سيدتي أشياء لا تعتذري عنها
سيدتي أشياء لا تعتذري عنها
الاعتذار من الأفعال المحمودة عمومًا، بشرط أن يكون في مكانه الصحيح. لكن ثمة مواقف لا تستدعي الاعتذار أبدًا مهما كانت محرجة، ولا ينبغي أبدًا تقديم أي مبررات لها! فإذا أردتِ أن تكوني امرأة قوية ومستقلة بقراراتها ولها شخصيتها الاعتبارية التي يحسب الجميع حسابها، عليك أن تتجنبي الاعتذار في أوقات لا تستدعيه. لأنك بذلك تفتحي مجالًا لمن هبّ ودبّ أن يستغلّك ويعتبر اعتذارك ضعفًا في موقفك وشخصيتك. لهذا قولي كلمة الحق المناسبة للموقف، ولا تعتذري إلا عن شيء يستحق هذا.
لماذا تعتذر النساء أكثر من الرجال!
تشير العديد من الدراسات إلى أنه عندما يعتقد الرجال أنهم ارتكبوا خطأً، فعلى الأرجح سيعتذرون مثل النساء، ولكن يبدو أن النساء عمومًا يبادرن بالاعتذار أكثر بكثير من الرجال وعن أمور قد تكون تافهة في نظر الرجال. ربما يعود هذا لأسبابٍ كثيرة تتعلق بالمرأة وتركيبتها النفسية، ومكانتها الاجتماعية، وأبرز هذه الأسباب ما يأتي:
- حساسية المرأة تجاه العديد من المواقف بوصفها أنثى أكثر رقة وتعاطفًا مع الآخرين.
- شعور المرأة بالأسف أكثر بكثير من الرجل لإحساسها الدائم بالمسؤولية.
- خوف المرأة الزائد من خسارة الآخرين، وانقطاع العلاقات، وخوفها من التسبب للألم للآخرين دون قصد.
- ضعف شخصية بعض النساء، وقلة ثقتهنّ بأنفسهنّ، وشعورهنّ الدائم بأنهنّ ضعيفات ويحتجن لدعم الآخرين، لهذا يبادرن بالاعتذار لخوفهنّ من خسارة هذا الدعم.
- هيمنة بعض الأفكار الانهزامية على عقل المرأة وشعورها بالندم على أشياء لا تستدعي هذا الشعور، فتضطر للاعتذار للكثيرين دون وجه حق.
أشياء على المرأة ألا تعتذر عنها
هذه الأشياء تخصّ المرأة نفسها وطبيعتها الجسمانية والنفسية، لهذا لا يجب عليها أن تقدم تبريرًا لها أو أن تشرح للآخرين سببها أو تعتذر عن حدوثها، سيدتي أشياء لا تعتذري عنها وهى كالتالي:
- الاحتفال والفرح بأشياء يشعر الآخرون أنها عادية ولا يجب الاحتفال بها: الناس لا علاقة لهم بما يجعلك تشعرين بالفرح، وأنت لست مضطرة لتبرير مشاعرك تجاه حدثٍ ما، خاصة إذا كان الآخرون لا يرغبون بهذا الاحتفال، فهذه حريتك الشخصية.
- الوظائف المتعلقة بالجسد: في زحمة الحياة قد تنسى المرأة نفسها في العمل أو في البيت وهي تركض خلف أطفالها، فتجد نفسها تعتذر عن أشياء أساسية وبديهية كأن تعتذر عن الوقت الذي استهلكته في قضاء الحاجة أو في الاستحمام، أو قد تعتذر عن شعورها بالألم بسبب دورتها الشهرية أو بسبب آلام الحمل والنفاس وحاجتها إلى العناية بالجسد!
- شكل الجسد: شكل الجسد بالنسبة للمرأة كثيرًا ما يكون مرمى للانتقادات وخاصة فيما يتعلق بملامحها الأنثوية كحجم الثدي إن كان كبيرًا أو صغيرًا أو شكل الشعر أو تناسقها الجسدي، مما يعرضها للتنمر في كثير من الأحيان، وعلى الجميع أن يعي أنّ هذه الأشياء طبيعية جدا.
- قرارات العمل: إذا كنت مسؤولة وكان عليك فرض قوانين لن تعجب البعض، لا تعتذري أبدًا ولا تبرري لهم سبب فرض القانون، وسيبقى عليهم الالتزام.
