إدارة حياة

الاستمرارية سر قد لا تعرف مدى أهميته

لماذا الاستمرارية سر النجاح

الاستمرارية كلمة لا نذكرها كثيرا ولا نتكلم عن بالتفصيل. لا نعلم لماذا مع أنها أحد المبدائ الرئيسية لأي نجاح أو هدف طويل المدى. الاستمرارية مبدأ من أصعب المبدائ للتعلم ليس لصعوبتها ذاتها ولكن لقلة ذكرها يمكن رغم أن مظمنا يمارسها يوميا.

لماذا الاستمرارية سر النجاح

في الحقيقة النجاح لا يولد في لحظة، ولا يمكن بلوغه إلا بتعلم كافة نواحيه باختلاف التخصصات. إذا سألنا أي متفوق في مادة ما أو أي بطل في رياضة ما، أو عالم في مجال ما عن كيفما كان نجاحه، لن يذكر لنا أنه تدرب أو درس شيء لساعة أو اثنين، في الأغلب سيكون رده أنه تمرن كثيرا حتى سبق أقرانه. إذ كان شغوفا جدا بتعلم لغة أو رياضة أو مهارة أو علم بحاله حتى.

من البديهي لأي منا أن يدرك سريعا أن مثل هذا العمل بالطبع لم يكن على وتيرة واحدة مستمرة من البداية. نعلم كلنا أنه من الصعب جدا ممارسة نفس الشيء لعدة أيام بل وشهور وسنوات من البداية وحتى الاحتراف بالشكل نفسه دون ارتدادات. في الحقيقة تلك الارتدادات هي المسؤولة عن تشكيل الإحساس بالمسؤولية وأهمية الاستمرار. فمع كل تباطؤ وتوقف تشعر بأهمية ما تفعله وتأثيره على حياتك وجسدك وقوة عقلك فترجع إلى المواظبة مرة الأخرى.

جميعنا يمر بمثل تلك الأمور فيتعلم الاستمرارية، ولكن للأسف منا من لا يتعلمها إلا في أوقات متأخرة أو أبدا. ولكن لماذا نقول للأسف بينما لم يفت الأوان بعد لتعلمها. دعونا نخبركم إذا ببعض فوائد تعلم مبدأ الاستمرارية في الحياة:

  • تقوية حس المسؤولية
  • زيادة تحملنا لتحديات الحياة
  • الشعور بالاتصال بمن معنا فيما نمارسه ووجود من يمدنا بالطاقة والحماس
  • حسن تنظيم أوقاتنا واستغلالها جيدا
  • تنمية المهارات العقلية والجسدية
  • زيادة حماستنا لتعلم أمور جديدة
  • تقوية علاقاتنا مع الناس نظرا لحسن التزامنا بالوعود والاتفاقيات لا سيما المادية منها
  • تأثيرنا الكبير على من حولنا ليطوروا هذا المبدأ أيضا
  • الشعور بزيادة أهمية حياتنا عندما نصبح كل يوم مدركين أن حياتنا تستثمر فيما يفيدنا ويفيد من حولنا أيضا
  • الإحساس بالتجدد والفرص الجديدة مع كل مرة تتاح لنا الفرصة لفعلها
  • الشعور بالإنجاز والقدرة على مجابهة الجديد أيا كان
  • عدم مهابة أي جديد في الحياة، إذ يكون لدينا إحساس عال بالقوة والقدرة على المثابرة في أي مجال

ما من شيء لا نستطيع فعله إن تمتعنا بحس المثابرة. الاستمرار في الحقيقة سلاح جبار. وكما يقول المثل المصري “الزن عالودان أمر من السحر،” فالمثابرة سلاح فتاك. فإن نظرنا لقطرة المياه التي لا تقدر على إحداث أي شيء لضحكنا عندما نراها تنخر الجبال نخرا مفتتة إياهاه!

لا عجب أن مبدأ كهذا كان إحدى مرسخا حسن الترسيخ في الأديان والحضارات منذ قديم الأزل. فتجد لكل دين أو عقيدة أو مذهب فكري طقوس وواجبات لا تخلف، منها اليومية والأسبوعية ومنها الجماعية لزيادة حس التعاون والمؤاخاة والفردية لزيادة حس الاعتماد على النفس والمسؤولية.

وإن نظرنا للطبيعة ذاتها، فسنجد لها طقوسا وعادات لا تتغير ولا تهن ولا تستبدل كتتابع الفصول والشهور  ومراحل نمو المخلوقات، وحركة دوران الشمس والقمر والكواكب والشمس ومراحل نمونا وتطورنا كبشر وغيره الكثير. كل شيء يجري في مساره بدون كلل لضمان استمرارية الحياة أو ملل، لأن السياقات أيضا ستستمر في التبادل والاختلاف.

إذا كيف نبني روتينا في حياتنا يساعدنا على خلق حياة متناغمة لها أسس. إليكم تلك الخطوات:

  • تحديد ما الذي تريد تعلمه أو ممارسته يوميا
  • تعديد الأسباب وراء اختيارك هذا الأمر خاصة
  • تعديد الفوائد التي ستعود عليك
  • تحليل ما قد يشكل لك في البداية عائقا والتفكير فيه جيدا؛ هل هذا عائق حقيقي؟!
  • ابدأ ولكن بخطوات بسيطة صغيرة
  • حاوط نفسك بمن يقومون به أيضا حتى إن تعثرت يوما ساندوك
  • دون كل مرة تتعثر فيها وأسبابها وسياقها وكيفما شعرت قبلها وبعدها وحاول تجنب الأسباب والسياقات المؤدية لها
  • تعلم عن اليوجا وتمارين التنفس التي تساعد على الصبر والتأمل
  • إن اختنقت في يوما ما أو شعرت بكآبة أو ما شابه، فما هناك من مشكلة لأخذ قسط من الراحة للعودة أقوى ولكن لا تطيل الاستراحة ليكون الرجوع سهلا
  • دائما تذكر أسباب قيامك بذلك وعددها في مجالات عدة، وتذكر الفوائد التي ستعود عليك
  • تذكر أنه ما من شيء يأتي سهلا ودون اجتهاد. فالأمور المفيدة تستغرق وقتا لا لأنها صعبة بل أيضا لتعرف قيمتها وتتعلم في رحلتك إليها أمورا عدة مختلفة تكتشفها وحدك ولنفسك دون غيرك
  • تابع تعلمك عن المثابرة والاستمرار وعن ما اعتمدته روتينا
  • علم هذا المبدأ لغيرك واحرص على إظهار أهميته القوية
  • تعلم مجالا للتنفيس عن الغضب غير الاستسلام. فالاستسلام حقا لا يزيدك إلا كآبة ولكن بعد قسط بسيط وهمي ولكن قوي من الرضا

تعلم ألا تستهون بالأمور لظنك دوامها. الدنيا لا تقوم إلا على نغم متتابع وإن خفت في بعض الأوقات. تأكد دوما أن ستتعلم دائما من كافة المراحل الارتدادية، لأنك في كل مرة ستتعلم كيف البدء و النجاح من جديد ولكن أقوى. إن بدأت من الآن في شيء ما، وليكن أصعب الأمور، فنؤكد لك أنك ستجني نتائجه في فترة أقصر مما تتخيل. فقط ابدأ واستمر بخطى قليلة ولكن مستمرة. وبمرور الوقت ستأتي عليك لحظة تنظر فيها للخف وتنبهر بما استطعت فعله عندما لم تؤمن بنفسك كفاية، فماذا يمكنك الآن فعله!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق