ثقافة العلاقات

دليلك لاكتشاف الشخصية التي تعيش دور الضحية

دليلك لاكتشاف الشخصية التي تعيش دور الضحية

إن كنت لا تعرف ما دور الضحية، فستعرف الآن!

بداية علينا جميعا أن نعرف أنه ما من مشكلة يمر بها أحدنا إلا وكان لها أسباب عدة ولها أيضا علاجات عدة؛ علينا أيضا أن نتعلم كيفية التعاطف بإيجابية مع كل مفهوم غريب يعاني منه بعضنا.

الضحية: هي شخصية وقع عليها ظلم ما بأي طريقة كانت لفظية أم فعلية، أما من يعيشون في دور الضحية فهم مختلفون وهم من سيدور حديثنا عنهم.

من يعيشون دور الضحية: هم أناس لم يحدث لهم أي تعد وإنما دائما ما سيشعرون بذلك. تراهم دائما سلبيين ولا يجدون من سلبيتهم مخرجا فبالتالي لا يعملون على إيجاد حلولا لها وإن اجتهدوا وحاولوا فسيحكمون دائما عليها بالفشل حتى قبل تنفيذها. يلقي من يعيش دور الضحية أسباب تعاسته كاملة على غيره أو حتى على الظروف، فهو لا يستطيع التحكم في أي شيء: إنه ضحية. لا يثقون في أنفسهم ويروها ضعيفة وسلبية، ومفعول بها لا فاعلة.

الأسباب السطحية

تتنوع الأسباب وراء عيش هذا الدور ولكن ربما تكون مغرياته أقوى لدى البعض إذ تمتاز بمكاسب تعود على من يعيشونه وهي كالآتي:

  • الفوز دائما في أي جدالات بسبب استعطافهم الغير
  • الحرية للانفعال بقوة لأن الآخرين يخافون عليهم
  • استغلال الغير للقيام بدورهم عن طريق الاستعطاف وإبداء قلة الحيلة
  • الكسل عن إيجاد حلول وجعل الغير يقومون بذلك
  • عدم تحمل أي مسؤولية
  • العيش في راحة من كافة المخاطرات فلا يقود نفسه للجديد بل يعيش في المتاح
  • الحصول على المساعدة الدائمة من الغير
  • الحصول على الاهتمام دائما حتى وإن كان يحكي أتفه الأمور التي بالنسبة له مهمة جدا
  • الحصول على أوقات فارغة كبيرة

ولكن هل هذه بالفعل مكاسب؛ ألا يمكن أن تكون في الحقيقة خسائر!

يعاني من يعيشون دور الضحية من الآتي:

  • انعدام الثقة بالنفس
  • عدم التطور الذاتي والعلمي
  • الكسل
  • إضاعة الوقت في التفاهات والتعاسات
  • العيش دائما في السلبيات غير المبررة
  • التحدث بكل عنف مع النفس وذمها واستحقارها
  • انعدام ثقة الآخرين فيهم وغيرها الكثير

الأسباب الواقعية

لكن هل في الحقيقة اختار الواقعون في هذه المشكلة هذا الدور بأيديهم بهذه البساطة. أم هم بالفعل ضحية بشكل ما. تقول الدراسات أن من يحبون هذا الدور في الحقيقة تعرضوا لخيانة ما كسرتهم أو لصدمات أثناء الطفولة؛ أو أنهم تربوا على الاعتماد على الغير؛ أو أنهم حتى كانوا يُمَرِّضون أو يعتنون في صغرهم بأحد أفراد أسرهم بالكامل فتعبوا من المسؤولية ويشفقون على ما هم فيه؛ أو أنهم لم يحبوا أنفسهم قط وتربوا على كرهها واستصغارها فوجدوا في دور الضحية قوة ما تجلب لهم مبتغياتهم عن طريق الاستعطاف والشفقة (ومن هذه الفئة المدمنين مثلا)؛ أو أن تلك هي طريقتهم الوحيدة في الحصول على الحب الذي لا يجدونه.

