الأمومة وتجربة أول طفل

إنجاب الطفل الأول يعد من التغيرات الجذرية التي تحصل للأم والأب خاصة الأم التي تكون أكثر التصاقًا بطفلها. فمهما كانت خبرة المرأة في الحياة تظلّ قلقة بشأن تجربتها الأولى في الأمومة، لهذا ترسم في علقها الكثير من السيناريوهات المحتملة لطريقة تعاملها مع طفلها الجديد، سواء في العناية به أو التعامل معه عندما يبكي أو يمرض أو يجوع. لذلك قد تلجأ في كثيرٍ من الأحيان إلى سؤال الأقارب أو الأصدقاء ممن سبقوها في الأمومة، ولكن قد يوقعا ذلك في الكثير من الأخطاء، خاصة أنّ لكل طفل خصوصية وطريقة تعامل مختلفة عن غيره. لهذا لا بدّ من توفر مجموعة من النصائح الصحيحة للتعامل مع الطفل الأول، والتي يجب أن يتم التخطيط لها حتى قبل الولادة وهي تتضمن أفضل الطرق للتعامل مع الطفل الأول؟
التحضيرات النفسية لولادة الطفل الأول
الاستعداد النفسي لقدوم الطفل الأول مهم جدََا بالنسبة للأم والأب على حد سواء وأهم جوانب هذا الاستعداد ما يأتي:
١. الاستعداد النفسي الجيد من قبل الزوجين والتخلص من اي مشاكل زوجية في حال وجودها للحفاظ على صفاء الذهن وبيئة صحية اثناء التعامل مع الطفل.
٢. اتخاذ الأم للإجراءات الوقائية التي تجنبها الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
٣. الأخذ بالاعتبار أنه بمجرد ولادة الطفل ستتغير العلاقة بين الزوجين وقد يحدث انشغال كبير للأم؛ ولهذا يجب ان يكونا متعاونين ومتفاهمين على إيجاد الوبت المناسب لهما دون تقصبر بالعناية بالطفل.
٤. استعداد الأم النفسي للسهر وسماع الصراخ المتواصل خاصة إذا كان الطفل من الأطفال كثيري البكاء؛ وهذا قد يؤثر سلبََا على مزاج الطفل.
٥. معرفة جميع الطرق المناسبة للتعامل مع الطفل من الناحية النفسية مثل: تقلبات الطفل المزاجية وتغير ميعاد نومه وتقبله للرضاعة الطبيعية من عدمها.
٦. قراءة الكتب المتعلقة بالعناية بالطفل وطريقة رعايته ومعرفة آراء المتخصصين النفسيين.
الحاجات الأساسية للطفل الأول
أهم شيء في التعامل مع تجربة الأمومة والأبوّة الأولى هو التنبّه للأمور الأساسية الروتينية التي يحتاجها الطفل يوميًا وهي كما يأتي:
- الرضاعة الطبيعية: في العادة تجهل الأمهات الجدد الطريقة الصحيحة لإرضاع الطفل وعدد المرات التي يجب أن يرضع فيها. يمكن للأم أن تتعرف على الطريقة المثلى للرضاعة الطبيعية تدريجيًا وعدد المرات الذي يكون بحسب رغبة الطفل في ذلك.
- تناول مكمل فيتامين د: في العادة يتم صرف المكمل الغذائي فيتامين د الخاص بالطفل منذ اليوم الأول من الولادة لضمان نمو عظام سليم له.
- التطعيمات واللقاحات: على الأم والأب التنبه إلى جدول التطعيمات واللقاحات اللازم أخذها حسب الأصول وعدم التغافل عنها أبدًا.
- إجراء الفحوصات الروتينية للمواليد: في العادة يتم عمل عدة فحوصات روتينية لأي طفل حديث الولادة وأشهرها: فحص الغدة الدرقية وفحص التفوّل وفحص خلع الولادة وفحص السمع وفحص العين.
- تنظيم نوم الطفل: في العادة يجب أن ينام الطفل المولود حديثًا حوالي ست عشرة ساعة موزعة خلال اليوم بحيث ينام تقريبًا أربع ساعات متصلة ويستيقظ لتغيير الحفاض أو للرضاعة، وإذا لم ينم الطفل بشكلٍ كافٍ وكان بكاؤه شديدًا فمن المرجح أنه يُعاني من الغازات. ويمكن معالجة الأمر باستشارة طبيب الأطفال.
- ملابس الطفل: يجب مراعاة عدم المبالغة في شراء ملابس للطفل خاصة في الشهور الثلاثة الأولى لأنه سيكبر بسرعة ولن يرتديها سوى مرات قليلة، بل يجب شراء مقاسات مختلفة ومتدرجة.
التحضيرات للتعامل مع ولادة الطفل الأول
الشعور بالقلق والتوتر قليلًا بشأن التعامل مع وجود طفل صغير لأول مرة في البيت أمر طبيعي، وخاصة عندما نكون المسؤولين الأوليين عن كل ما يخص هذا الطفل. هذه بالطبع مسؤولية كبيرة وليست سهلة، ولهذا لا بدّ من أخذ بعض النقاط الأساسية بعين الاعتبار، وهي كما يأتي:
- وضع ميزانية جديدة يُخصص فيها نفقات لحاجيات الطفل الأساسية التي يجب تأمينها أولًا مثل: الحليب والملابس والحفاضات وغيرها.
- تنظيم المهام المنزلية والاتفاق عليها مع الشريك لتخصيص الوقت الكافي للعناية بالطفل دون وجود أي عوائق بشأن أعمال المنزل المختلفة.
- اختيار حضانة أطفال مناسبة وصحية من جميع النواحي إذا كانت الأم عاملة، ويجب أن تكون مناسبة أيضًا من حيث الميزانية.
- عدم الوقوع في أخطاء التربية المجتمعية النمطية أو المبالغة من حيث العناية به وباحتياجاته الأساسية، وسؤال أصحاب الاختصاص حول أي شيء مبهم.
- تنظيم الوقت وإدارة ضغوطات الحياة اليومية بما يتناسب مع العناية بالطفل، والتحلّي بالصبر مع التقلبات المزاجية المحتملة، وتحديد الأولويات.
- عدم الاستماع إلى التعليمات والنصائح العشوائية التي تأتي من أشخاص مختلفين وفقًا لتجاربهم، لأن تجاربهم قد تكون مليئة بالأخطاء، لهذا يجب الاعتماد على مصدر موثوق لأخذ أي نصيحة أو معلومة، وخاصة فيما يتعلق بصحة الطفل.
- عدم الانصهار التام في الواجبات المنزلية وواجب تربية الطفل والانعزال عن الناس، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية والقرب من الأصدقاء تجنبًا للإحساس بالعزلة أو الاكتئاب.
- بناء علاقة متينة مع الطفل يشعر فيها بالأمان مع والديه، ومنحه الرعاية الكاملة وعدم إهماله أو تركه يبكي دون اهتمام. ومراقبة انفعالاته وطريقته في التحدث والاستجابة للأصوات.
- وضع قواعد خاصة للزائرين لرؤية الطفل بعد ولادته مباشرة وعدم السماح بتقبيله بصورة عشوائية، والطلب من الزوار بغسل الأيدي جيدًا قبل حمل الطفل وعدم السماح لأي شخص مريض بالاقتراب منه.
الطفل الأوّل أو البكري يُعامل معاملة الطفل الوحيد لأنه يكون بلا أخ ولا أخت، لهذا يكون الاهتمام منصبًا عليه وحده وبشكلٍ مبالغ فيه. وقد ترتسم بعض السلوكيات وتؤثر في شخصيته وتكبر معه، لهذا يجب أن يتعامل الأم والأب معه بطريقة دقيقة، وفي الوقت ذاته فإنّ ولادة الطفل الأوّل تُعطي إحساسًا غريزيًا بالأمومة، كما يُواجه الآباء الجدد العديد من التحديات في هذا الشأن. من الملفت للنظر هو أنه النصائح ستبدأ بالتهافت من جميع الجهات وفي هذه الحالة على الأم أن تفعل ما تشعر أنه صحيح، ويجب أن يعرف كلًا من الأم والأب أن الشهور الأولى بعد ولادة الطفل هي الأصعب على الإطلاق لما فيها من حرمان من النوم وعدم القدرة على التأقلم في بعض الأحيان. ولكن وبكل تأكيد الشعور بوجود كائن حي صغير أنت كل شيء بالنسبة له وأنت مصدر أمانه هو أروع ما يمكن وهو يستحق العناء. لهذا علينا التحلّي بروح الحب والفرح والطاقة الإيجابية.