- كمية مستحضرات التجميل المستخدمة: تعاني النساء من ملاحظات كثيرة حول كمية مستحضرات التجميل التي يستخدمنها. فالبعض يعلق على كثرتها والبعض ينتقد أنّ المرأة لا تستخدمها. وفي كلتا الحالتين يجب ألّا يعلق أحد على هذا وعلى المرأة ألا تبدي أي تبريرات لأنها حرية شخصية تخصها وحدها.
- قول “لا”: إذا واجهتِ مواقف تستدعي قول كلمة لا فلا تترددي أبدًا بقولها، وحافظي على سلامك العاطفي والجسدي دون إبداء أي اعتذار. لا تقولي نعم لإرضاء الناس وإنهاك نفسك ضعي حدوداً لللآخرين .
- إنجاب الأطفال أو عدمه: عدم رغبة المرأة في إنجاب الأطفال أو إنجاب الكثير منهم أمرٌ يرجع إليها ولا دخل للآخرين في هذا القرار، خاصة أنّ بعض النساء لا يستطعن الإنجاب لأسباب صحية، ولا ينبغي لها أنى تبرر أو تعتذر عن هذا.
- أولوياتك في الحياة: هناك أشياء هي أولويات ضرورية بالنسبة لك، فلا تعتذري عنها أبدًا.
- قوة الشخصية: ينظر البعض إلى المرأة قوية الشخصية نظرة يُساء فهمها أحيانًا، ويعتبرون قوتها عبء على الآخرين. وعلى الرغم من هذه النظرة الغريبة، قوة الشخصية أمرٌ جيد لا ينبغي للمرأة التخلي عنه خوفًا من نظرات الناس.
- الهوايات والاهتمامات: هواياتك واهتماماتك الشخصية أمرٌ لا شأن للآخرين به. فإن كنت تحبين الرسم، أو الطبخ، أو القراءة، أو أي هواية أخرى لا تسمحي لأحد بأن يقلل من هذا، ولا تعتذري عن تفضيلك هواية على أخرى، فهذه حريتك وحدك ولا تؤثر على الآخرين.
- المشاعر الخاصة: تعبيرك عن مشاعرك الخاصة سواء الحزن، أو الفرح، أو الحب، أو غير ذلك أمرٌ مسموح طالما لا يؤذي مشاعر الآخرين، لهذا لا تبرري مشاعرك للناس ولا تعتذري عنها.
- أخطاء الآخرين: أنت لست مسؤولة عن أخطاء الآخرين وتصرفاتهم مهما كانت صلتهم بك، لهذا لا تعتذري عن أخطاء لم ترتكبينها.
- إنهاء العلاقات: إنهاء العلاقات السامة أو التخلص من الأشخاص السلبيين أمرٌ لا يجب الاعتذار عنه أبدًا، وهذه حرية شخصية لا علاقة لأحدٍ بها أبدًا، سواء كانت علاقة حب أم صداقة.
- التصرف على طبيعتك: أن تتصرفي بعفوية وعلى طبيعتك أمرٌ رائع طالما أنك لا تسببي أي إزعاج للآخرين، لهذا لا تعتذري عن لهجتك وطريقة كلامك وأسلوب حياتك وطريقة ملابسك لأن هذه أشياء تخصك أنت فقط.
- قول الحقيقة: أحيانًا تكون الحقيقة جارحة، والبعض قد لا يرغب بسماعها، لهذا قد يغضب البعض من قولك للحقيقة خاصة إذا كانت هذه الحقيقة ليست لصالحه. لكن رغم هذا فإنسانيتك وأخلاقك تلزمك بالصدق، ولا يجب عليك الاعتذار عن هذا الفعل أبدًا.
الكثير من النساء يعتذرن كثيرًا حتى عندما لا يفعلن أي شيء، والبعض يعتذرن عن أشياء خارجة عن إرادتهنّ مثل سوء الأحوال الجوية الطارئة أثناء حفلة تتم استضافتها، أو الاعتذار عن انقطاع الكهرباء أثناء تواجد الضيوف أو غير ذلك. ربما لأنّ بعض النساء يخشين أن يكرههم الغير في حال لم يبادرن بالاعتذار. لهذا يميل معظمهنّ إلى الندم على فعل أشياء لا علاقة للآخرين بها، فيبدأن بالاعتذار بسبب أو بدون. ولكن عليك أن تعلمي كامرأة لها كيانها وشخصيتها أن الاعتذار المتكرر عن أشياء لا تستدعي الأسف يوحي للآخرين بأنك مهزوزة وضعيفة الشخصية، فتوقفي عن فعل هذا فهناك يا سيدتي أشياء لا تعتذري عنها ابدا!