كيف تبني توقعاتك لـ 2021

قبل العام الجديد، لنكتب جميعا توقعاتنا وقراراتنا الجديدة الإيجابية للعام الجديد ونبدأ العمل عليهم بجد والتزام ولكن الأهم هو البقاء متفائلين. التفاؤل ليس فقط بالجلوس على الأريكة وانتظار الأفضل. فهناك شروط له. ومن أهمها التفكير الإيجابي والتوقعات الإيجابية.
عندما ننجرح، يأخذ الجسم آليات الالتئام في غضون ثوان وبصورة مذهلة؛ فيطلق المسكنات ومواد تجميد الدم في المنطقة المجروحة ليضمدها ويحميها. كذلك هو الحال الذي يجب أن تكون توقعاتك عليه. عقولنا مبرمجة على استعادة العافية والنشاط باستمرار مهما حدث من ارتدادات. لذا، فكل ما نحتاجه هو دعمنا لأنفسنا.
لم نحظى جميعنا بتعلم أن قراراتنا هي ما تشكلنا وأننا قادرون على أي قرار نضعه أمام أعيننا. لم نتعلم أيضا أن العلاج من الأزمات يمكن أن يكون حقيقة فقط باستخدام التوقع الإيجابي عن المستقبل والتفاؤل بالخير. أتعلمون أن التفاؤل وحده قادرا على تهيئة الظروف لصالحك وتهيئتك لها؟ أتعلمون أن الإبقاء على أهداف وتوقعات إيجابية و التفكير الإيجابي أن يحسن من صحتك النفسية والجسدية؟
إليكم تلك الحقائق لتعرفوا كيف:
- وفقا لعدة كتب عن الصحة تابعة لجامعة هارفارد، فإن المتفائلين أطول عمرا!
- جهاز المناعة لدى المفائلين بقراراتهم أفضل وأقوى وفقا لدراسات عدة منها دراسة في جامعة كنتاكي!
- نشرت الصحيفة الأمريكية لعلم القلب أن توقع الخير فقط يساعد في خفض معدلات الكوليسترول.
- أكدت دراسات تابعة لجمعية القلب الأمريكية أن احتمالية إصابة المتفائلين بأمراض القلب أقل بنسبة 75% من المحبطين. كما أيدتها دراسة في الدنمارك تقول أن 42% من المصابين بأمراض القلب هم أكثر حظا في التعافي منها إن كانوا من المتفائلين. بالإضافة إلى ذلك، فلقد جاء في 15 دراسة تضمنت 200,000 مشارك أن المتفائلين أقل عرضة للإصابة بأمراض عن غيرهم بنسةب 35%.
- من لديه توقعات إيجابية، يحسن التعامل مع الغضب والتوتر والضغوط.
- احتمالية أقل في الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية كما نشر في موقع ميدسكيب الطبي لدى من هم أكبر من سن 50.
- ثبت من خلال دراسة في 2002 أن المتفائلون أكثر علما بكيفية العناية بصحتهم وهم بالتالي أصح. فقد اكتشف عالما النفس ناثن رادكليف وويليام كلاين أدلة على ذلك في هذه الدراسة التي كانت بعنوان “تفاؤل إرادي، وغير واقعي ومقارن “!
- في الدراسة ذاتها، اكتشف الباحثان أن من لديهم توقعات يتبعونا يلتزمون أسهل بالعادات الصحية عن غيرهم!
- أصحاب التوقعات الإيجابية أكثر مرونة في تلقي الصدمات بكل أنواعها، وقد أظهروا ردود أفعال أفضل وأسرع في التصدي لأمراض خطيرة عن غيرهم.
- المتفائلين بتوقعاتهم يحظون بشبكة معارف أكبر وعلاقات أفضل، وهذا يقويهم ويسعدهم. فمن منا يريد أن يصادق جالبي التعاسة والكسالى؟
لذا، بعد أن تضع توقعاتك للعام الجديد، ضع خططا لتنفيذها. ربما سيساعدك مقالنا “مبدأ الاستمرارية” في ذلك. ولتكون قصتك مع تلك التوقعات محمودة، ضع في اعتبارك النقاط الآتية:
- اعلم أن الطريق لن يبقى كما رسمته 100% أبدا. فلا بد لك من بضعة صعوبات هنا وهناك، والمتفائل الحق هو من يستمر.
- لا تعلق توقعاتك على أحد. أنت لا تملك غير نفسك، فلا تراهن على أحدهم. لا نقول أن الناس سيئة، ولكن لكل منا قصته، ولن تجد من يهتم بنفسك بقدر نفسك.
- لا تعلق توقعاتك على أحد، ولكن لا تتوقع من أحد السوء حتى وإن كان جل ما يفعله سيء. فبمجرد أن سمحت للسلبية بطرق بابك، فقد أتحت جزءا من كيانك وطاقتك لشيء لا ولن يهمك أبدا.
- تعلم أنك حتى وإن لم تنفذ ما خططت له من توقعات، فهي بالفعل أوصلتك لمحطة جديدة.
- لا تتقيد بتوقعاتك، فلربما كنت أكثر قدرة منها. رحب بأهداف أقوى دائما ضمن قائمتك.
- إن فشلت في تحقيق توقعاتك، فأنت في الحقيقة تعرفت على الجديد، وهو أنك قد استقصيت إحدى مسببات الفشل نهائيا وعن تجربة ولن تكررها.
- وبناء على النقطة السابقة، قم بسرعة في التخطيط من جديد لتوقعات أجدد وأكثر تناسبا معك كلما انتهيت من قرار ما.
البقاء متفائلين و التفكير الإيجابي بشأن قراراتنا ليس أمرا سهلا ويحتاج تدريبات طويلة لتطويع النفس على ممارسته. ولكن ما العمل إذا فشلنا في توقعاتنا وأحبطتنا؟
هناك عدة خطوات يمكننا اتباعها للخروج من الإحباط إلى بر الاستمرارية في تحقيق توقعاتنا البنائة ومنها:
- كن واقعيا وأخبر نفسك أنه ما من أحد هناك سيقدر على إسعادك. وما هنالك من علاقة تعتمد على أطراف عليهم إمدادك بالطاقة الإيجابية غيرك أنت!
- تيقن أن السعادة قرار، وعليك وحدك اتخاذه. بالطبع قد يساعدك الآخرون ولكن تبقى أنت المسيطر على الزمام.
- لا تحاول إنكار مشاعر الإحباط أو الهروب منها. بالعكس، احتويها واستشعرها وافهم أسبابها لا الظاهرية فقط بل الخفية والمتأصلة في الماضي.
- عبر عن إحباطك. يمكنك الحديث مع صديق أو قريب أو كتابة أفكارك على ورقة ثم تقطيعها، أو تسجيلهم، أو مجرد التحدث عنهم بصوت عال، وغيره.
التوقعات الإيجابية وحدها كفيلة بأن تجعلك ناجحا، إذ في الأول والآخر النجاح إحساس قد لا يشعره كبار رواد الأعماال وأثرياء العالم. لذلك فالتوقعات الإيجابية و التفكير الإيجابي كتدريب خير بداية للنجاح الحقيقي. ولكن في حال أخفقت في تحقيق توقعاتك، فسامح نفسك واعفيها من أي ذنب، وأرجع للعمل على توقعات أفضل وثابر والتزم حتى تصل.