إدارة حياة

طرق مبتكرة لتدير الأزمات المادية بأقل الخسائر

الأزمات و المشاكل المالية

هل تذكرون قصة فيلم “يا رب ولد”؟ في ذلك العمل الكوميدي الشهير تعرض الحاج محمد الأسيوطي “فريد شوقي” إلى أزمة مادية طاحنة، رقد بسببها على فراش المرض، نتيجة احتراق صفقة الأخشاب الكبيرة التي وضع فيها ثروته بأكملها. الأزمات المادية

وقتها اتحدت بناته وبدأن في إدارة الأزمة، فاتفقت إحداهن على شراء بعض البضائع بالتقسيط، بينما بحثت الأخرى في دفاتر الحسابات لتكتشف أي ديون مستحقة لوالدها لدى البعض، ومن ثم بدأت في تحصيلها، ومرت الأزمة المادية بأقل الخسائر.

بعض ما جاء في الفيلم الشهير يعتبر من طرق إدارة الأزمات المادية، فبغض النظر عن سبب عدم استقرارك المالي، يمكنك البدء من جديد وتخطي الأزمة؛ وهناك نصائح عدة ستساعدك ومنها التالي.

• تحديد المشكلة

الخطوة الأولى للتغلب على الأزمات المادية هي تحديد المشكلة الأساسية التي تسبب الصعوبات.

المشاكل المالية بشكل عام تعد مؤشرا على مشكلة أكبر! وللخروج منها بحلول طويلة المدى، عليك تحديد السبب الفعلي لها، فالفكرة وراء أهمية الكشف عن مشكلة معينة هي التوصل إلى حل دائم.

تماما كصنبور يسرب المياه في منزلك، إذا وضعت دلوا تحته فذلك حل مؤقت، أما إذا أصلحته سيتوقف التسرب بشكل دائم. فبدلا من التركيز على الضغط النفسي، ركز على حل المشكلة التي تسبب أزمتك المادية.

• لا تماطل

إذا كنت تواجه أزمة مادية، فمن المهم ألا تضيع أي وقت.

هناك الكثير من الناس الذين يعتقدون أن تناسي سوء حالتهم المالية، يمكن أن يسمح لهم بالتغلب على التوتر، ولكنه هو ما سيجعل المشكلة أسوأ. من المهم أن تستمر في التركيز على المشكلة المطروحة حتى تتمكن من معالجتها فعلا. ضع في اعتبارك أن أزمتك المادية لا يمكن حلها بين عشية وضحاها، وبالتالي سيجب عليك التخطيط لنفقاتك ووضع ميزانية لها بعناية.

• ضع ميزانية

من أفضل الطرق للتعامل مع المشكلات المالية وضع ميزانية. وهي عبارة عن خطة إنفاق أسبوعية أو شهرية أو سنوية لأموالك توجه قرارات إنفاقك على الأشياء المهمة لك. وفي أثناء وضعك ميزانيتك، من المهم أن تتتبع نفقاتك لبضعة أسابيع أو على الأقل شهرا لمعرفة مقدار إنفاقك. وبمجرد أن تحل على أرقام واقعية من ميزانيتك، يمكنك مراجعتها بشكل نقدي، والبحث عن المجالات التي يمكنك الاستغناء عنها أو التقليل منها.

أشياء قد تتضمن تقليل الإنفاق على تناول الطعام في الخارج، وعلى الترفيه والهوايات، والاستعاضة عنها بتناول الغداء في المنزل أو تحضيره وأخذه إلى العمل بدلا من شرائه، وكلها أشياء لا تقل أهمية بل هي أنفع ولا تقيد ميزانيتك، بل تمكنك من السعي وراء أشياء أكبر كسداد أقساط شقتك أو سيارتك، أو الرهن العقاري وتقلل من ضغوطك.

إنشاء الميزانية وتحديد الأولويات يتضمن أيضا بعض الطرق الجديدة لكسب المال، مثل وظيفة ثانية، أو تقليص حجم المنزل مثلا.

• جرب طريقة كرة الثلج

بالنسبة لمعظم الناس، يمكن معالجة الأزمات المادية عن طريق تقليل النفقات وزيادة الدخل، أو مزيج قليل من الاثنين معا، لكنه قد لا يكون الخيار المثالي للجميع. ولأن التغييرات الكبيرة دائما ما تكون أكثر صعوبة، جرب اتخاذ خطوات صغيرة لتحقيق أهدافك، عن طريق اتباع ما يسمى بـ”تأثير كرة الثلج”.

على سبيل المثال، إذا كان لديك 50 جنيها فائضة كل شهر، فربما يجب عليك أولا سداد دين بطاقة ائتمانك الصغير الذي يتطلب حده الأدنى للدفع 50 جنيها شهريا، ومن خلال اتخاذ تلك الخطوات الصغيرة، ستسدد دين البطاقة، ومن بعده تكون لديك 50 جنيها إضافية بشكل دائم لاستخدامها في ميزانيتك أو لسداد دين آخر كل شهر.

• توقف عن استخدام بطاقات الائتمان

يمكن أن يكون تتبع نفقاتك وأين تنفق أموالك أمرا معقدا، ومع ذلك، عندما تعيد ترتيبات أمورك المادية، ستجد حسابك المصرفي فارغا.

أول شيء يجب عليك فعله هو التحكم في إنفاقك بواسطة استخدام بطاقات الائتمان، فكما قال لاعب الشطرنج والكاتب الأمريكي تشارلز جافي: “ليس راتبك هو الذي يجعلك غنيا، بل عاداتك في الإنفاق”.

لذلك قاطع جميع الأدوات التي تشجع على الإنفاق السهل مثل بطاقات الائتمان، وإن استلزم الأمر قم بتقطيعها. ورغم أن هذا ليس حلا دائما، فإنه سيمنحك بعض الوقت للتفكير في خيارات أفضل للخروج من الأزمة المادية.

• احصل على قرض سريع

عندما تكون في منتصف أزمة مادية، فمن المحتمل أنك غير قادر على تغطية نفقاتك اليومية، وقتها يمكنك بسهولة النظر في أمر القروض السريعة كإجراء مؤقت.

سيساعدك هذا على سداد أي ديون مستحقة، ويضمن أيضا أن لديك ما يكفي من المال للإنفاق اليومي. ولكن تذكر أن سداد مبلغ القرض أمر حاسم لتجنب المزيد من الصعوبات المالية، وبالتالي، لا تنس دفع أقساطك الأسبوعية أو الشهرية.

وعند حصولك على قرض سريع، استخدمه بحكمة في ديونك، فإن المدفوعات في الوقت المناسب ستخرجك من المشاكل المالية بشكل أسرع.

• اتخذ الإجراءات المناسبة

بمجرد أن يكون لديك خطة جيدة، فأسرع باتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذها، فأفضل طريقة للتعامل مع الإجهاد الناجم عن سوء التمويل هي إبقاء تركيزك على حل المشكلة. على سبيل المثال، إذا كانت أزمتك المادية بسبب ديون شخصية، ففكر في بيع بعض الأشياء القديمة التي نادرا ما تستخدمها، ويمكنك بعد ذلك استخدام هذه الأموال لسداد ديونك.

أخيرا، بغض النظر عن وضعك المالي، من المهم اتخاذ إجراءات فورية للتعامل مع المشكلات المادية. يمكنك أيضا الاستفادة من تلك الإجراءات فيما بعد لتجنب حدوث أزمات ومشاكل مالية أخرى في المستقبل. وإن كنت تعاني من تكرار تلك الأزمات فلا تتردد في طلب المساعدة من مختصيين المجالات التدريبية والنفسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق