إدارة حياة

خطوات الاستعداد لشهر رمضان

رمضان شهر الإيمان والجزاء المضاعف والمحبة والعطاء والإيثار. رمضان الشهر التاسع من السنة الهجرية وأفضلها وأعظمها أجرا. ولكن قد يفوت بعضنا عظمته ويستهون به ويقصر نصيبه منه فقط على أجوائه المميزة الفرحة. لذلك، علينا أن نبدأ في الاستعداد لرمضان ونأخذ الخطوات البسيطة شيئا فشيئا حتى نصل فيه للمستويات العليا في كافة الجوانب قدر المستطاع. رمضان بالفعل رحلة استثنائية للاستزادة الدينية والروحية والأخلاقية ولتعزيز الحب والإخاء بيننا وبين كل من نحب.

لماذا نستعد قبل رمضان بشهرين؟

سنسرد لكم بعض الأسباب التي قد تساعدكم في رؤية الأمر من منظور علمي:

  1. يقول الكاتب ب. ج. فوج في كتابه العادات الصغيرة أن الإنسان لا يقدر على العادات الكبيرة مرة واحدة وعليه البدء بصغائر الأمور التي يريدها.
  2. تقول دراسة بريطانية نشرت في المجلة الأوروبية لعلم النفس الاجتماعي أن الإنسان يحتاج ما بين 18 يوما إلى 254 لتكوين عادة تترسخ معه ولكن معظم الناس ممن خضعوا للدراسة أظهروا التزاما بعد 66 يوما (أي شهرين!).
  3.  تقول دكتور ويندي وود، الباحثة في علم النفس بجامعة جنوب كاليفورنيا ومؤلفة كتاب العادات الحسنة، والعادات السيئة: علم تأسيس التغيرات الإيجابية التي تدوم أن التحضير سر كون الأمور أسهل، قائلة بأنها تنام في ملابس الرياضة ليسهل عليها ممارسة التمرينات في اليوم التالي.
  4. تجربة الغير مألوف يجعلنا أكثر رغبة في الالتزام به! في دراسة أجرتها الدكتور ويندي كانت عبارة عن تعطيل المصعد لمدة 20 ثانية أكثر من الطبيعي في الطلوع والنزول كان كفيلا بأن يجعل الناس تستخدم الدرج حتى بعد إرجاع المصاعد لطبيعتها.
  5. إن وجدت المكافأة وجد التزام أعمق! والسبب يرجع لبناء ذكريات جميلة مع ما تريد الالتزام به. فتصير كلما أردت القيام به، استذكرت الوقت الجميل والمكافأة الجميلة التي حصلت عليها. وفي شهرين الاستعداد لرمضان تضاعف الأجور وهذه مكافآت عظيمة وهي ليست الوحيدة.

تبدأ الأشهر الحرام قبل رمضان بشهرين وكأنها بداية حقيقية للاستعداد له ويكون في الشهرين قبل رمضان الفضل الكثير وذلك لنتشجع ونتهيأ له جيدا. لذا، سيكون من الرائع إن استغللنا كل هذه المهلة في رحلة تطويرنا أنفسنا. إذا وبعد معرفة بعض الأسباب وراء أهمية الاستعداد لرمضان والبدء، كيف لنا الاستعداد لرمضان؟ إليكم بعض الأمور التي ستساعدنا في ذلك:

  • الصيام بداية من رجب. لنبدأ بالإثنين والخميس والأيام البيض من كل شهر.
  • قراءة ورد يومي من القرآن.
  • تعلم قراءة القرآن بشكل جيد أو على الأقل بشكل أفضل من قراءتنا له حاليا.
  • زيادة السنن إلى صلواتنا وعاداتنا.
  • تحضير قائمة أدعية نلزمها.
  • لنجرب أن نعد أنفسنا بألا نتلفظ بأي شيء سلبي أو مذموم لمدة ثلاثة أيام ونرى هل بالفعل التزمنا أم لا وما يمكننا تجنبه في المرات القادمة.
  • لنحاول وفقا لظروف حياتنا، توفيق أوضاعنا من الآن استعدادا لرمضان كي نستبعد كل ما يمكنه شغل بالنا في رمضان.
  • لنضع جدولا زمنيا محددا لأنشطتنا فيه سواء كانت الدينية وهي الأولى بالطبع، أو الترفيهية، أو الضرورية.
  • لنحاول أن لا نقع في شباك التلفزيون أكثر من اللازم، يمكننا اختيار برامج قليلة سريعة تعرض على قنوات لا تطيل الفواصل الإعلانية كي نستغل الوقت جيدا.
  • والأهم أن نكتب قائمة بالأعمال الطيبة التي يمكننا القيام بها يوميا ونضع جدولا لها حتى إن نسينا يوما نتذكرها.
  • لندعي أكثر ونطلب الدعم في محاولتنا التطور والاستكثار من الخير، وبالتأكيد سنجد أنفسنا أكثر قدرة وتركيزا وفي الطرق الأفضل نحو أهدافنا.

بالنسبة للعادات الغذائية وتحضير الطعام، فلا بد من ألا نغفلها ونعد أنفسنا لها في رمضان أيضا وذلك عن طريق التدريب على التحكم في ذاتنا أكثر والتحضير الجيد. يمكننا فعل ذلك والاستعداد لرمضان عن طريق الآتي:

  • تجهيز ميزانية رمضان الخاصة من الآن، أن نشتري مشترواته اللازمة التي يمكن شراؤها من الآن.
  • منع السكريات والدهون والأكل السريع والجاهز الذي يزيد من نهمنا ولا يساعدنا في تعلم كبح شهواتنا.
  • التقليل من الكافيين بالتدريج حتى نصل لرمضان لكي نستقبل الصيام بروح أقوى. واستبدال الشاي والقهوة بعصائر أو أعشاب.
  • الحد من عاداتنا السلبية كالتدخين حتى نستطيع أن نتحكم فيها في صيامنا لا أن تتحكم هي في أفكارنا.
  • تجهيز أساسيات الطبخ وتفريزها كي تسهل علينا الطبخ أثناء الصيام.
  • علينا التعود على الفواكه والخضروات والوصفات الصحية أكثر لنمد جسمنا بما يحتاجه من فوائد استعدادا للصيام. كما أن الطعام الصحي يسهل الصيام لما فيه من فيتامينات وقدرته على ترطيب أجسادنا.
  • إن لم نستطع الصيام استعدادا لرمضان، لنتوقف إذا عن الأكلات الخفيفة بين الأكل.
  • المباعدة بين الوجبات.
  • تجهيز يوم أو اثنين فقط للعائلة يجمع فيه كافة الأطراف مرة واحدة عوضا عن الخروج يوميا في رمضان أو تجهيز العزيمات بشكل روتيني مرهق.

استحضار المعنى الحقيقي لرمضان يعمق أهميته في أذهاننا. لنقرأ أكثر عنه وعن جزائه ونحاول أن نفعل أكثر مما اعتدنا عليه. ولكن لننجح في هذا علينا تحديد أهداف واقعية فيه تناسب مواعيد عملنا وواجباتنا فيه. اعلموا أيضا أنه يمكننا عن طريق أعمال بسيطة كسب أجور كبيرة في رمضان ولعل أولها إدخال السرور على الناس وتهنئتهم. لا تستصغر الأعمال أبدا فالابتسامة صدقة، وابدأ في إدخال السرور على الغير. وذكر غيرك بأهمية هذه الأيام. ولعل من أهم ما علينا تذكره هو أن رمضان فرصة تطوير ذاتية عظيمة تعمل على الجانبين الحسي والمعنوي؛ الجسدي والروحي؛ لذلك فهو ليس فقط للامتناع عن الطعام ولكن في الحقيقة عن كل ما لا نرضاه. فلنستل كل لحظة ومنحة في رمضان، وكل عام وأنتم بخير!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق