اجعل العام الجديد بداية لتحقيق حلمك
دائما ما يحمل العام الجديد الكثير من الأحلام التي ننتظر تحقيقها. منها ما هو مؤجل منذ العام الماضي، أو منذ أعوام كثيرة، ومنها ما هو جديد وفقا لمتغيرات حياتنا.
ولكن..
كيف يمكن أن نجعل السنة الجديدة بداية لتحقيق تلك الأحلام؟
هذا ما سنتعلمه مع من نصائح الطبيبة النفسية ومدربة الحياة ميلاني جرينبرج، التي أعدت خطة كاملة لبداية تحقيق الأحلام على موقع Psychology Today.
• امتلك الشجاعة لتحلم
تقول هارييت توبمان، المناضلة الشهيرة في مجال إلغاء الرق في أمريكا: “كل حلم عظيم يبدأ بحالم. تذكر دائمًا أن لديك القوة والصبر والعاطفة للوصول إلى النجوم لتغيير العالم”.
تبدأ رحلتنا بحلم تتنوع محتوياته مثل باقي الأشخاص على هذه الأرض. كل منا لديه هبات ربانية فريدة من نوعها والعديد من الصفات والخبرات التي تحدد مجرى حياتنا؛ حتى تجارب المعاناة الشديدة يمكنها أن تعلمنا الكثير من الدروس أو تعزز عزمنا على جعل الأشياء مختلفة.
ومع بداية العام الجديد، علينا أن نطور كل ذلك لنمتلك الشجاعة للتحدث عن أنفسنا وإعطاء مساحة لمشاعرنا ورغباتنا وأحلامنا. وبالطبع من الصعب القيام بذلك بمفردنا. لذا فنحن نحتاج إلى الاستعانة بالأصدقاء والمرشدين الداعمين في حياتنا لتوجيهنا. ولكن يجب في بداية الأمر أن نمتلك الشجاعة لكي الحلم.
بمجرد أن نتشجع ونثق في أنفسنا، يمكننا أن نحلم كيف يمكن أن تكون الأمور مختلفة وبالتالي نبدأ في اتخاذ الخطوات الأولى لجعلها كذلك.
الإلهام يمكن أن يأتي من ذكريات الطفولة، أو الأفلام، أو الكتب، أو المحادثات مع الأصدقاء، أو مراقبة أفراد عائلتنا، أو تجارب العمل، أو الممارسات الروحانية. ومهما كان حلمك كبيرا جدا، لا تقلق أبدا حتى وإن فاق قدرتك على تحقيقه. فيمكنك دائما تطوير نفسك لتحقيق أي حلم ما دمت تؤمن به.
المهم في بداية تحقيق حلمك هو إيجاد رؤيتك الخاصة لما تريد إنجازه، وبمجرد العثور عليه اكتبه لجعله حقيقيا، اكتبه في مفكرة إلكترونية خاصة بك، أو حتى في ورقة والصقها على مرآتك وقم بقراءته ثلاث مرات على الأقل في كل يوم.
• إيجاد فرصتك الخاصة بك
يقول الشاعر والفيلسوف الأمريكي الشهير رالف والدو إيمرسون: “لا يوجد رجل عظيم يشكو من عدم وجود فرصة”.
بمجرد أن تكون لديك رؤية وتترجمها إلى بعض الأهداف الملموسة القابلة للتنفيذ في العام المقبل، فالخطوة التالية هي البحث عن فرص للمساعدة في جعل رؤيتك حقيقة واقعة.
هذه هي المرحلة التي تشكل عائقا للكثير من الناس، مظنين أنهم لن يعثروا على الفرصة المناسبة. ولكن عند مواجهتك هذه المرحلة من الأفضل أن تستجيب لكلمات إيمرسون، فأنجح الناس هم من يخلقون فرصهم الخاصة.
لذا…
انطلق في جميع مساعي الحياة أو على الإنترنت وابحث عن أشخاص يشبهونك في التفكير. أخبرهم عما تريد القيام به واستمع بعناية إلى قصصهم حول ما فعلوه، وتعلم منهم، ومن ثم شمر عن ساعديك وابدأ في إنتاج منتجك أو الإعلان عن خدماتك.
بمرور الوقت يمكن أن توصل الشبكات الاجتماعية منتجك إلى فرص لا يمكنك تخيلها الآن، وقد يحدث هذا أيضا عن طريق التطوع بخدماتك، أو الانضمام إلى منظمات تختص بمجال عملك، أو العمل الجاد والإبداعي.
وكن مستعدا دائما للاستحواذ على فرصتك بثقة وبكلتي يديك حالما تأتي. وإن لم تأتِ فحاول التفكير بطريقة إبداعية ومرنة في المسارات البديلة. لا تركز على المال أو تتوقع نتائج كبيرة في هذه المرحلة، لأنك تستثمر في تعليمك وتسويقك في العالم الحقيقي، وكن على علم بأنك قد تضطر إلى متابعة حلمك في المساء بعد وظيفتك المعتادة. وعليك أيضا أن تقوم بتقدير نجاحك من خلال حجم الجهود المبذولة بدلا من النتائج حتى لا تشعر بالإحباط بسهولة في بادئ الأمر.
• مع الرؤية والتحفيز يمكنك تحقيق الكثير
غالبًا ما تكون المرحلة بين تحديد الحلم وإيجاد الفرصة المناسبة له صعبة جدا. إذ تكون هذه المرحلة التي تبدأ فيها بالشك في نفسك وبالخوف من المستقبل. بينما يكمن السر الذي يخلق الفرق بين أولئك الذين يستمرون وأولئك الذين يستسلمون في الثقة.
إذا كنت تعتقد حقا أن لديك شيئا قيما وفريدا من نوعه، فابق واثقا، حتى ولو كانت معركتك شاقة. فقد خاطر معظم الناجحين بمستقبلهم وعملوا بجد، وقدموا التضحيات، وواجهوا الإخفاقات في طريق سعيهم لتحقيق أحلامهم.
عادة ما يتخلى الناس عن المسار ولا يدركون أبدا أن النجاح يكمن بالقرب من الزاوية التالية. لكنهم إن وثقوا في أنهم إذا ما بذلوا قصارى جهدهم وألزموا أنفسهم بالعمل بكل طاقتهم فهم حتما سيجدون طريقة لتحقيق أهدافهم. ومع ذلك، يجب أن نفكر بمرونة ونراجع أهدافنا عدة مرات لنجعلها تناسب ظروفنا ومستوى قدراتنا بشكل أفضل.
إن لكيفية صياغة أهدافك أهمية أساسية. فلا تعلق حلمك على نتيجة معينة كالحصول على راتب خيالي، لأن هذا قد يعتمد على قوى تنظيمية أو تنافسية خارجة عن إرادتك. بدلا من ذلك، حدد هدفك بطريقة تعتمد بشكل أكبر على جهودك الخاصة، كالعمل في مجال معين، وتوسيع مهاراتك ومعرفتك، والقيام بأعمال إبداعية، وتوجيه الآخرين وتعليمهم، وإنشاء مؤسسة وبنائها.
وتذكر أنه كلما كانت رؤيتك وأهدافها الفرعية تحت سيطرتك، كلما زادت ثقتك في تحقيقها بطريقة ما في نهاية المطاف.
• ونختم بأفكار أخيرة
- انطلق وابحث عن أحلامك ولا تدع الإخفاقات القصيرة الأجل تردعك.
- اعثر على قوتك الداخلية وكن ثابتا على الأرض وسط عواصف الحياة وكن كشجرة راسخة، تميل مع الريح، لكن لا تنكسر.
- تذكر أن تستمتع بالرحلة! وتحلى بالصبر. فكما يقول المثل الصيني القديم “لا تخافوا من السير ببطء؛ خافوا فقط من الوقوف بلا حراك”.