إدارة حياة

الأسباب المقنعة لضرورة الاهتمام بمظهرنا!

ما هو المظهر الحسن؟ وهل له معايير معينة يمكن تطبيقها على الجميع؟ ولماذا هو مهم؟ وهل هو ضروري؟ وإن كان ضروريا، فهل يكون كذلك في جانب محدد من حياتنا أم في عدة جوانب أم كلها؟ إن نظرنا للعالم، سنجد أن أحد أكبر التجارات الموجودة هي تجارة المكياج والأزياء. ولكن لا يقتصر المظهر الحسن على البشر وحدهم بل لمقتنياتهم طبعا، فلا نشتري إلا ما يعجبنا أولا من سيارات أو إضافات تزيينية لبيوتنا وحتى المطابخ والمأكولات.

في الحقيقة إن نظرنا إلى الحياة بشكل عام فسنجد الجمال أحد أعمدتها، فمبدأ الاستمرارية والتكاثر مثلا مبني على الجمال والمظهر حتى في المجتمعات الحيوانية بل وبشكل خاص؛ إذ يكمن سر من أسرار نجاحهم في العثور على شريك في تباهيهم بجمالهم كالطاووس مثلا.

كل هذا رائع ولكننا تعلمنا منذ الصغر أيضا أن كنه البشر وشخصيتهم هي الجديرة بالتجمل لا المظهر؟ فهل هذا صحيح أم لا ولماذا؟

في الحقيقة المظاهر وحسنها يختلف بين الثقافات وما هو جميل في مكان قد يكون قبيحا في آخر. ولكن هذه ليست نقطتنا الآن. الحقيقة أن جمال المظهر حاليا أصبح ضرورة. تفكر معنا قليلا في هذه المواقف البسيطة، لنعرف مدى قوة المظاهر:

  • شاب ذهب ليتقدم لخطبة فتاة ولم يكن مهندما ولم يهذب لحيته أو شاربه! أو حتى العكس، إذ كانت الفتاة غير مهندمة
  • طالب علم يذهب للجامعة بما يرتديه في منزله أو في ذهابه للبقالة مثلا
  • شاب أو فتاة في يوم مقابلة عمل يرتديان ملابس غير نظيفة ورياضية مثلا

في الحقيقة، في الثلاثة مواقف، ستكون احتمالية الرفض هي الغالبة. ولكن هل يتوقف الأمر إلى هذا الحد فقط. كلا، بل سيمتد إلى مدى تقبل الناس لهؤلاء الأشخاص بشكل عام. فنجد أغلب من لا يهتمون بمظهرهم وحيدين. ففي الأغلب يتجنب الناس من يجدونه أقل حسنا في المظهر عنهم. وهذه هي نقطة الحسم في الأمر.

لماذا هي نقطة الحسم؟ لأنه في الحياة سنجد بالطبع من يشبهنا في جوانب عدة منها رؤيتنا للمظهر. فإن كنا غير مهندمين فمن سينجذب إلينا في الغالب سيكون غير مهندما مثلنا؛ لا لأنهم سيئون ولكن لأنهم يرون المظاهر غير المهمة من منظور مماثل وهذا ما أكدته دراسة في 2009 أجراها الباحثون فان شتراتن، وإنجلز، وفنكناور، وهولاند بعنوان “العثور على شريكك: مدى تأثير التشابه في حسن المظهر على السلوك في الأزواج”.

نستفيد من هذا أننا سنجد من يطابقنا يوما ما وهذه هي الاحتمالية الأكبر! أما ارتضاء من هم أكثر جاذبية منا بنا كشراء هي الاحتمالية الأصغر. وبالتالي لن يكون من المنطق ألا نهتم بمظهرنا إن كنا نسعى لشريك، أو عمل، أو نمط حياة، أو أصدقاء من مستويات أفضل. لماذا، لأنها ببساطة طبيعتنا، فنحن كبشر لا ننجذب إلا لمن يعادلنا أو يسبقنا.

