إدارة حياة

كيف تتحرر من ضغوطات توقعاتك مقارنة بإنجازاتك

كيف تتحرر من مقارنة توقعاتك بواقعك الحالي؟

دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، صحيح؟ قد يكون هذا لدى البعض صحيحا ولدى البعض الآخر خطأ. فالأمور وإن ازدادت سوءا ستبقى منطقية ويمكننا التغلب عليها مهما بدت سيئة. لذا، هل أنت ممن تتأثر بتوقعاتك إن لم تقدر على تحقيقها أم أنت ممن لا يهتمون بما تحمله لهم الأقدار طالما فعلوا ما عليهم فعله؟

توقعاتنا هل تؤثر على قدرنا، أم أن هناك عوامل أخرى؟ 

إن الأدلة العلمية التي تفسر تأثير توقعاتنا على حياتنا، منها المنسوب إلى الحظ، أو الطاقة الإيجابية؛ ولكن في الحقيقة تؤثر التوقعات على تفكيرنا وتصرفاتنا، لذا يمكنها التأثير في أقدارنا بالفعل، إن لم نعالج أمورنا بحكمة باستمرار.

دائما ما نقع في مشكلة بسبب التوقعات التي نفترضها دون وجود أسباب منطقية لحدوثها. إذا كنت تعتقد أن توقعاتك وحدها ستجلب لك ما تريد، فهذا غالبًا هو السبب الرئيس في خيبة آمالك منها. فنحن لن نتمكن من تحريك الأشياء من أماكنها إن نظرنا إليها وتوقعنا ذلك. بل لا بد لنا أن نقوم ونحركها من أماكنها.

التوقعات والواقع

اهتم علماء النفس بقوة المعتقدات والتوقعات في تشكيل واقعنا، ولكن ترى إلى أي مدى؟ أي هل يمكننا توقع شيئا فنحصل عليه وبالتالي على كل ما نريده من الحياة؟!

ليس فقط تفكيرنا هو سبب تأثير توقعاتنا في حياتنا ولكن كيف يؤثر هذا الفكر على السلوك اللاحق له. نحن إن آمنا بأنا قادرون على تحقيق شيئا ما، فمن المرجح أننا سنبذل الجهد اللازم، ونجتاز العقبات التي ستواجهنا في طريقه وسنصبر ونصابر حتى نحققه. ولكن ستظل هناك حدودا، فمهما عملنا من أجل أمل ما، قد لا يحققه القدر لنا أيضا.

توقعات ك عن الناس أيضا ستحدد علاقتك بهم ولكن قد تكون مخطئا في تصنيفك لهم. بعض الناس يألهون غيرهم عندما يحبونهم جدا فلا يتوقعون منهم أي خطأ أو إساءة ولكن عندما تحدث يقعون في إحباط كبير، والعكس صحيح!

ولكن هل يعني هذا ألا نتوقع أي شيء؟!

كيف لا ندع توقعاتنا تفسد حياتنا؟

  • لا تؤمن بتوقعات غير منطقية

لا نقول عدم التوقع نهائيا ولكن الاعتدال في التوقع وإيلاءه الحد الأدنى من تفكيرنا وطاقاتنا. علينا أن نبني توقعاتنا على حقائق مضمونة في الحين والمستقبل. التوقع من هذا النوع مفيد ويدفع بنا إلى التحديات المطلوبة والتعلم والمثابر للوصول إلى أهدافنا.

  • تقبل نفسك

أظهرت الأبحاث أن الرحمة والحب عند معاملتنا لأنفسنا تجعلها تطلق هرمونات “بالسعادة”، وتزيد من مستويات الأوكسيتوسين فتجعلنا نشعر بالراحة والهدوء. يعزز ذلك ثقتنا بأنفسنا وهي عامل تقف عليه أمور كثيرة جدا لا يمكن حصرها هنا. وبذلك نعمل أكثر وأكفأ وبالتالي نزيد من إنتاجنا ونكبر أهدافنا.

  • عدل من تفكيرك

لا تزد من آلام نفسك برؤية سلبية لها. فبينما لا يمكننا التحكم 100% فيما يقوله الآخرون لنا، يمكننا بالطبع التحكم فيما نقوله لأنفسنا ونجمل منه. حاول أن تجعل حديثك لها إيجابيا وبناءا ولا تملأه بالتوقعات بل بالإرادة ووضع الخطط لا بالتوقعات المبالغ فيها.

  • كفاك أحكام وتوقعات

عندما تتوقع شيئا ما من غيرك ولكنه لا يفعلها لأي سبب كان؛ لنقل لعدم قردته أو لعدم توقعه أنه مطالب به، أو لعدم فهمه إيه أو غيره، تبدأ في إطلاق الأحكام عليه ربما بالتكاسل أو التهاون أو قلة الاهتمام. وفي الحقيقة في الخطوتين التوقع وإطلاقك الأحكام تظلمه وتظلم نفسك.

  • حافظ على وعودك ولكن احذر من تجاوزها

أظهرت الدراسات أن تجاوزك وعدوك لا يكافئ إلا الوفاء به لا أكثر. بعض الناس يحاولون تجاوز وعودهم بالمبالغة في العطاء نظرا لأسباب مختلفة كالحب من أي نوع مثلا. فإن وعدت جدتك بزيارتها مرة أسبوعيا ولأنك تحبها بدأت تزورها أكثر من مرة، لا تتخيل أنها على الأرجح ستقدر الزيادة، بل ستراها ببساطة أمرا طبيعيا، ولكن إن امتنعت عن هذه الزيادة فسيعود عليك ذلك بالسوء.

  • تجاهل الرغبة في توقع نفس الأمر مرارا وتكرارا

اترك الأمور كما هي تجري في مساراتها الطبيعية ولا تتوقع منها شيئا فقط لأنها كانت كذلك سابقا. لا نتكلم عن توقعات كتوقعات المناخ مثلا فلها أدلتها وعلمها. توقع دائما أقل من المفروض كي لا تصدم. وإن كان هناك شيئا تتوقع حدوثها مرارا وتكرارا وهي متفاوتة الحدوث، فلا تعلق تفكيرك بها فهي لن تضيف إليك شيئا.

توقعاتك شيء من صنعك، تمثلك وتمثل رؤيتك لمستقبلك. لا تعطها الكثير من الاهتمام حتى وإن تشكلت بالفعل. فقط اعمل على تحقيق الصالح منها واترك الباقي لقدرك كيف كتب. ودائما تذكر، ألا تعر فكرك إلا للحقيقي وغير الحقيقي أعره فتات فكرك!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق