اعرض طفلك على الطبيب النفسي أو المعالج في هذه الحالات

إن كنت أبًا أو أمًا فأنت أوّل من يُلاحظ وجود اضطرابات عاطفية وسلوكية للطفل، وعلى الرغم من رغبة الأهل أحيانًا في تجاهل مثل هذه الأعراض، يكون من المهم جدًا التحدث مع الطفل بهدوء ولطف وفتح باب التواصل معه لمعرفة ما إذا كان حقًا يحتاج إلى عرض على الطبيب النفسي أم لا، وذلك بعد إعطائه مساحة للتعبير عن مشاعره في بيئة داعمة وآمنة. ومن الأفضل المبادرة بأخذ الطفل إلى الطبيب النفسي عند الشعور بوجود ضغوطات نفسية وكبت لدى الطفل، خاصة إذا توفرت بعض الظروف المحيطة بالطفل والتي تُسبب الاضطرابات العاطفية مثل انفصال الأم والأب أو معاناة الطفل من إعاقة جسدية تسبب له الانطواء أو حتى ولادة طفل جديد وما يسببه من غيرة لدى الأطفال أو تغيير المدرسة وما إلى ذلك. تعرف من خلال المقال متى يستوجب أخذ الطفل للـ طبيب نفسي للاطفال أو المعالج النفسي.
العلامات التي تُشير لحاجة الطفل للتقييم النفسي
بعض العلامات تظهر على الطفل وتكون مستمرة وغير طارئة، أي أنها تحتاج إلى متابعة وعلاج. وهي أعراض لا تتعلق بوجود أمراض جسدية لدى الطفل لكنّها تؤثر على العديد من تصرفاته، وأبرز هذه الأعراض:
- انخفاض كبير في الأداء الأكاديمي لدى الطفل.
- عدم قدرة الطفل على تكوين صداقات، وميله للعزلة والانطواء.
- رفض الطفل المتكرر الذهاب للمدرسة أو المشاركة في الأنشطة مع أقرانه.
- إصابة الطفل باضطرابات النوم أو الأكل سواء الشراهة الزائدة أو فقدان الشهية.
- عناد الطفل الشديد وعدم تقبله لأي نصيحة أو تقويم سلوك.
- شكوى الطفل المتكررة من الآلام والأوجاع دون وجود سبب جسدي.
- فرط الحركة والنشاط لدى الطفل.
- رؤية الطفل لأحلام مزعجة دائمة وتعرضه للرعب ليلا.
- مرور الطفل بنوبات غضب وصراخ منتظمة ومتكررة.
- السلوك العدواني للطفل سواء تجاه الآخرين أو تجاه نفسه.
- السلوكيات الجنسية الغريبة لدى الطفل، كخلعه ملابسه أمام الأطفال.
- الاكتئاب وما يرافقه من تقلبات مزاجية مزمنة، والأرق، وانعدام الشهية والتفكير بالموت.
- قيام الطفل بسلوكيات التدمير الذاتي، حيث يقوم بأفعال غريبة مثل العبث بالكهرباء أو النار رغم معرفته بالأذى الناتج عنهما.
- إضرار الطفل بالممتلكات العامة والخاصة.
لماذا يجب أن آخذ طفلي إلى طبيب نفسي؟
تجاهل الأعراض النفسية التي تظهر على الطفل تؤدي إلى تفاقم حالته، وقد يزداد الأمر سوءًا بشكل غير متوقع وخلال فترة قصيرة، مما يؤثر على حياة الطفل الطبيعية وخاصة حياته الاجتماعية، وأهمية أخذ الطفل إلى طبيب نفسي للاطفال تتمثل فيما يأتي:
- يُساعد الطبيب النفسي في مساعدة الطفل على التعامل بشكل أفضل مع الأعراض التي يمر بها أو مع الاضطرابات النفسية.
- يُساعد الطبيب النفسي على تخليص الطفل من مستويات التوتر المرتفعة، ويقلل المشاكل السلوكية والاضطرابات العاطفية التي يمرّ بها.
- يُحسن حياة الطفل لأنه يُساعده في التعامل مع المشاعر المتضاربة والمربكة والصعبة بشكل أفضل، كما يُساعد الطفل في فهم نفسه وبيئته.
- يستطيع الطبيب النفسي تشخيص حالة الطفل تمامًا وإذا كانت تصرفاته نابعة من مرض أو اضطراب نفسي أو نابعة من رغبته بجذب الاهتمام أو الغيرة، أو أنه يُعاني من ضائقة نفسية.
ما هو الوقت المناسب للمساعدة في مشاكل الصحة النفسية؟
مع معاناة الطفل من مشاكل عاطفية أو سلوكية، كلما كان العلاج مبكرًا كان من الأسهل مساعدته، بالإضافة إلى تجنيبه العلاج غير الضروري والتكاليف الزائدة ماديا أم زمنيا. ويجب مراعاة التاريخ المرضي العائلي الذي يكون سببا في إصابة الأطفال بالاضطرابات النفسية.
فائدة مراجعة الطفل للطبيب النفسي
معظم الأطفال يتجنبون الذهاب إلى العيادات لخوفهم من الأطباء، لهذا من المهم تهيئة الطفل للذهاب إلى الطبيب النفسي بطريقة لطيفة ومرنة بحيث يذهب إليه باقتناع. والجيد في الأمر أن المعلومات والملفات العلاجية الخاصة بالطفل لا تسرب إلى أي شخص أبدا! ومن فوائد عرض الطفل على الطبيب النفسي ما يأتي:
- تشخيص حالة الطفل بالشكل الصحيح ومنع تفاقم حالته وتدارك العلاج في الوقت المناسب، خاصة أنّ الاضطرابات النفسية قد تؤثر على مستقبل الطفل إذا لم يتم علاجها.
- المساعدة في تحديد الجرعة المناسبة من الأدوية، وتتبع الآثار الجانبية لها، وتغيير الدواء إذا لم يُناسب الطفل.
- تحديد الطريقة التي يمكن إيقاف الدواء بها أو تقليل جرعته تدريجيًا.
- تخفيف حدّة الأعراض وتقويم سلوك الطفل بالشكل الأفضل.
- بناء ثقة الطفل بنفسه وزيادة تقديره لذاته وقوّة شخصيته، إذ أنّ الطبيب النفسي يستطيع أن يُساعد الطفل في بناء شخصيته بشكل أفضل.
- تحديد ما إذا كان الطفل يحتاج إلى علاج سلوكي من قبل المعالج النفسي أم إلى علاج بالأدوية النفسية من قبل الطبيب النفسي.ّ قد يلجأ الطبيب النفسي إلى تحويل الطفل للمعالج النفسي وإخضاعه لعلاج سلوكي دون أدوية.
- مساعدة الطفل على الشعور بالراحة، ومساعدة الأهل بتعريفهم طريقة التعامل المناسبة مع الطفل.
طبيب نفسي للاطفال يستطيع تشخيص حالة الطفل بحيث يتمكن من وصف العلاج السلوكي أو الدوائي المناسب، فقد يكون الطفل يُعاني من خلل في كيميائية الدماغ يحتاج إلى تصحيح عن طريق تناول الأدوية النفسية، يكون هذا هو ما يؤثر على سلوكه ومزاجه وتصرفاته وعواطفه. لهذا فإنّ العلاج المناسب يحسن نوعية حياة الطفل ويصحح سلوكه ومزاجه، ومن المهم أن يعي الأهل جيدًا أن اصطحاب الطفل للطبيب النفسي ليس عيبًا أو عارًا، بل هو عملية طبية بحتة لمصلحة الطفل وصحته العقلية ولمصلحة العائلة كاملا، ولتجنب إصابته بأمراض نفسية مزمنة في المستقبل، لأن إنّ معظم الأمراض العقلية النفسية التي تصيب الأطفال يمكن علاجها تمامًا عن طريق الأدوية.