خطط لآخر ثلاثة شهور في هذا العام
خطط لآخر ثلاثة شهور في هذا العام
لا شك بأنّ هذا العام 2020 جاء استثنائيًا وطارئًا ومختلفًا. فمنذ بدايته والعالم يحبس أنفاسه مترقبًا ما ستؤول إليه الأوضاع في ظلّ انتشار فيروس كوفيد 19 (كورونا). حتى أنّ البعض أطلق على 2020 “عام الكورونا” إذ مضى معظمه في محاربة هذا الفيروس ومحاولة السيطرة على انتشارهو لكن دون جدوى حتى اللحظة. هذا كلّه ألقى بظلاله على الكثير من المخططات التي ذهبت أدراج الريّاح، سواء على مستوى الدّول أو المؤسسات الدولية والإقليمية والمحليّة أو حتى على مستوى الأشخاص. عاش الجميع فترة تخبّط وترقبٍ على أمل أن تنتهي غُمّة هذا المرض الذي فرض قيودًا عدّة على السفر والحركة والاجتماعات والمناسبات فأجل الناس جميع مخططاتهم. لكن أوشك عام 2020 على الانتهاء، ولن يكون من الحكمة التأخر أكثر من هذا في تنفيذ المخططات أو استبدالها بأخرى، خصوصًا أنّ انتهاء الوباء أمرٌ توقيته في علم الغيب.
كيف نخطط لآخر ثلاثة شهور من هذا العام؟
الأسوأ من عدم إنجاز أيّ هدفٍ خلال عامٍ كامل، هو الاستمرار على نفس الوتيرة والسماح لعامٍ أن يفلت منا دون أن نحقق فيه أي إنجاز. لهذا فإنّ أهم معروفٍ نُسديه لأنفسنا هو منحها الإنجازات والتخلّي عن الأفكارٍ السلبية المعجزة. ولكن قبل البدء في تنفيذ مخططاتنا التي تكدّست طوال أشهر العام، لا بدّ من ردع الكسل والاستسلام، وتغيير خططنا بما يتناسب مع الظروف الحالية كي لا نخرج من هذا العام دون إنجازٍ يّذكر, الأشخاص المتميّزون هم القادرون على التكيّف مع جميع الظروف والأحوال، ويملكون قدرة كبيرة على التأقلم. وعلينا أن نعرف انّه إن هذا العام قد منع البعض من تحقيق أحلامٍ طالما انتظروها فلا يزال أمامنا ثلاثة أشهر للتخطيط الجيّد لهذا العام ولا بدّ أخذ الآتي في الحسبان:
- إمداد النفس بالطاقة الإيجابية، وهذا أهم ما نحتاجه لتنفيذ خططنا وأهدافنا، فبمجرد وجود الحماس والإرادة، تولد القدرة على تحقيق ولو جزءًا بسيطًا من أهدافنا رغم جميع الظروف. يقول “بيلكوسبي”: كي تنجح، يجب أن تكون رغبتك في النجاح أكبر من خوفك من الفشل.
- التحلّي بالصبر والثبات، وعدم السماح للتردد أو الإحباط في أن يُسيطر علينا أو يُثبط من عزيمتنا.
- وضع خطط منطقية يُمكن تنفيذها بما يتناسب مع الظروف الحالية التي يمرّ بها العالم أجمع، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع العقبات التي يُمكن أن تُؤخر مخططاتنا، فالفشل يُبنى على الأفكار التي تكون بلا فعل أو تفكير.
- وضع جدول زمني لأهدافنا، والالتزام به قدر الإمكان، مع تخصيص خطة طوارئ لمواجهة أي حدث جديد يُمكن أن يُغيّر مسار تنفيذها.
- الاستعانة بالأصدقاء والزملاء أصحاب الاهتمامات المشابهة، وطلب مشورتهم أو مساعدتهم إذا كان بالإمكان، للاستفادة من خبراتهم، وذلك فيما يتعلّق بالخطط الخاصة وعلى الصعيد المهني.
- البدء بتنفيذ الأهداف السريعة والسهلة والأكثر إلحاحًا، والتي لا تتطلّب الكثير من الوقت والجهد، وذلك للشعور بالإنجاز.
خطط مقترحة لآخر ثلاثة شهور في العام
هناك حكمة قديمة تقول: “أنا لا أخاف الموت، أخشى أن أكون عاجزً افي سن الشيخوخة”. الإنسان الذي يملك الإرادة ويُحبّ الحياة يعرف جيدًا كيف يُمضي أيامه بشغف ونجاح وتحقيق الأهداف مهما كانت هذه الأهداف صغيرة. عليه أن يستغل أيام عمره بطريقة مثلى، فالحياة لا تتوقف إلّا بخروج الروح. وطالما هناك روح وقلبٌ ينبض لا بدّ أن يستمرّ الإنسان في السعي.، ولذلك، وعلى الرغم من أنّنا في الربع الاخير من العام. ثلاثة شهور ليست فترة يُستهان بها، بل هي فترة يُمكن أن نُغيّر بها حياتنا للأفضل، ومن بين الخطط المقترحة التي يُمكن تنفيذها من الآن إلى نهاية العام ما يأتي:
- تخصيص وقت لقراءة بعض الكتب المهمة التي تُنمي مهارات عديدة، وتُجدد الشغف، وتُعطي طاقة إيجابية وتزيد من الاطّلاع والثقافة.
- الاهتمام بالهوايات وتنميتها، ومحاولة إتقانها بطريقة احترافية مهما كانت هذه الهواية.
- تحقيق الوزن المثالي، والاهتمام باللياقة البدنية والتغذية، ووضع نظام صحي غذائي للجسم لتحسين قوّته ومناعته.
- تعلّم لغة جديدة عن طريق الدورات التدريبية التي تُعقد عبر الاتّصال المرئي والمسموع، أو الالتحاق بدورات جديدة في مجال العمل أو الدراسة.
- وضع خطة للإقلاع عن التدخين وتنفيذها
- وضع خطة إدّخار مناسبة للدخل، مما يضمن توفير مبلغ مناسب من المال، ومهما كان المبلغ صغيرًا.
- إنجاز بعض المهمّات المعلقة مثل: ترتيب المكتبة المنزلية أو ترتيب الأوراق الضرورية أو إصلاح بعض الملابس، أو الذهاب إلى الصالة الرياضية ثلاث مرات في الأسبوع، فمهما بدت هذه المهمات صغيرة إلّا أنها قادرة على إحداث فرق كبير.
- تحسين العلاقات مع الآخرين، والتخلص من الخلافات العالقة مع الأشخاص سواء كانوا أقارب أو أصدقاء أو زملاء عمل.
كلّ إنسان يخلق معناه الخاص في الحياة، وإن لم تخطط له جيدا فاعلم أنّك ستكون جزءًا من خطط الآخرين. ومن لم يضع لنفسه هدفًا وجسرًا يعبر عليه إلى أحلامه، فمن الطبيعي أن يكون هو جسرا لغيره. لهذا علينا أن نضع دومًا خططًا كما لو أننا سنعيش عقودًا قادمة، وعلينا أن نعي جيدًا أنّ العبرة في تحقيق الإنجازات ليست بالوقت وإنما بالعزيمة والاستمرارية، فالماء الذي يفلق الصخر لا يفلقه بقوّته وإنما باستمراريته. لهذا ابدأ اليوم في التخطيط. يقول “توماس كارليل”: الشخص الواثق بنفسه يقول: يبدو الأمر صعبًا، ولكنه ممكن! أماغير الواثق فيردد: الأمر ممكن ولكنه يبدو صعبًا!”