انتبه Red flags في علاقتك مع شريك يجب عليك أن تتوخى الحذر منها
العلاقة بين الرجل والمرأة مهما كان شكلها سواء كانت ارتباطًا رسميًا كالخطبة أو الزواج أو كانت ضمن حدود الصداقة فإنّها تمرّ بمدٍ وجزر. ولكن قد يشوبها بعض الشوائب التي تدفعنا إلى التنبه ومراجعة هذه العلاقة من جذورها، وملاحظة بعض العلامات والإشارات التحذيرية التي تخبرنا بشكلٍ غير مباشر بالكثير من الأمور. وهنا يجب علينا اتخاذ القرار إزاء الاستمرار في هذه العلاقة أو التخلّي عنها، خاصة أنّ العلاقة هذه وتحت أي مسمى من المفترض أن تكون مصدرًا للسعادة والراحة والطاقة الإيجابية! وفي هذا المقال سيتم الحديث عن الأعلام الحمراء “Red flags” ريد فلاجز في العلاقة بين الرجل والمرأة وكيفية التعامل معها.
تعريف الـ ريد فلاجز“Red flags”
ريد فلاجز “Red flags” أو الأعلام الحمراء من المصطلحات التي انتشرت مؤخرََا وتشير إلى أن العلاقة تسبب الأذى أو أنها أوشكت على الانتهاء أو أنها ستفشل؛ والريد فلاج يخبرك بأن هذه العلاقة غير مناسبة لك وعليك أن تنتبه إلى هذه الإشارات التحذيرية التي تجعلك تعيد التفكير في مستقبل العلاقة؛ وبشكل عام يوجد العديد من الRed flags التي يجب ملاحظتها بدقة وعدم تجاهلها.
يجب الانتباه للـ “Red flags”!
لا تتجاهل العلامات الحمراء التي تلاحظها أثناء تعاملك مع شريكك، أو التي تشعر بها وتلمسها بإحساسك، والتي تجعلك غير مرتاحًا، وتجد نفسك تُساوم على نفسك لإرضاء غيرك. من أبرز العلامات التحذيرية ما يأتي:
- عدم تطابق الأهداف من العلاقة: أحيانًا تكتشف أنّ أهداف العلاقة متعارضة، وأنّ هدفك من استمرارية العلاقة غير مطابق مع هدف الطرف الآخر. كأن يرغم أحدهم الآخر على الزواج بينما يرفض الآخر هذا جملة وتفصيلًا. هذه إشارة حمراء عن مستقبل العلاقة، وتدلّ على ضرورة إنهائها.
- تبرير السلوك السيء باستمرار:ؤ حتى ولو حاول العقل أحيانًا خلق انطباع إيجابي للشخص الذي ارتبطت به واختاره قلبك. من الأمثلة على هذا: التعامل الوقح مع النادل، إذ يُشكل هذا إشارة واضحة على أنّ هذا الشخص قد يُعاملك بنفس الطريقة في أية لحظة.
- عدم الرغبة في النقاش: عدم النجاح في خلق نقاش فعال وبناء حول القضايا المختلفة هو من الإشارات التحذيرية التي تشير إلى أنّ العلاقة غير ناجحة. ويكون هذا على شكل رفض الاستماع لوجهات النظر وعدم الرغبة بسماع رأي الطرف الآخر، والافتقار إلى التواصل المثمر.
- تجاوز الحدود باستمرار: عندما يُحاول الطرف الآخر تجاوز الخطوط الحمراء والحدود عليك أن تهرب من العلاقة. ومن الأمثلة على هذا: التدخل المستمر والمبالغ فيه في الشؤون الخاصة، وعدم إعجابه بطريقة ملابسك أو تصفيف شعرك أو مواعيدك. هذا كلّه يُشكل حولك ما يُعرف بالسلاسل غير المرئية التي تتيح للطرف الآخر الحق في التدخل في خصوصياتك قسرًا حتى دون أن تكون العلاقة رسمية.
- عدم الثقة والغيرة المستمرة: وجود الغيرة المبالغ فيها باستمرار يُضعف العلاقة ويُسبب المشاكل ويُعطي مؤشرًا على ضياع الثقة بين الطرفين، وهي ريد فلاج يجب عدم تجاهلها.
- السيطرة والتحكم: بعض أطراف العلاقة والرجال خاصة يحاولون فرض سيطرتهم وتحكمهم الكبير في علاقتهم، مما يُسبب محو شخصية الطرف الآخر وتهميشه، خاصة إذا وصل الأمر للمنع من التواصل مع الأصدقاء والمحيطين وقيامه بالعكس.
- الإحساس الهائل بالنفس “النرجسية”: البعض يعتبرون أنّهم أفضل من الشريك، ويُشعرونه أنه يجب أن يقدم لهم أضعاف ما يمنحون. يظنون أنفسهم أفضل من الجميع، لهذا يستغلّون الطرف الآخر لصالحهم، وهذه علامة حمراء تحذيرية.
- الأخذ دون منح: في كثير من العلاقات يعطي أحد الأطراف كل ما لديه بينما يأخذ الآخر فقط ولا يُفكّر في أن يمنح الآخر أي شيء مادي أو معنوي. فإذا كنت مع شخص لا يمنحك الوقت ولا يحقق لك السعادة والرفاهية، فمن الأفضل أن تستجيب للعلامة التحذيرية وتبتعد عنه.
- الشعور بعدم الراحة: أحيانًا نكون في علاقة مع شخص لكننا لا نشعر بالراحة أبدًا تجاه العلاقة به. وهنا يكون من الأفضل الاستماع إلى الحدس لأنّ شعورنا يخبرنا أنّ هناك خطأ ما يجب التنبه له. قد تشعر هكذا نتيجة لعدّة تراكمات جعلت العلامات التحذيرية تظهر، فصدقها.
- الأقوال عكس الأفعال: الأفعال أصدق من الأقوال، فإن لاحظت قول شريكك شيئًا وفعله نقيضه فهذه علامة تحذيرية.
- التعجل في العلاقة: البعض بعد التعرف عليهم يرغبون في اخذ منحنى كبير وبسرعة دون أن نتعرف إليهم جيدًا. هذه العلامة التحذيرية ضرورية لنأخذ زمام الأمور ونتروى في تعميق علاقتنا بهم حتى نتعرف إليهم جيدًا. وإذا لم يتحلوا بالصبر تجاه التطوّر في العلاقة فمن الأفضل التخلص من العلاقة.
كيف تتعامل مع الريد فلاجز؟
من الأفضل عدم تجاهل العلامات الحمراء التي تظهر لنا أثناء تعاملنا مع الأشخاص، وأخذها على محمل الجد. يجب أن نتعامل معها بطريقة تجعلنا نخرج من العلاقة بأقل الخسائر الممكنة كما على النحو التالي:
- لا تتجاهل أي علامة تحذيرية في العلاقة، وحاول أن تربط بين جميع العلامات التي تظهر تباعًا.
- اعطِ الطرف الآخر وقتًا للتصحيح الذاتي بعد أن تنبهه، وإذا لم يستجب عليك أن تقطع العلاقة وتتخلص منها.
- اتّبع حدسك بشأن العلامات التحذيرية ولا تحاول تكذيبه أبدًا، لأنّ الحدس يكون صادقًا في أغلب الأحيان.
- أحيانا تكون الـ”Red flags” على شكل مشاعر عدم أمان أو ارتياح أو في صورة رد فعل سلبي تجاه أحد الأصدقاء أو حتى تجاه المقربين، ولكن يكذبها القلب رغم وضوحها. لذلك يجب اتباع المشاعر والحدس والمنطق ومراجعة العلامات التحذيرية.
- أي نوع من الإساءة هو أكبر علامة حمراء في العلاقة، فإن حدث، اترك العلاقة على الفور.
- لا تتجاهل ما يقوله لك المقربون مثل والدك أو والدتك تجاه علاقتك بشخصٍ ما. إذ إنّ معظم الأشخاص ينتهي بهم الأمر إلى قول: ” “لقد أخبروني ونبهوني منذ البداية، لكنني لم أستمع”.
- عدم الثقة من العلامات التحذيرية المهمة! لهذا قيّم ثقة الآخر بك وثقتك به كي تستطيع رؤية ماهية علاقتك بوضوح، خاصة إذا كنت في حيرة من أمرك.
- استشر المعالج النفسي أو الطبيب النفسي حول أمر العلاقة والعلامات التحذيرية الخاصة بها، واشرح له جميع الـ”ريد فلاجز” التي لاحظتها كي يستطيع أن يُعطيك الإجابة الشافية حول العلاقة.
في جميع الظروف يُشير مصطلح “ريد فلاج” إلى ضرورة التوقف، وفي العلاقات يُشير إلى احتمالية كون العلاقة غير صحيّة، وقد تجلب العديد من المتاعب للرجل والمرأة ولذا يكون من الأفضل عدم الاستمرار فيها كي لا تجلب مزيدًا من التعب. من الممكن ألّا تكون العلامات التحذيرية هذه واضحة للجميع، وفي المقابل قد يراها البعض واضحة جدًا، إذ قد يستغرق الأمر أحيانًا بعض الوقت للظهور وفقا للسياقات المختلفة واختلاف طبائعنا ومدى حبنا. لكن إن ظهرت هذه العلامات في أي وقت، إيّاك أن تتجاهلها أو تتغاضى عنها. فيجب أن يكون الشخص، سواء رجل أو مرأة، على دراية ووعي بأي علامة تحذيرية تظهر في العلاقة حتى لا يستمر في التورّط بها.