تربية واعية

كيف تتعامل مع الطفل العنيد؟

كيف تتعامل مع الطفل العنيد

حلم الآباء والأمهات أن يصبح طفلهم العنيد طفلا مطيعا. فيواجهون صعوبات وتحديات يومية حتى يكون التعامل بينهم بسيطا دون منازعات أو اختلافات على الأقل. هل تريد ان تعرف كيف تتعامل مع الطفل العنيد بشكل ناجح؟ أنت لست وحدك! الكثير منا لديهم أطفال أقوياء، نعم، هم أقوياء! هل تعلم أن هذا النوع من الأطفال إذا تم التعامل معه بشكل صحيح يصبح من القادة الناجحين في المستقبل! فهم أذكياء.

هم يمتلكون صفات قيادية قوية، هم مبدعين، ومتفوقين في مجال التعليم، وملتزمون، ويفعلون ما يحلو لهم. لذلك تكون لديهم العديد من الأسئلة، والتي نراها نحن أداة  للتمرد والعناد. لذا ففي المرات القادمة التي تواجه فيها ابنك وتصرخ أو تشعر باليأس من عدم قدرتك التعامل معه، لا تيأس بل كن فخوراً بأن طفلك قوي الإرادة؛ فهو لا يحتاج إلا أن تتعرف عليه أكثر، وأن تعرف سماته كي تغير هذا السلوك.

أولًا .. سمات الطفل العنيد:- كيف تتعامل مع الطفل العنيد

– لديه إصرار قوي على ألا تتغير الأفكار والتصرفات الخاصة به فلا يقوم بفعل أي شيء دون الاستفسار عنه والاقتناع به، وهولا يهتم بالضغط الخارجي الذي يحثه علي القيام بغير ذلك.

– يهتم بأن يجعل الأخرين يرونه ويعترفون على ما يفعله، لذلك يحاول دائما لفت الانتباه.

 – تتكرر نوبات الغضب عند الطفل العنيد بمعدل أعلى عن أي طفل أخر.

– تعتبر مرحلة الصغر ومرحلة المراهقة من أصعب المراحل في التعامل معهم.

هنالك جانب مشرق على الصعيد الإيجابي إذ يمكنك تعليم ابنك بوعي للتخلص من مثل هذا السلوك. ونقدم إليك بعض النصائح التي تساعدك على التعامل مع الطفل العنيد.

– لا تجبره على فعل شئ:-

لا تجبر طفلك أبدا على فعل شئ تريده، ذلك يولد عنده شعورا بالتمرد، ولكن تعامل بشكل هادئ وبسيط ولا تعطيه أمرا مباشرا مثل ما تبادى في موقف كهذا “إذا كنت تريده أن يتوقف عن مشاهدة التلفاز من أجل وقت النوم أو من أجل أن ينهي واجباته المدرسية، أو ما كلفته من أعمال منزلية؛ فلا تأمره مباشرة! بل اظهرالاهتمام من خلال جلوسك معه بعض الوقت أو شاركه مشاهدة برنامجه المفضل. فما تقدمه من اهتمام ورعاية وحب يجعله يستجيب إلى ما تقوله  في محاولة للتعاون معك وإرضائك.

– استمع إليه:-

إن أردت أن يستمع ابنك إليك وأن ينفذ ما تقوله، عليك أولاً أن تسمعه! يجب أن تشعره بأنه ذو أهمية عندك، كن صديقه المقرب وحاول أن تتفهم أراءه، وأفكاره حول ما يزعجه! تناقش معه، فهم يميلون إلى الجدال بشكل كبير، من أجل التأثير عليك بوجهات نظرهم.

قدم إليه الاختيارات:-

إخبار طفلك بما يجب عليه فعله هو إشعال للتمرد بداخله. لذا اعطه الاختيارات فهي تجلعه يشعر بأنه مسئول عن أولوياته، وأن هو المسيطر فيفعل ما يريده هو وليس ما أنت تريده فعله. إليك مثال على هذا الموقف: أسأله: “هل تريد أن تتناول الإفطار أم ارتداء ملابسك أولا ؟” أو إن كان يرتب غرفته فاسأله: “هل تريد البدء بترتيب السرير أم الدولاب؟” اعطهم خيارين أو ثلاثة على الأكثر، لا تزد من إعطائك الاختيارات فذلك يعجزهم حينها عن الاختيار.

ضع نفسك مكان طفلك:-

لتفهم سلوك طفلك بشكل أفضل، عليك محاولة فهمه من منظوره هو. عند حدوث موقف ما اسأل نفسك ما الذي مررت به وجعلك تتصرف بالسلوك الذي اخترته؟ قد يكون يشعر بالإحباط أو الغضب لسبب ما. ففي موقف لا يأكل فيه وجبة طعامه مثلا، من المحتمل أن يكون متعبا أو أن هذا الطعام من غير المفضل لديه! حاول أن تساعده في فهم ما يريد، اجعل اليوم استثناءا واقترح عليه مثلا أن ياكل شيئا مختلفا، فكلما حاولت أن تقترب من فهم طفلك كان ذلك أفضل لك في تعاملك معه.

قم بتشجيع سلوكه الإيجابي:-

سيأتي وقت لا تعرف فيه ماذا تفعل لتوقف هذا السلوك أو الحد من تمرده، أو كيف تغير استجابته السلبية! بالتالي، ركز على أسئلتك التي تطرحها عليه. هل يجاوب على أغلبها بـ”لا” في هذه الحالة، فأنت تحتاج إلى اللعب معه لعبة “نعم”. وهي أن تتعامل معه بذكاء و تطرح الأسئلة التي يجاب عليها بـ”نعم” مثل “أنت تحب أن تاكل الكعك، أليس كذلك؟” “أتحب أن تشاهد برنامجك المفضل؟” وبالتالي كلما كانت الإجابات بـ”نعم” كانت استجابه ابنك بالإيجاب أكثر، وزادت احتمالية شعوره بالموافقة فيستمتع بما يفعل وبذلك تزيد استجابته لك.

  • احترم قرار طفلك:-

بالطبع تريد أن يتجاوب معك طفلك في قرارتك، لذا احترم واهتم بما يقوله، ولا تصر فقد على تقديم التوجيهات. اهتم بقواعدك الأساسية التي تضعها ولكن اظهر له التعاطف ولا تتجاهل مشاعره أو أفكاره. وإليكم هذا المثال: إذا أراد طفلك أن يأكل الأيس كريم في يناير، اظهر له كم انت مهتم بما يريد لكن وضح له أنه من المحتمل أن يمرضه ذلك واشرح له أسبابك.

– اجعل البيت هادئا:-

ينظرون الأطفال بدقة ويتعلمون عن طريق الملاحظة. اجعل البيت مكانا هادئاً، خاليا، قدر الإمكان، من الجدال والصراخ خاصة من الخلافات الزوجية أمامهم. 

عند المرور بمحن في تربية الأطفال العنيدة، تذكر أن تأخذ نفسا عميقا، وتذكر دائما أنك قادرعلى تغير سلوك ابنك ومساعدته في توظيف قدراته فيكون بذلك قائدا ناجحاً في المستقبل. وبذلك تكون قد قدته إلى حياة رائعة وقمت بواجبك الحقيقي تجاهه.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق