ثقافة العلاقات

الكره والمرارة تجاه الآخرين سم في نفسك أنت

في مشوار الحياة، نتعرض للكثير من المواقف السيئة، التي تذيقنا طعم المرارة. منا من يقدر على تخطيها والمضي قدما في حياته، ومنا من يقع أسيرا لتلك المرارة التي قد تولد لديه الكره للآخرين.

لا تبدأ المرارة في النفس إلا بعد الإحساس بالألم. ذلك الشعور الذي يتولد داخلنا بعد التعرض إلى ظلم كبير، فنغضب بشدة، ثم نتألم كلما تذكرنا الأمر أو رأينا من تسبب في ذلك الشعور. تبدأ المرارة في التغلغل داخلنا فتتطور إلى الكره الشديد لهؤلاء الذين ظلمونا مع الرغبة الملحة في الانتقام منهم.

لذا فالمرارة هي شرارة الكره والانتقام، وهي كالثقب الأسود الذي يلتهم كل ما حوله. ويصفها أطباء علم النفس بأنها من أكثر المشاعر البشرية السامة المدمرة. فتأثيرها المدمر السام على النفس البشرية أقوى وأشد بكثير حتى من تأثير الموقف الذي نشأت فيه.

تخيل أنك تعرضت لظلم ما في عملك، ثم تركت نفسك لشعور الألم والمرارة، وسيطرة الكره والرغبة في الانتقام على تفكيرك،  فما هي النتيجة؟

ستهمل في عملك ولا تتقدم خطوة، وكلما تراجعت حياتك المهنية، كلما ألقيت اللوم على من ظلمك في بادئ الأمر. لكن الحقيقة أنك أنت من استسلمت للمرارة وظلمت نفسك بنفسك. فبدلا من تركيز تفكيرك على اللوم والتفكير في الانتقام، حوِل تلك الطاقة المتولدة داخلك إلى طاقة إيجابية تدفعك للمضي قدما في طريقك، لتحقق النجاح وتثبت لمن ظلمك أنه كان مخطئا.

• خطر الشعور بالكره والمرارة:

يتسبب الكره والمرارة في القلق والاكتئاب لفترات طويلة، مما يؤثر على حالتك الصحية أيضا، فتجد نفسك مصابا بأمراض عدة. فالغضب المزمن من الممكن أن يرفع الضغط بشكل يمثل خطورة كبيرة كما قد يؤثر على نظام المناعة لديك أيضا.

يجعلك تقدم على بعض الأفعال الانتقامية التي تعرضك لخطر أنت في غنى عنه.

يمنعك من تجربة مباهج الحياة، والاستمتاع بها مع من تحب.

يصيبك بحالة من التشاؤم تمنعك من النجاح في أي شيء وتتسبب في بعد الآخرين عنك ونفورهم منك.

• علاج الكره والمرارة:

العفو والغفران هو الحل الأفضل لتلك الحالة التي تسمم روحك وتفكيرك وتقضي عليك رويدا رويدا. فأنت عندما تسامح من ظلمك، وتسبب لك في الألم تطرد هذا الشعور بالمرارة والكره وتغلق الباب في وجه كل شعور سيء يعوق تقدمك للأمام. ولك في الناجحين على مدار التاريخ العبرة والمثل.

هل كان العالم العبقري “ستيفن هوكينج” سيصل إلى ما وصل إليه من نبوغ وتميز لو كان استسلم لمرض التصلب الجانبي الضموري وفقدان صوته بعد عملية مشؤومة في القصبة الهوائية؟

هل كان الرسام الشهير “والت ديزني” سيصل إلى ما وصل إليه من نجاح استمر حتى بعد وفاته إن كان استسلم لصدمة الاستيلاء على حقوقه الفكرية المتمثلة في شخصيته الناجحة وقتها “الأرنب أوزوالد”؟

هل كان الفنان المبدع “أحمد زكي” سيحقق تلك الشهرة والنجاح إن التهمته مرارة استبعاده من بطولة فيلم “الكرنك” بعد توقيع العقد، بسبب لون بشرته التي رفضها موزع الفيلم؟

هل كنت ستسمع عن عميد الأدب العربي “طه حسين” لو كان قد استسلم لفقدان بصره بسبب العلاج الشعبي الذي حرمه النظر وتسبب في عاهته؟

بعيدا عن الأمثلة الواقعية، تعالوا نتذكر قصة فيلم هندي أنتج عام 2010 تجلت فيه أروع معاني العفو والغفران والتغلب على مشاعر الكره والمرارة. إنه فيلم My Name Is Khan الذي جسد دور البطولة فيه الممثل الشهير “شاروخان” وبيّن لنا كيف أن البطل “رضوان خان” رغم معاناته من مرض التوحد استطاع  مسامحة كل من آذاه، حتى تحول من شخص منبوذ إلى أيقونة للبطولة والتضحية.

وما بين الواقع والشاشة هناك الكثير من الأمثلة، وإن ذكرناها جميعا لن نجد سطورا تكفي. فوراء نجاحات الكثير من المشاهير الكثير والكثير من الألم والحزن والمعاناة من الظروف وظلم الآخرين. لكنهم تغلبوا على تلك المرارة ونجحوا في تحويل طاقة الغضب داخلهم إلى دافع للأمام فحققوا الكثير والكثير.

تذكر دوما أنه إن كان الغضب يدفعك بشكل لا يقاوم تقريبا نحو الانتقام، فالغفران في الأغلب يتعلق بالتخلي عن هذا الانتقام. فكلما طالت فترة غضبك، كلما غرقت في المستنقع المدمر لمشاعر الكراهية والاستياء الآخذ في التصاعد. وبمرور الوقت سوف ينضج غضبك ويتحول إلى كره ومرارة.

بالطبع يمكنك التسبب في ضرر وإيذاء الشخص الذي ظلمك، ويمكنك أيضا اختيار ألا تركز تفكيرك على المشكلة وإنما نحو الحل وتسعى إلى وضع ذكرياتك السيئة تلك خلفك.
غير موقفك لتحرير نفسك من دائرة المرارة المفرغة. عليك أن تكون على استعداد لتنظر إلى الشخص الآخر من جديد على أنه ليس شريرا.


وحتى تتمكن من التغلب على مشاعرك السلبية والهرب من الكره والمرارة تجاه الآخرين يمكنك أن تتبع تلك الخطوات البسيطة. حدد مصدر شعورك بالمرارة وما الذي فعله من آذاك وتسبب لك في هذا الألم لدرجة شعورك بالغضب كلما رأيته؟

طور طريقة جديدة للنظر إلى ماضيك وحاضرك ومستقبلك بما في ذلك كيف أثرت المرارة سلبا على حياتك؟ وكيف يمكن أن يؤدي التخلي عنها إلى تحسين مستقبلك؟ اكتب خطابا للشخص الذي تسبب في ألمك ومرارتك موضحا ما اقترفه تجاهك من خطأ ثم سامحه واغفر له. لكن لا ترسل تلك الرسالة له بالطبع.

راجع نفسك في كل تصرفاتك، وتذكر من ظلمتهم يوما ما، وهل ستحب أن يغفروا لك ذنبك؟ أم أن يكرهوك ويفكروا في الانتقام منك؟

في مشوار الحياة نتعرض للكثير من المواقف السيئة التي تتسبب لنا في المرارة. منا من يقدر على تخطيها والمضي قدما في حياته، بينما هناك من يقع أسيرا لتلك المرارة التي قد تولد لديه الكره للآخرين.

لا تبدأ المرارة في النفس إلا بعد الإحساس بالألم. ذلك الشعور الذي يتولد داخلنا بعد التعرض إلى ظلم كبير، فنغضب بشدة، ثم نتألم كلما تذكرنا الأمر أو رأينا من تسبب في ذلك الشعور. تبدأ المرارة في التغلغل داخلنا فتتطور إلى الكره الشديد لهؤلاء الذين ظلمونا مع الرغبة الملحة في الانتقام منهم.

لذا فالمرارة هي شرارة الكره والانتقام، وهي كالثقب الأسود الذي يلتهم كل ما حوله. ويصفها أطباء علم النفس بأنها من أكثر المشاعر البشرية السامة المدمرة. فتأثيرها المدمر السام على النفس البشرية أقوى وأشد بكثير حتى من تأثير الموقف الذي نشأت فيه.

تخيل أنك تعرضت لظلم ما في عملك، ثم تركت نفسك لشعور الألم والمرارة، وسيطرة الكره والرغبة في الانتقام على تفكيرك،  فما هي النتيجة؟

ستهمل في عملك ولا تتقدم خطوة واحدة. وكلما تراجعت حياتك المهنية، كلما ألقيت اللوم على من ظلمك في بادئ الأمر، لكن الحقيقة أنك أنت من استسلمت للمرارة وظلمت نفسك بنفسك. فبدلا من تركيز تفكيرك على اللوم والتفكير في الانتقام، حوِل تلك الطاقة المتولدة داخلك إلى طاقة إيجابية تدفعك للمضي قدما في طريقك لتحقق النجاح وتثبت لمن ظلمك أنه كان مخطئا.

• خطر الشعور بالكره والمرارة

يتسبب الكره والمرارة في القلق والاكتئاب لفترات طويلة، مما يؤثر على حالتك الصحية أيضا، فتجد نفسك مصابا بأمراض عدة. فالغضب المزمن من الممكن أن يرفع الضغط بشكل يمثل خطورة كبيرة كما قد يؤثر على نظام المناعة لديك أيضا.

يجعلك تقدم على بعض الأفعال الانتقامية التي تعرضك لخطر أنت في غنى عنه.

يمنعك من تجربة مباهج الحياة، والاستمتاع بها مع من تحب.

يصيبك بحالة من التشاؤم تمنعك من النجاح في أي شيء وتتسبب في بعد الآخرين عنك ونفورهم منك.

• علاج الكره والمرارة

العفو والغفران هو الحل الأفضل لتلك الحالة التي تسمم روحك وتفكيرك وتقضي عليك رويدا رويدا. فأنت عندما تسامح من ظلمك، وتسبب لك في الألم تطرد هذا الشعور بالمرارة والكره وتغلق الباب في وجه كل شعور سيء يعوق تقدمك للأمام. ولك في الناجحين على مدار التاريخ العبرة والمثل.

هل كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات سيكتب اسمه في سطور التاريخ بحروف من نور لو استسلم لشعور الكره والرغبة في الانتقا، بعد أن سُجن وجُرد من رتبته العسكرية وفصلوه من الجيش؟

هل كان الرسام الشهير “والت ديزني” سيصل إلى ما وصل إليه من نجاح استمر حتى بعد وفاته إن كان استسلم لصدمة الاستيلاء على حقوقه الفكرية المتمثلة في شخصيته الناجحة وقتها “الأرنب أوزوالد”؟

هل كان الفنان المبدع “أحمد زكي” سيحقق تلك الشهرة والنجاح إن التهمته مرارة استبعاده من بطولة فيلم “الكرنك” بعد توقيع العقد، بسبب لون بشرته التي رفضها موزع الفيلم؟

هل كنت ستسمع عن عميد الأدب العربي “طه حسين” لو كان قد استسلم لفقدان بصره بسبب العلاج الشعبي الذي حرمه النظر وتسبب في عاهته؟

وما بين الواقع والشاشة هناك الكثير من الأمثلة، وإن ذكرناها جميعا لن نجد سطورا تكفي. فوراء نجاحات الكثير من المشاهير الكثير والكثير من الألم والحزن والمعاناة من الظروف وظلم الآخرين. لكنهم تغلبوا على تلك المرارة ونجحوا في تحويل طاقة الغضب داخلهم إلى دافع للأمام فحققوا الكثير والكثير. ولك في نبي الله محمد، عليه الصلاة والسلام، الأسوة والمثل. فبرغم كل الظلم والإيذاء الذي عانى منه على يد قومه في مكة حتى هجرته منها حزينا، فبمجرد أن فتح الله عليه وعاد منتصرا، غفر لمن ظلمه وقال مقولته الشهيرة “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

راجع نفسك في كل تصرفاتك. تذكر من ظلمتهم يوما ما في السابق واسأل نفسك هل ستحب أن يغفروا لك؟ أم أن يكرهوك ويفكروا في الانتقام منك؟ ذلك سيجعلك ترى من منظور آخر وهو أننا جميعا بحاجة إلى الغفران والحب ليس فقط للغير بل ولنفع أنفسنا والتخفيف عنها أيضا.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق