عندما تصبح حياتك من صنع أفكارك
عندما تصبح حياتك من صنع أفكارك
نبحث جاهدين عن عملاً مناسبا ونأمل أن نكون فيه ناجحين لتطوير ذاتنا لأجل المال الذي يساعدنا على شراء منزل وسيارة مريحة لننعم بحياة هادئة. نتمني أن نجد الأصدقاء المقربون في حياتنا لنشاركهم أوقاتنا وأفكارنا. نحلم منذ بداية إدراكنا لمشاعرنا أن نجد شريك الحياة المناسب لنقتسم معه الحياة ونشعر معه بالحب والمودة وتستمر الحياة معه حتى أخر العمر. هذا ما نحلم به ونتمناه ونسعى إليه بكل الوسائل المتاحة لدينا.
ولكن أحيانا تجد أن كل ما تفعله لا يأتي بما تخطط له!
فلتسأل نفسك أولاً، هل كل ما تتمناه وتفكر به يحدث؟ أم أن أفكارك اختلفت نتيجة ضغوط الحياة أو المشكلات المادية واختلاف الآراء بينك وبين الأصدقاء؛ فأصبحت دائم توقع السيء حتى أصبحوا المحيطين بك هم أيضا يرددون: “توقع الأسوأ” عند كل مشكلة تواجهها!
توقعك لأسوأ الاحتمالات هو ما يجلبها إليك، فالتفكير فيما لا يحدث حاليًا من تأخير الوظيفة أو بعد الأصدقاء عنك أو عدم تكافؤ شريك حياتك معط هو ما يجعل الأمور تزداد سوءًا.
غير أفكارك وستغير عالمك:-
الأفكار الإيجابية تولد مشاعر إيجابية وبالتالي فالدعوة إلى التفاؤل تضخ الدم فينبض القلب ويحفزنا على العمل. يجعلنا هذا نبتسم وننظر إلى الكون كله نظرة مختلفة.
توجد مقولة مأثورة عن أن الأفكار والعقل قادران على تحريك الجبال. فأفكارك الإيجابية هي ما تجلب لك السعادة وأفكارك المتشائمة هي ما تجعلك داخل دائرة الحزن مقيدا في مواجهة حياتك.
لا تقل لا يمكنني بل قل “سأفعل، وسأحقق”:-
لابد أن ينبع من داخلك الإيمان بأنك تستحق الأحسن، وأن تسعى إلى تأكيد هذا دائماً. لا بد أن تعزز قدراتك وتعلي منها. فمثلا عندما تفكر أنك لن تنجح في شيء يتعلق بالعمل وتفكر تكرارًا فيه، يؤكد هذا أنك لن تستطيع النجاح فعلا وتتأكد من أنك ستفشل. وهكذا تكون قد جلبت إليك الفشل بأفكارك وتأكيدك إحساسك السلبي. بينما إن فكرت بأنك ستقوم بهذا العمل على أحسن وجه وتفكر تكرارا في هذا ستنجح، فستنجح بدون شك!
فالسلبية والإيجابية حيال كونك “تستطيع أو لا” يؤثران على آداء العقل العصبي وهو ما يؤكد بدوره قدرتك أو عدم قدرتك على إنجاز الأمر فيجعلك تصدق كل ما يدور حولك في هذا الكون على أنه معك وسيفتح لك الأبواب فيساعدك على عملك أو أنه ضدك.
فلا تقل أنا “لا أستطيع” “صعب جداً” “هذا فوق قدراتي” “لن انجح”!
بل أكد لنفسك أنك “قادر”، “وتستطيع” “وستنجح”. توكيدك الحازم على قدرتك يسمح لعقلك التكيف مع نمط تفكيرك وقدرتك، ويسيطرعلى جميع أعضائك فتتصرف وفقا لذلك.
لا تشكو:-
كما اتفقنا سالفا، ما تفكر فيه هو ما تجلبه إليك سواء بشكل إيجابي أو سلبي فالشكوى من الظروف، ومشكلات الماضي التي جلبت إليك الحزن، ومديرك الذي لا يقدر مجهودك هي بوابة رئيسية لفشل أفكارك الإيجابية وهي العائق الأساسي الحائل بينك وبين أحلامك. فالماضي قد انتهى؛ اتركه وشأنه، بكل ما فيه من مساوئ أو مميزات. فقط فكر في مستقبلك وقدرتك على تغير كل ما مررت به إلى أحسن حال.
إليك مثال عن سيدة دائمة الشكوى من الشخص الذي أحبته بإخلاص شديد وهو لم يقدر هذا. لم تتوقف عن جلد نفسها يوما بسبب الأخطاء التي اقترفتها في الماضي فهي مازلت داخل تلك الدائرة لسنوات وسنوات: تجلب لنفسها من الشكاوى والأفكار السلبية المزيد والمزيد فتقع في الحزن والفشل أكثر وأكثر. نحن لا ننصح بعدم التعلم من أخطائنا؛ بلى، لكن عندما نتعلم الدرس المراد تعلمه، نتوقف تماما وتلقائيا عن التفكير في الماضى ونبدأ في المستقبل فنغيره إلى أحسن حال ممكن. فالدروس التي نتعلمها مما وقعنا فيه من فشل هي ما ستكون الدافع للنجاح.
وإليك بعض الوسائل التي ستساعدك على التفكير بإيجابية:-
ممارسة الرياضة يوميا:- الجسم السليم هو بداية حياة سليمة والرياضة حتما ما تشعرك بالراحة وتجدد من طاقتك وتساعدك على تصفية ذهنك من الأفكار. اختر وقتا قليلا تحافظ فيه على الرياضة يوميًا.
اقض وقتا مع من يشبهونك في التفكير:- اقض وقتا ممتعا مع أصدقائك، وأسرتك، وحبيبك ممن يتبعون نفس طريقة تفكيرك الإيجابية. وابتعد عن من يشكو كثيرًا وينظر للحياة من منظور سلبي طوال الوقت. فطاقة هؤلاء الأشخاص السلبية من المؤكد ستصيبك بالإحباط إن لم يكن في يديك القدرة على مساعدتهم.
كن ممتنا:- كن ممتنا دائما لكل ما يدور حولك. وتعلم من الفشل ودروسه التي وجب عليك تعلمها. اشكر كل من يساعدونك دائما وحب الخير للجميع! فتلك الطاقة ترد إليك أضعاف مضاعفة.
لا تجعل من نفسك قاضيا: ركز مع نفسك فقط. لا تهتم بشئون من حولك وكيف نجحوا! لا تقارن نفسك بغيرك فتحكم على أفعالهم. أنت لست قاضيا – ابحث عن نفسك أنت واهتم بأفكارك أنت. ابحث عن بوابة تحقيق الأحلام الخاصة بك ولا تضع وقتك.
احم أفكارك:- لا تسمح لأي شخص مهما كان أن يؤثر عليك أو أن يجعل أفكاره هي من تقودك. لا تجعل أحدا يقلل مما تفعله مهما كان صغيرا! احم دائرتك من أفكار الأخرين.
ما تفكر فيه تجده أمامك؛ تجذبه لا محالة! فحسِّن تفكيرك وثق في قدراتك وأبدأ التغيير واستعد لاستقبال كل ما تحلم به.