تربية واعية

دليلك الكامل لتعود طفلك على الصيام

دليلك الكامل لتعليم الصيام للأطفال

لدينا جميعا أطفال وهم يريدون تقليد الكبار دوما. ويريدون أن يصوموا رمضان ويشعرون أنهم كبروا. ولكن قد يكون من الصعب قليلا على الطفل أن يتمكن من الصيام فعلا. فالصيام عن الطعام والماء ليس سهلا. وقد يستغرق الأمر إلى ما يتخطى الـ16 ساعة. يشكل الصيام عبء تعلم على الآباء إذ عليهم بذل قصارى جهدهم في تعليم الطفل الصيام ودائما ما يفكرون في الصعوبات التي قد يواجهونها ليجعلوا شهر رمضان خاصا جدا. ولكن، ما زال يمكنك القيام ببعض الأشياء التي تساعدك في تعليم الصيام للأطفال ليعتادوا عليه طوال اليوم ولتجعلهم أيضا متحمسين جدا لشهر رمضان الكريم.

فيما يلي بعض النصائح والإرشادات التي ستساعدك على تعليم الصيام للأطفال:-

– تحدث مع طفلك حول شهر رمضان:-

التعلم عن طريق الأنشطة:- يتذكر الأطفال نسبة 75 % من الدروس عندما يتعلمون من خلال الأنشطة مقارنة بنسبة 5 % من خلال المحاضرات أو 10 % من خلال القراءة. “فالتعلم هو ما يبقي بعد نسيان كل شيء تعلمته في المدرسة” كما قال ألبرت آينشتاين. الأطفال منذ صغرهم يتذكرون كل الأنشطة المشتركة بينك وبينهم وخصوصا في تلك الأيام الدينية، فيتذكرون “الصلاة، والصيام، وعادات الطعام، وقراءة القرآن، وتحضيرات رمضان، وزينة البيت. لذلك فأجعله يشاركك تلك التفاصيل والأنشطة، فالقصص والأغاني والمسرحيات تجذب الطفل وتحمسه وتجعله مهتما. فأحكي له في شكل قصة وجاوب عن كل الأسئلة التي تدور في ذهنه حول الصيام، وابحث معه عن كل ما يتعلق بالشهر الكريم واستعد لسرد القصص وإجابة الأسئلة والتي من أهمها “لماذا نصوم؟”.

– الحديث عن الصوم وأهميته:-  نحن نصوم لأن الصوم أحد أركان الإسلام الخمسة وهو من الأمور الأساسية التي يجب على المسلمون القيام بها. اشرك عاطفته معك في الأحاديث بينكم حيث يجب أن يتعلم في الأساس أنه يصوم من أجل التقرب إلى الله تعالى وليس من أجل “أن ينال رضاك، ويكون مميزا، أو إنك ستعطيه مكافأة”. لأنه إذا تعامل على هذا الأساس فحينما تزول المكافآت، ستزول أيضا الأفعال.

– كما أن الصوم يعلمنا كيف نكون “عاطفيين” ونشعر بالآخرين الذين لا يستطيعون شراء الطعام أو العثور على الماء النظيف، فالصوم يجعلنا نشعر بما يعانيه أولئك الناس فنحن نعطش ونجوع طوال اليوم ولكننا قادرون على تناول الطعام بعد المغرب في حين أن أولئك الناس لا يستطعيون هذا للأسف. وعندما يتعلم الطفل هذا، يتعلم كيف يتعاطف مع الأخرين ويساعدهم؛ “كأن يقوم بتوزيع الطعام على المحتاجين، وإعطاء الأموال للفقراء”. ويمكنك أيضا الاستعانة ببعض المطبوعات وجعله يدون تلك الأفكار والأنشطة.

– إن الصوم يعلمنا الصبر لأن الامتناع عن الطعام والشراب يمكن أن يغير المزاج فيعلمنا أن الصيام ليس فقط عن الطعام والشراب بل أيضا عن التحكم في غضبنا ومواجهة تلك العواطف السلبية.

– ابدأ مبكرا ولكن لا تتسرع:-

– في أغلب العائلات تحدث المقارنات بين من بدأ من الأطفال الصيام قبل من في الأسر الأخرى، فلا تجعل تلك المواقف تؤثر عليك واجعل طفلك يتعلم تدريجيا بدءا سن “6 سنوات”  فيما فوقها وابدأ بصيام صغير يشابه “الصيام المتقطع” كأن يتخطى وجبة الفطور مثلا ويتناول وجبة الغذاء يومين فقط في الأسبوع. الهدف هو وضعهم في روتين مختلف ولكن بإذنهم.

– أوقظهم في السحور ودعهم يأكلون معك، سيلعبون قليلا ويحاولون المساعدة في تحضير السحور ثم ينامون. أيقظهم في الساعة 11 أو قبل صلاة الظهر ليتناولوا وجبة صغيرة ويتوقفوا عن الطعام بعدها حتى صلاة العصر ثم يفطرون. واجعلهم هم المسئولون عن تذوق الطعام وإشعارهم بأنهم يشاركون ويستمتعون بالصيام. رمضان في البداية يخلق العديد من الذكريات والتعلم قبل أن يفطر الجميع على مائدة الطعام في المغرب.

– وبدءا من سن الصيام، أيقظهم قبل أذان الفجر واجعلهم يشربون ويأكلون وعلمهم أساسيات إبقاء الحسم رطبا وابدأ بتعاليم الصلاة واجلسهم معك في قراءة القرآن. فليس من المهم أن يحفظوا بإحكام الوضوء والزكاة مثلا، ولكن ركز على الأفكار الكبيرة مثل “الوعي”. فإن الله يرانا حين لا يرانا الجميع ووقت الصيام وأهمية الصلاة والعبادات روحيا، ستغرس في أطفالك تلك المبادئ.

– دعهم يقودون:-

– عندما يطلب من الأطفال القيام بالمهام فهم يتحملون المسئولية أحيانا أكثر من الكبار. اسمح لهم بارتكاب الأخطاء والتعلم أثناء تجربة الصيام وإدراك ما يفعلونه بأنفسهم. ودربهم على أن يكونوا مسئولين عما تعلموه. فمثلا “عندما تسأل الطفل هل غسيل الأسنان يفطر؟” فيجيب عليك “بنعم أو لا” فالأفضل أن تسأله كيف نبحث عن تلك الإجابة. اجعله يبحث عن كيفية معرفة “ما يفطر وما لا يفطر” في شهر رمضان فإن الحصول على المعلومات بأنفسهم يساعدهم على التذكير والتعلم أكثر. “الشخص الوحيد الذي تلقى تعليمه هو الذي تعلم كيف يتعلم ويتغير” ( كارل روجرز).

تشاركوا العبادات:-

– حاول أن تصلوا معاً واجعلهم يؤمون إن كانوا أهلا لها. اجعلهم يصلون معك التروايح، سيجعلهم هذا يشعرون كم هم مميزون ويمنحهم فهما قويا لأهمية الصلاة والصوم.

– حدثهم عن الزكاة والصدقة والخيرات، أنشئ صندوقا للتبرع كل يوم خلال الثلاثين يوما وكل يوما يصوم فيه يخرج صدقة للمحتاجين، فهذا يعلمه العطاء.

بقليل من الصبر والمحاولات الصغيرة وغرس العبادات وممارستها مع طفلك في شهر رمضان ستشكل دافعا قويا لتعلم طفلك الصيام والإبقاء على ذكريات طيبة بالإضافة إلى تعليمه كيف يعلم غيره فيما بعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق