكنك حظر نصوصهم ورسائل بريدهم الإلكتروني، وتجنب كل موقف حيث يظهرون.
هذه كلها تكتيكات مقاومة، ولن تحميك، ومن المفارقات أن هذه التكتيكات ستسمح للشخص الآخر أن يدمج نفسه في روحك.
مما يجعلك تقبل أن علاقتك معهم صعبة للغاية، وأنك تحاول أيضًا جعلها أقل صعوبة، هذا القبول اللطيف لا يعني أنك مستسلم إلى حياة البؤس، أو أن الوضع لن يتحسن أبدًا، ربما سيتحسن؛ وربما لا، قبول حقيقة علاقة صعبة يسمح لنا باللين، وهذا التنعيم سيفتح الباب لرأفتك وحكمتك، ثق بي: ستحتاج إلى هذه الأشياء. - من المحتمل أن يخبرك الشخص الآخر أنك سبب كل مشاعره السيئة:
هذا ليس صحيحا. أنت لست مسؤولاً عن عواطفهم، لم تكن أبدًا؛ ولن تكون كذلك أبدًا، لا تتحمل المسؤولية عن معاناتهم، إذا فعلت ذلك، فلن تتاح لهم الفرصة أبدًا لتحمل مسؤولية أنفسهم. - قل الحقيقة:
عندما تكذب (ربما لتجنب إزعاجهم)، تصبح متواطئًا في خلق واقعهم والحفاظ عليه، وهو أمر سام بالنسبة لك، على سبيل المثال، قد يسألك ما إذا كنت قد نسيت دعوتهم إلى حفلة، يمكنك أن تقول بسهولة “نعم”، لكن الكذب مرهق جدًا للبشر، وربما يكون الأمر الأكثر إرهاقًا، لا تكشف أجهزة كشف الكذب عن الكذب، بل عن الإجهاد الباطني والخوف اللذين يسببهما الكذب، وهذا لن يجعل العلاقة أقل سُمّية.
لذا، بدلاً من ذلك، قل الحقيقة, تأكد من إخبارهم بالحقيقة بدلاً من حكمك، أو ما تتخيله أن يكون حقيقة بالنسبة للآخرين، لا تقل “لم أدعوك لأنه سيضغط أمي كثيرًا تواجدك هناك” أو “لم أدعوكِ لأنك ملكة درامية ستجدي طريقة ما؛ لجعل الأمسية عنك”.
بدلًا من ذلك ، قل لهم حقيقة مشاعرك: “عندما تكون في بيتي، أشعر بالقلق والعصبية، ولا يمكنني الاسترخاء، لذا لم أدعوك إلى الحفلة، أنا آسف لأنني آذيت مشاعرك “.
يتطلب الأمر الشجاعة لقول الحقيقة، لأنه غالبًا ما يغضب الناس، لكن من المحتمل أن يكونوا غاضبين منك على أي حال، وبغض النظر عما تفعله، من شبه المؤكد أنهم لن يحبوا فيك الشخص الجديد الذي يقول الحقيقة، وهذا سيجعلهم هم الذين سوف يتجنبونك في المستقبل، قد يكون هذا شيء جيد. - إذا شعرت بالغضب أو الخوف، وجّه انتباهك إلى أنفاسك ولا تتحدث (أو تكتب) إلى الشخص حتى تشعر بالهدوء:
من الطبيعي أن ترغب في الدفاع عن نفسك، لكن تذكر أن الغضب والقلق يضعفانك، ثق بأن تهدئة نفسك هو الشيء الوحيد الفعال الذي يمكنك فعله الآن، إذا كنت بحاجة إلى أن تعفي نفسك من المواجهة ، فلتخرج حتى لو كان ذلك محرِجا أو ستترك الناس معلقين. - كُن رحيما:
الرحمة كالطيبة التي يدعمها التسامح، وتسمح لنا بتغيير ديناميكية الاتصال، حتى عندما نتفاعل مع شخص غارق في الغضب أو الخوف أو الغيرة, نفعل ذلك بتقديم هدية من قلبنا لهم، ربما لن تتمكن من التخلص من أفكارك السلبية عنهم، ولن تكون قادرًا على تغييرهم، ولكن يمكنك بذل جهد لتكون شخصًا محبًا، هل يمكنك شراء فنجان قهوة لهم؟ هل يمكنك الاحتفاظ بمساحة لمعاناتهم؟ يمكنك إرسال المحبة والطيبة في طريقهم؟
الغفران يأخذ هذا اللطف إلى مستوى جديد كليا، كنت أعتقد أنني لا أستطيع أن أسامح شخصًا يؤذيني حقًا حتى يطلبوا الصفح، ويفضل أن يكون ذلك في شكل رسالة نَدم واعتذار مؤثرة.
لكنني تعلمت أنه لكي نداوي أنفسنا يجب أن نسامح سواء طلبوا منّا المغفرة أم لا، وما إذا كان الشخص لا يزال يؤذينا أم لا، عندما نفعل ذلك، نشعر بالسعادة والسلام، هذا يعني أنك قد تحتاج إلى مسامحة الشخص الآخر في نهاية كل يوم؛ أو في الأيام السيئة؛ وكل ساعة، الغفران ممارسة مستمرة، وليست صفقة لمرة واحدة.
عندما نجد طرقًا لإظهار الرحمة حتى للشخص الذي كلفنا النوم والحب وحتى رفاهيتنا، يحدث شيء معجزة, تكتب “آن لاموت”: “عندما ندير وميضًا من الرحمة لشخص لا نحبه، ولا سيما شخصًا فظيعًا حقًا، فإننا نختبر لحظة روحية رائعة، وجهة نظر جديدة يمكن أن تجعلنا نتوُق لها.”
هذه هي المعجزة الحقيقية: رداتنا المرتدة تعود إلينا. عندما نظهر اللطف الجذري، والتسامح ، والقبول،وعندما نقول الحقيقة حتى في أكثر العلاقات صعوبة, نبدأ في إظهار هذه الأشياء لأنفسنا، ندرك أنه يمكننا أن نحب ونغفر ونقبل حتى أكثر الجوانب فظاعة في كياننا ، حتى لو كانت للحظة فقط، نبدأ في إظهار الحقيقة لأنفسنا، وهذا يجعلنا نشعر بالحرية.
نبذة عن د.فايزة حلمي دكتوراه علم نفس تربوي
ومستشار نفسي وعضوة بالعديد من الجمعيات النفسية
وكاتبة كتب/ ومُحررة مقالات بمجلات مصرية وعربية