الاهتمام بالمظهر لا يمثل رؤيتنا للخارج فقط بل لأمور كثيرة تؤثر جدا في اجتماعياتنا ومنها:

  • كيف نحترم أنفسنا وريتنا لها
  • رؤيتنا واحترامنا لمن سيرانا
  • احترامنا ومدى تقديرنا للمواقف
  • رؤيتنا وقدرتنا الشرائية ومدى استعدادنا للصرف
  • أذواقنا
  • خلفيتنا الدينية
  • مدى اهتمامنا بصحتنا
  • مدى ثقتنا بأنفسنا
  • تنشئتنا وبما وبمن نتأثر
  • طموحاتنا
  • نوع حياتنا

كل هذا وأكثر نستطيع أن نميزه بنظرة واحدة للأشخاص. إذا فالمظاهر فعلا، في عصرنا هذا، لها معنى ولها أهمية بالغة لا يمكننا غض الطرف عنها لادعائنا الكمال والتفلسف والتنزه عن العالم بينما نحن في الحقيقة نعيش فيه ونختلط بمن فيه بشكل يومي!

هل يعني هذا أن نقوم فنأخذ بطاقات ائتماننا أو مدخراتنا فنذهب لأقرب مركز تسوق وصرفها كلها! بالطبع لا. الآن وقد تيقنا ولو بشكل بسيط أهمية المظهر، علينا أخذ الآتي في الاعتبار عن محاولة تحسين صورتنا ومظهرنا:

  • كن نفسك دائما، لأنك لن تقدر أن تكون غير نفسك
  • كن مرتاحا نفسيا وجسديا ولا تنس حق جسدك عليك
  • لا تنس المعايير الاجتماعية والدينية للمكان الذي أنت فيه
  • نظم شراءك للملابس والكماليات وفق ميزانيتك فقطعتان مثلا قد تكونان أفضل من 100 قطعة و قد تشكلان إطلالات عدة جميلة وأنيقة.
  • تعلم ما يناسب جسمك وشخصيتك لتكن مرتاحا دائما
  • لا تظن ولو للحظة أن ستايل ملابسك أو اختياراتك أسوأ من أخرى لمجرد أنها أغلى مثلا
  • ليس من الضروري شراء الماركات دائما والتفاخر بها، بل فقط تعلم حسن انتقاء الملابس وما يناسبك
  • اهتم بنظافة ورائحة وكي الملابس فلها أهمية كبيرة جدا
  • تعلم أكثر ولو من باب المعرفة عن تنسيق الألوان مثلا

دعونا فقط نوضح مغالطة مأخوذة عن العصور القديمة وهي بإهمالها التزين والحياة الدنيا. في زمان الأنبياء والفلاسفة ومن تبعوهم، الاهتمام بالمظهر لم يكن كزماننا هذا بالفعل، ولا يمكننا تطبيق كل ما كانوا يتعلمونه في أزمنة مختلفة على عصرنا الحديث السريع المتنوع أيضا. ولكن ما يمكننا الاتفاق عليه هو أنه في جميع الأديان والمذاهب الفكرية، جاء التهندم والاهتمام بالمظهر الحسن ومراعاة الشعر ونظافة الفم وحتى التجمل بحسن القول والعمل من الضروريات والمواضيع المتكررة دائما. التزين والتجمل صفة لا تقتصر فقط على النساء ولكن على جميع المخلوقات ولا تقتصر فقط على المظهر بل جميع السلوكيات. التجمل مبدأ نراعيه حتى في الطهي والصناعة والتجارة وله تأثير كبير على جميع تصرفاتنا. وكما الدنيا تزدان بسهولها وأنهارها وخضرتها، علينا ألا نغفل أبدا التزين والتجمل في كل نواحي حياتنا قدر استطاعتنا. والأهم من هذا، احترام اتجاهات الجميع في التجمل وفقا لفكرهم ورؤية الجمال فيه فهذا من تقبل الاختلافات والآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق