قوة العادة لماذا نعمل ما نعمل في الحياة الشخصية والعملية؟
كتاب قوة العادات .. لماذا نعمل ما نعمل في الحياة الشخصية والعملية؟ للكاتب الأمريكي تشارلز دويج
هل تفكرت يوما في عاداتك؟
ماذا تفعل كل صباح؟
هل تذهب مباشرة للحمام لتنظف أسنانك وتبدأ بإعداد الفطور؟
أم تظل في سريرك تتفقد وسائل التواصل الاجتماعي؟
ان عاداتك هي ما يتحكم في طبيعة حياتك، اما أن تنعم بحياة ناجحة، أو تتكاثر مشاكلك.
وهذا ما تحدث عنه الكاتب الأمريكي تشارلز دويج في كتابه “قوة العادة.. لماذا نعمل ما نعمل في الحياة الشخصية والعملية؟
ويقول “دويج” في كتابه إن أكثر من 40% من التصرفات التي يقوم بها الناس في كل يوم لا تعبر في حقيقتها عن قرارات بل عن عادات، وعند قراءة هذا الكتاب سيتوضح لك القواعد التي يفسر بها دويج عاداتنا اليومية وما يسببها. وكيف يمكننا تغيير أي عادة سلبية أو بناء أي عادة صحية.
تكوين العادات:
يقترح الكاتب تشارلز دويج في كتاب قوة العادات أن جميع عاداتنا يمكن تقسيمها الى عملية ذات ثلاثة مراحل:
- المرحلة الأولى: هي ما يطلق عليها الإشارة أو Cue وهي الشيء الذي يحفز عقلك على اختيار العادة المناسبة في هذا الوقت بالتحديد الاشارة قد تكون مرتبطة بمكان، أو توقيت معين، أو بحالة عاطفية.
- المرحلة الثانية: يطلق عليها الروتين وهو الجزء الأوضح لأي عادة، ألآ وهو الفعل ذاته.
- المرحلة الثالثة والأخيرة: هي المكافأة أو الReward.
وهي الفائدة التي تعود بها هذه العادة عليك، يمكننا أن نقول إنها السبب الذي يجعل عقلك يريد فعل تلك العادة مرة تلو الأخرى. دويج يطلق على تلك الثلاث مراحل بحلقة العادة أو The Habit Loop تكوين العادات هي طريقة لدماغنا في توفير الوقت والطاقة عن اتخاذ القرارات المتكررة، وحفظها للقرارات الأكثر أهمية الأمر المهم فهمه عن تكوين العادات هو أنه يحدث دون إدراكنا قد تقوم بفعل أمر قد يكون ضارا بالنسبة لك مثل التدخين أو المأكولات السريعة وتقول في نفسك “أنا لا أفعل هذا الشيء كل يوم” وانت لا تدرك أن دماغك تحول هذه الأمور الى عادات.
- القاعدة الذهبية لتغيير العادات:
فهم الأجزاء التي تتكون منها أي عادة يجعل تغيير العادات السيئة أسهل بكثير. ومن هنا تأتي القاعدة الذهبية لتغيير العادات، وتنص على أنه للتخلص من أي عادة سلبية، كل ما عليك فعله هو أن تحافظ على الإشارة الأساسية، وتبدل الروتين، وستبقى المكافأة كما هي. فمثلا أن كنت مدخنا فحاول أن تعرف ما هي الإشارة التي تجعلك تذهب لتدخن أهو وقت محدد في اليوم، أم هو الإحساس بالضغط بعد معرفتك للإشارة، استبدل قيامك للتدخين بروتين جديد مثل الذهاب للتمشية لمدة عشر دقائق لتقليل الاحساس بالضغط وستبقى المكافأة كما هي.
- العادة السحرية:
جميع العادات معرضة للإنتكاسات والعادات السيئة لا تمحى من عقولنا بل انها تنتظر الاشارة الصحيحة والمكافأة المغرية لذا فان العادة الأكثر أهمية على الإطلاق بالنسبة لنجاح الفرد بحسب عشرات الدراسات، هي “قوة الإرادة” ولجعل قوة الإرادة عادة عليك بالتالي:
ابدأ بعادة تريد خلقها، اكتبها كهدف وتأكد من أن جميع قراراتك تقودك إلى تحقيق هذا الهدف المحدد.
- حافظ على إيجابيتك:
كل أولئك الذين لديهم مستوى عال من قوة الإرادة تعرضوا لانتكاسات على طول الطريق. لذلك حافظ على تركيزك على الهدف النهائي، وفكر في انتكاساتك كعقبات صغيرة على طول الطريق.
- سيطر على الضغوط:
لكي تجعل قوة الإرادة عادة، عليك أن تظل ثابتا، فعندما تبدأ لأول مرة قد ينتهي هذا الأمر بالتوتر والضغط النفسي. لذا ذكر نفسك بالبقاء هادئا والتركيز على الصورة الأكبر.
- العادات المحورية:
هناك فكرة أخرى يقترحها دويج في كتابه، ألآ وهي فكرة العادات المحورية، وهي العادات التي تمتلك القوة لتبدأ تفاعلا متسلسلا تغيير به العادات أو يتم به بناء العادات الجديدة. بكل بساطة المكافئة التي تأتي من تلك العادات تعمل كإشارة لعادات اخرى مثلا عند البدء بالتمارين الرياضية بشكل دوري عادة ما يصحب ذلك تغيير في النظام الغذائي الغير صحي. لذا فإن تغيير عادة محورية واحدة يقودنا الى تأثيرٍ ايجابيٍ كبير في حياتنا.
كتاب قوة العادات يثير في القارئ حماسة للبدء في تغيير عاداته وتغيير حياته لتصبح أفضل، وذلك لأن الكتاب يضع أسس وقواعد لفهم الإطار الذي تحدث من خلاله عاداتنا بدون أن يعطي خطوات موحدة لكل الأشخاص. فكلنا أشخاصٌ مختلفة بطرق تفكيرٍ مختلفة وأهدافٍ مخصصةٍ لكل منا نأمل أن تكون قراءة هذا الكتاب قد أشعلت بداخلكم حماس التغيير.