وللأسف قد يسيؤوا في بعض الأحيان من يعيشون دور الضحية قوة الاستعطاف هذه فيعتادوها ويصبحون من المستغلين المسيئين للغير. وبما أنهم لا يتحملون أدنى مسؤولية عن أفعالهم أو المواقف التي يمرون بها، يسه لانفعالهم حتى أنهم قد يعتدون على غيرهم بدافع أنهم لم يقدروا على تحمل المزيد من غضب الآخرين أو تذمرهم لأنهم ببساطة لا يتحملون.

الحلول

إذا ما العمل إن وجدت نفسك هكذا:

في الواقع إن كنت تسأل عن هذا السؤال، فهذه علامة جيدة في رحلة خروجك من هذه الخانة، لأن إدراك المشكلة نصف حلها.

  1. عليك تتبع متى بدأ الأمر بالتحديد
  2. عليك محاولة فهم الأسباب التي أدت لهذا واسترجاع أي ذكريات كان لها دور
  3. ابدأ في تقبل المسؤوليات الخاصة بك شيئا فشيئا
  4. تعاطف مع نفسك وحبها
  5. تأكد من أن كل شيء ممكن والتغيير أيضا
  6. حاول مد يد العون لتشعر بالقيمة والقوة وبقدرتك على إحداث الخير
  7. إن شعرت بالتعب من التغيير فخذ استراحة بسيطة ولا تفكر في الأمر حتى تتمكن من استكمال الطريق
  8. إن لم تقدر على أي من ذلك، فعليك مباشرة الذهاب إلى متخصص. سيساعدك المتخصص على التعرف على الأسباب ووضع خطة لعلاجها ووضع أهداف بناءة لحياتك، وتعلم التعاطف وحب الذات أيضا.

وترى ما العمل إن كنت أنت في مواجهة أحد من يعيشون دور الضحية الآن في مناقشة كلامية ما.

  1. أولا اعلم جيدا أنك في مواجهة غير عادلة ولا منطقية فلا تدعها تؤثر على أعصابك فهو محنك جدا في استجداء تعاطف الغير
  2. لا تقم بالمناقشة معه أما أي أحد
  3. لا تنس أيضا أن تكون رؤوفا بحال من تواجهه
  4. اجعل حدودك واضحة منذ البداية ولا تخف من ردة فعله المبالغ فيها
  5. لا تتجادل وترفع الصوت معه أبدا فسينقلب الموقف ضدك حتى وإن كنت على حق
  6. لا تنعته بأنه يعيش دور الضحية فيزداد الأمر سوءا
  7. كن مستعدا بالأدلة المنطقية
  8. إن أردت لومه على شيء فاذكر أفعالا باسمها لا صفات كأن تقول مثلا: “أنت لم تقم بمهامك بالأمس ولم ترسلها ولذلك تذمر العميل!” أو أن تخبره بأنه اشتكى لمديرك عن أمر كان من الممكن حله ولولا ذلك لما ازداد الطين بلة مثلا.
  9. قدم له النصح ولكن لا في هيئة كلامية بل في عرض عملي، كأن تقول تعال معي لصديقي المتخصص في علم النفس فهو بانتظاري في المقهى.
  10. شجعه على التغيير وزده عليه.

إن عيش دور الضحية أمر متعلم متأصل في الصغر أو نتيجة لصدمة كبيرة. إنه مشكلة لا يمكن الاستهوان بها لما ستنتجه من أفراد مجتمع غير فعالين ومتكاسلين ومفسدين أيضا لما ومن حولهم. لذا إن عرفت نفسك أو أحد معارفك يعيشونه، ابدأ أنت بالخطوات السابقة وتأكد من أن التغيير ممكن ولكن فقط بالطريقة الصحيحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق