كن جميلا ترى الوجود جميلا… الحياة هي كيفما تراها

كن جميلا ترى الوجود جميلا
نعيش جميعا في الحياة أياما سعيدة ناجحة وأخرى حزينة وسيئة؛ ونعيش أيضا لحظات تدنٍ وإحباط فلا شيء يدوم في الحياة إلى الأبد ولا تتوقف قدرتنا على تخطي الأزمات. فبمقدورنا التحكم في رؤيتنا للظروف والمشاكل بشكل إيجابي والامتنان لكل ما نمتلكه في الحياة.
التحكم في توجيه التركيز
الأشخاص الناجحين، المتفائلين، السعداء في الحياة تمر عليهم مشاكل كثيرة ولكن عندما ترى ما وصلوا إليه اليوم لن تصدق أن تلك الأزمات قد مرت عليهم يوماً وتغلبوا عليها.
إنهم على دراية بأنهم لن يتمكنوا من إيقاف ما هو غيرمتوقع وما يتدخل ويعرقل أهدافهم وأحلامهم! ما يميز هؤلاء الأشخاص أن لديهم قدرة على رؤية الحياة بشكل مختلف وتوجيه تركيزهم من واقع يسبب لهم الاَلم إلي الإيجابي من جوانب حياتهم التي تجلب إليهم السعادة وترفع معنوياتهم. هم يتجاهلون الوقت العصيب ويضحكون في أسوأ حالاتهم؛ هم لديهم قدرة وإيمان ووثقة بإن كل الأحداث الصعبة تمر، وهم يظنون الخير دائما، وينظرون لحل المشاكل بنظرة إيجابية موضوعية. فلا لا يلقون اللوم على أنفسهم ولا الأخرين أو الظروف والحياة. كل الصعوبات والظروف بالنسبة إليهم جاءت لتعلمهم دروسا في الحياة وهي دليل على النجاح وليس الفشل.
إنها عادة. عادة أن تكون قادرا على إحداث تحول في قدرة التركيز وتوجيه انتباهك إلى شئ يشعرك بالراحة والسعادة حتى إن كان لوقت قليل. يجدد ذلك روحك ويشحن طاقتك بالإيجابية والثبات العاطفي ويشكل جوهرشخصيتك، فتواجه الظروف والصعوبات بشكل أهدأ وتكون قادرا على حل المشكلات بشكل مختلف. وذلك لأنك هدأت نظامك العصبي وأصبح لديك قدرة على احتضان الموقف بدلا من تحكم الأحداث فيك.
إذا استحوذنا على أفكارنا ومشاعرنا يمكننا أن نرى جوانب متعددة مختلفة. الشخص الذي يري الظروف والمشكلات على أنها النهاية وأنه موضوع داخل زنزانة يكون سجنه الحقيقي تفكيره. أما من يؤمن أن سقوطه اليوم هو بداية لحياة جديدة أفضل فهو يحمل نفسه خارج الأحداث ويصبح أكثر قوة وثقة وسعادة.
كن ممتنا:-
الامتنان يعلمك أن تكون متفائلا بأن الحياة ليست بهذا السوء، ويمكنك من تجاوز كل الصعوبات فتجد نفسك تسأل: هل يشعرنا الامتنان بتحسن؟
أكد دكتور “مارتن سيليجمان” الذي أطلق عليه والد علم النفس الإيجابي في دراساته أن الأمتنان لا يشعرنا فقط بالتحسن والشعور بحال أفضل، بل له تأثير إيجابي كبير في الحد من شعور القلق والاكتئاب. صمم “سيليجمان” بروتوكولا سماه (الأشياء الثلاثة الجيدة) وطلب من مجموعة عشوائية أن يكتبوا ثلاث أشياء سعيدة يوميا حدثت في نهاية اليوم لمدة أسبوع فقط. وكان من نتائج التمرين التأثير الإيجابي على مستويات السعادة ويصاحبه انخفاض في مستويات القلق والحزن والاكتئاب استمر لمدة تصل الى ست أشهر. إذا، فقد حان الوقت لشعورك بالامتنان لكل ما لديك وحولك. سيساعد ذلك في النهاية في عدم ظهور المشكلات التي تواجهها وستتحكم في رؤيتك لمشكلاتك على أنها ليست النهاية لأحلامك بل هي مجرد عرقلة مؤقتة فقط.
التفاؤل يخلق الفرص والتشاؤم يقتلها
المتفائلون يجدون الفرص؛ بينما يرى المتشائمون المشكلات فقط! إذا غيرت الطريقة التي تنظر بها الي مشكلاتك فستتغير وتتحول إلى مجموعة مليئة بالفرص والنمو والتعلم واكتشاف الذات وتحقيق الأحلام.
النظر إلى نصف الكوب المملوء
الأشخاص الذين يرون نصف الكوب المملوء يقال عليهم متفائلون؛ بينما من يرون الكوب فارغاً فهم المتشائمون. بعبارة أبسط بكثير المتفائلون يرون الأفضل في العالم بينما يرى المتشائمون الأسوأ.
الفرق بينهم هو طريقة تفسير الأحداث
التفاؤل يعني التصديق والإيمان بأن كل الأمور خير. وبه يرى المرء أن أي حدث سيء ما هو إلا حدث واحد لا يؤثر على جوانب حياته الأخرى. المتفائل يرى أن الأحداث السيئة يمكن تغيرها والسيطرة عليها فهو يتوقع دائما أحداث المستقبل بطريقة إيجابية. وأكدت الأبحاث أن رؤية نصف الكوب الممتلئ لا يجعلك أكثر سعادة فحسب بل أيضا أكثر صحة وثراءً.
التفاؤل يمكن أن يكون صفة مكتسبة: أي يمكن للأشخاص تدريب أنفسهم على التفاؤل ورؤية الأحداث بشكل أكثر إيجابية. فعلى سبيل المثال، على الشخص الذي دائما ما يصدر ردود أفعال سلبية أن يهتم أول شيء من إدراك هذا السلوك ويتعرف عليه جيدا وعلى الاختلافات بينه والإيجابي ومن ثم يحاول جاهدا إعادة صياغة أفكاره بعبارات أكثر إيجابية. وبمرور الوقت ومع الاستمرار ستصبح هذه الاستجابات تلقائية.
المتشائم! يرى المتشائمون الأحداث السيئة على أنها سلسلة من الأحداث التي لا تنتهي ويشعرون أنهم ليسوا المسيطرين على حياتهم. يلقون اللوم على كل شيء ولا يثقون بقدراتهم ويرون أحداث المستقبل بسلبية، وإن سارت الأمور بشكل جيد يربطونها بالحظ (لقد كنت محظوظا حينها) ولا يتوقعون نجاحهم أبدًا. ومثالا على المتشائمين هم الأشخاص الذين يحصلون على درجة منخفضة في اختبار ما، فهم يرون أنفسهم فاشلين ويقنعون أنفسهم بذلك وبضرورة التوقف عن تكرار المحاولة خوفا من الفشل.
في النهاية، إن أهم درس تتعلمه إن اخترت أن تعيش حياة سعيدة هو أن تكون من الأشخاص الذين يضيفون للحياة ألوانا بتفائلهم وتفكيرهم ونظرتهم الإيجابية. قد يكون هذا صعبا، خاصة وإن لم تكن تدربت عليه مسبقا، خاصة في الصغر. ولكن اليوم، وبتطور العلم ومجالات الكتابات، بات بإمكاننا جميعا الوصول للعلم والنصيحة والمقالات شبه اليومية لتساعدنا على هدف ما. وتذكروا في النهاية أن السعادة بالفعل اختيار.
Thanks