سلام نفسى

أنتِ تستحقين

تمضي أيامنا سريعة ومتعاقبة بين حلوٍ ومر.. بين نجاحاتٍ وإخفاقات.. بين يقينٍ وشك؛ لتجبرنا أن نتوقف لبرهة لنتساءل عن مدي استحقاقنا لكل شيء يحدث في حياتنا! فنتساءل هل نستحق النجاح أم الفشل؟ هل نستحق السعادة أم البؤس؟ هل نستحق اليقين أم الشك؟ أنتِ تستحقين

ما هي درجة استحقاقك في هذه الحياة؟ بالتأكيد ستكون الإجابة صعبة جداً. أو بالأحري إن حاولت الإجابة عنها بمجرد النظر إلى ما يدور حولك من أحداث تتأرجح بين الرتابة والإثارة، سيكون ذلك صعبا. ولكن إذا تجردت من كل شيء مادي، اسألي نفسك، هل أنتِ كإنسانة تستحقين؟ إذا تنحيتي عن المناصب والسعي وراء المكاسب والمكانة الاجتماعية، هل أنتِ تستحقين الاحترام لذاتك؟ إذا ترفعتي عن العقبات والمشاحنات والمواجهات والمقاومات في هذه الدنيا واخترتِ السلام، هل أنت تستحقين؟ وإذا تحديتي الموروثات والمعتقدات الاجتماعية المتأخرة واخترتي الحرية، فهل أنتِ تستحقين؟

إذا كانت إجاباتك علي هذه الأسئلة بالسلب فأنت بالفعل لا تستحقين، ليس لأنك أقل من غيرك أو لأنك أضعف، بل لأنه مرآة لشعورك الذي ربما لا تستطيعين الاعتراف به.. أنتِ فعلاً لا تؤمنين بأنك تستحقين، لذاتك! فالاستحقاق ينبع دائماً من الداخل، وطريقه دائماً ما يسير في اتجاه واحد: من داخلك إلى العالم الخارجي. فكل روح قدر لها الحياة هي غالية بالنسبة للكون، فهي إضافة إيجابية، محملة برسالة طيبة وعليك أن تسعي لتحقيق هذه الرسالة.

والحقيقة يا سيدتي أنك بالفعل تحققينها ولكنك لا تشعرين بمدي تأثيرك على هذا العالم، فوجودك بحد ذاته نعمة ويدعوا للاستحقاق.

كوني فخورة بأنكِ خلقت أنثى .. إمرأة .. فأنتِ سر الحياة ومنبعها.

فأنتِ تستحقن الاحترام لأنك غالية ونفيسة، لأنك إنسانة لها كرامة وبصمة علي كل من حولك. لأنك الابنة والأخت والأم والصديقة والحبيبة والزوجة، لأنك رفيقة الدرب والمثابرة والحياة لا تزدان في غيابك.

أنتِ تستحقين السعادة لأنك تعطين بلا حساب ولا تنتظرين المقابل. ولأنك إمرأة ذكية؛ فبمساعدتك يمر كل صعب ومرير. لأنك السند الحقيقي وكاتمة الأسرار. ولأن لديك الكثير من الحكمة لتديري التغيرات والتقلبات المفاجأة لتعبري بنفسك وبمن تحبين إلي بر الأمان.

أنتِ تستحقين التقدير لمحاولاتك الدؤوبة لتتوازني وتوازني بين مسؤولياتك وعائلتك. أنت تستحقين التقدير علي تضحياتك وسهرك وتعبك لتحققي كل ما هو أفضل لنفسك ولمن حولك. لأنك علي قدر كبير من المسؤولية، فحين تأتي العواصف تقفين صلبة لتدافعي وتقدمي كل ما تستطيعين دون كلل.. فأنتِ لا تعرفين للهروب سبيلا.

أنتِ تستحقين النجاح لأنك تسعين وراء تحقيق أحلامك وأهدافك ولا تستسلمين. وقعت ووقفت مجدداً مرفوعة الرأس شامخة، معلنةً عن تحديك واستعدادك لكل ما هو آت. تستحقين النجاح لأنك دائماً ما تسألين وتسعين للتعلم وتوسعين آفاقك لتكوني على أفضل ما يكون.

أنتِ تستحقين الحب لأنك أنتِ معني الحب ذاته. فلديك دفء كفيل بأن ينير العالم بأكمله حتى ولو لم تقابليه بعد، فأنتِ تستحقين نفس مقدار الحب الذي تعطيه. وتستحقين أن تشعري به لذاتك وتستقبليه بقلبٍ كبير ممن حولك.

أنتِ تستحقين الحرية لأنك خلقتي حرة ولديك القدرة على الاختيار، حتى لو بدا الأمر صعباً فأنتِ نادراً ماتستسلمين. لقد وقفت على مدار عقود طويلة تطالبين بحقوقك وبحياة أفضل لكِ ولعائلتك. أنت تستحقين الحرية لأنك مبدعة في خلق مسارات مختلفة في حياتك وتوجهات مشرقة لمستقبلك حتى لو استنكرها البعض. فأنتِ من يكتب تفاصيل الحياة وينكهها بكل حلو وعذب.

وفي عيدك سيدتي

تذكري أنك تستحقين الأفضل … فــنور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق